كارلوس لوتوف.. رسام المستضعفين
التزم كارلوس لوتوف القضية الفلسطينية ودافع عنها في المحافل الدولية.
ويرى لوتوف أن الحرب ضد العراق ليست إلا «نزاعاً على النفط الذي استفادت منه إسرائيل في صنع أطنان القذائف التي استهدفت اللبنانيين في عدوان تموز 2006»، وعرف عن لوتوف مناهضته لجميع اشكال الهيمنة الاميركية والصهيونية، وقد خاض في ذلك معارك على مدى السنوات الماضية، معتمدا على سلاحه الوحيد «فن الكاريكاتير» الذي قدم من خلاله شهادات حية وموثقة على الجرائم التي ارتكبت ولاتزال بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي، وعندما حوصرت رسوماته في الصحف الكبرى التي كان يراسلها، راح ينشرها مجاناً في صحف عربية وعالمية ومواقع إلكترونية، ويرسل عبارات دائمة تدعو كل من يشاهد رسومه إلى نشرها وتوزيعها، على أمل أن يصحو العالم من غفلته وينقذ الشعوب التي تتعرض للقهر والعدوان كل يوم.
لوتوف وحنظلة زيارة فلسطين
بعد «غياب جسدي عن فلسطين»، حسب تعبير لوتوف، قرر زيارتها في عام 1999 بدعوة من منظمة المركز الفلسطيني للسلام والديمقراطية، ومواقف لوتوف ودعمه للقضية الفلسطينية خولته أن يصير عضو شرف في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخلال زيارته لفلسطين تجول في الكثير من المدن، وشاهد بأم عينيه المعاناة والموت اليومي، وعايش تجربة طفلة شوهت بمولتوف المستوطنين، وكانت هذه الزيارة نقطة تحول في حياة لوتوف الذي صارت القضية الفلسطينية محور اهتمامه ودعمه وأعماله الفنية، حيث قال «اخترت ان أسخر ريشتي لنصرة القضـايا العادلــة، لا سيــما في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً القضــية الفلسطينية»، ورسم لوتوف عــملا كاريكتورياً أثار ضجة عالمية، حيث جــسد الرئيس الاميركي جورج بوش بملامح هــتلر وشبه الإسرائيليين بجيش هتلر النازي. عدد من الرسوم التي تكشف الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. حضور إعلامي بدأ لوتوف نشر رسوماته الكاريكاتورية على المواقع الالكترونية فور عودته من الاراضي المحتلة، تخلله بيان ارسله إلى العديد من وسائل الاعلام قال فيه «أناشد جميع من يطلعون على هذه الرسومات في اي مكان نشرها كوسيلة لفضح جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، استخدموها على القمصان والملصقات او اللافتات، وأعيدوا انتاجها في شكل اوراق واجعلوها ظاهرة في كل مكان، وأشكركم باسم كل فلسطيني يعاني من الاحتلال». اهتمام وولاء هذا الرسام للقضية الفلسطينية وحراكه العالمي لدعمها ونصرتها لفت انظار وسائل الاعلام العالمية والعربية إليه، وظهرت رسوماته في عدد من الصحف العربية، كما تمت استضافته من قبل عدد من رؤساء صحف عربية، من بينهم رئيس تحرير جريدة الاخبار اللبنانية الراحل جوزيف سماحة الذي اهتم بنشر رسوماته على الفور، خصوصاً التي كانت تتعلق بالحرب الاسرائيلية على لبنان الاولى والثانية، ناهيك عن الصحف الاجنبية مثل التايمز والاندبندنت ومواقع الكترونية، ومن اهمها الموقع الرسمي للمفكر نورمان فنكلستين. وعبر لوتوف عن أمله أن تسهم أعماله الفنية في إيصال صوت المقموعين والمهمشين إلى العالم أجمع.
سلاسل وكتب نشر لوتوف العديد من الكتب التي جمع فيها رسموماته عن العراق وفلسطين، ومن ابرز هذه الكتب «كلنا فلسطينيون» التي جمع فيها اكبر كمية من رسوماته التي يجسد فيها اشكال التمييز العنصري التي شهدها التاريخ، بدءا من معاناة السود والتمييز العنصري، مرورا بالتعصب والعنصرية التي يعاني منها شعب التبت، وصولا الى الصورة الشهيرة للطفلة الفلسطينية إيمان ذات الأشهر القليلة والتي استشهدت إثر رصاصة اخترقت دماغها وهي نائمة في منزلها.
اما الكتاب الثاني والذي حمل عنوان «حكايات الحرب الاميركية على العراق» فتناول فيه معاناة الشعب العراقي من جراء الاحتلال الاميركي، ناهيك عن تمجيده للمقاومة العراقية التي جسدها بجناح ملاك، وغالبا ما يصور لوتوف بوش وبلير وشارون وأولمرت بوجوه نازية، سواء علامة النازية التي تكون على رؤوسهم او استبدال وجوههم بوجه هتلر.
ليلى خالد ولوتوف لوحات تتميز بالمباشرة والعمق. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news