رئيس الوزراء البريطاني يقول انه يريد خفض القوات في العراق
توجه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الى بغداد اليوم السبت وقال انه يريد خفض مستويات القوات البريطانية في العراق لكنه رفض وضع اي جدول زمني لرحيلهم.
وفي وقت لاحق توجه الى البصرة مركز انتاج النفط في الجنوب لزيارة القوات البريطانية التي سيطرت على المدينة الى ان سلمت المسؤولية الى قوات الامن العراقية في ديسمبر الماضي.
وبراون هو الاحدث في سلسلة زيارات قام بها مسؤولون كبار حاولوا تعزيز حكومة المالكي وتشجيع الاستثمار بعد ان تراجعت الهجمات الى أقل معدل لها منذ اوائل عام 2004 .
وأرسلت بريطانيا 45 ألف جندي للمشاركة في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 للاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين ولكن يتبقى الان نحو أربعة الاف جندي بريطاني فقط في مطار قرب مدينة البصرة حيث يدربون القوات العراقية.
وقال براون للصحفيين المسافرين معه بعد لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "نيتنا بالتأكيد هي خفض اعداد قواتنا لكني لست بصدد اعطاء جدول زمني زائف الان".
واضاف "الاختبارات التي سنواجهها ستكون في كيفية وفائنا بالاهداف التي وضعناها. ما هو التقدم الذي يمكن ان نعرضه.."
وقال مكتب المالكي في بيان ان براون أشاد بالتحسن الامني في العراق. وتتزامن زيارة براون مع ثقة الحكومة العراقية المتنامية في قدرتها على تأمين البلاد.
وفي مقابلة مع مجلة ديرشبيجل نشرت في عددها الصادر اليوم السبت قال المالكي انه يريد ان تنسحب القوات الامريكية من العراق بأسرع وقت ممكن.
واوضح المالكي ان اوباما تحدث عن 16 شهرا وان الحكومة تعتقد انه الاطار الزمني الصحيح لسحب القوات مع امكان ادخال تعديلات طفيفة.
وفيما يؤكد ثقة بغداد المتزايدة اتفق المالكي والرئيس الامريكي جورج بوش الاسبوع الماضي على تحديد "أفق زمني" لخفض القوات الامريكية في العراق.
وكان هذا الاتفاق هو الاقرب لاعتراف ادارة بوش بالحاجة الى وضع جدول زمني لخفض القوات الامريكية في العراق. وعارض بوش لفترة طويلة وضع جداول زمنية لانسحاب القوات.
ومن المتوقع أن تصدر حكومة براون التي تراجعت شعبيتها في استطلاعات الرأي بيانا للبرلمان يوم الثلاثاء المقبل يتعلق بدور بريطانيا المستقبلي في العراق.
وأعلنت بريطانيا في أكتوبرالماضي عزمها خفض عدد قواتها الى 2500 بحلول ابريل نيسان من العام الحالي لتخفض من مستوى مشاركتها في حرب لا تحظى بشعبية بين كثير من البريطانيين.
ولكن الحكومة أرجأت الخطوة بعد أن قاومت بعض الميليشيات بشدة حملة القمع العسكرية العراقية في البصرة في مارس الماضي.
واوضح رئيس الوزراء البريطاني ان من بين الاهداف الرئيسية التي يجب الوفاء بها من اجل خفص اعداد القوات التأكد من قدرة العراق على اجراء انتخابات محلية متوقعة هذا العام وتعزيز التنمية في البصرة مركز البلاد النفطي.
وفي انفراجة سياسية عاودت جبهة التوافق العراقية وهي أكبر تكتل سني في العراق اليوم الانضمام للحكومة العراقية بعد أن قبل البرلمان مرشحي الجبهة لشغل المناصب الوزارية الشاغرة.
وكان ينظر الى عودة الجبهة من جديد بعد استقالتها من الحكومة قبل عام في خلاف بشأن اقتسام السلطة كنقطة حيوية تجاه رأب صدع الانقسامات العميقة بين مختلف الاطياف العراقية.
ويرجع محللون الفضل في تراجع أعمال العنف في العراق الى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام الى زيادة القوات الامريكية وموقف القوات الامنية العراقية الاكثر حزما.
|