محمـد إبراهـيـم إلى نهـائــي «أمير الشـعـراء»

إياد نصار يعلن نتيجة لجنة التحكيم بتأهل السعودي محمد إبراهيم يعقوب إلى المرحلة النهائية. 
 
والتي تعد نقطة تحول في خط سير المسابقة، سواء من ناحية شكل المنافسات وقواعدها التي أصبحت تفرض على الشعراء المتسابقين تقديم قصيدة يترك لهم حرية اختيار الموضوع والوزن والقافية فيها، ومجاراة عدد من الأبيات تحددها لجنة التحكيم في كل حلقة، أو من ناحية المستوى الذي بدا مميزاً، حيث حفلت الحلقة بقصائد حرص فيها أصحابها على الإجادة لضمان بطاقة العبور إلى المرحلة النهائية، هذا الحرص على التميز وضــع لجنة التحكيم أمام مهمة تقييمية صعبة، عكس بعض حلقات المرحلة الأولى التي اتسمت فيها الأمور ببعــض السهولة نظرا إلى وجود تفــاوت واضح بين مستويات الشعراء المتنافسين فيهــا، ولكن بشكل عام لم تدخل مهمة لجنة التحكيم الى مرحلة الصعوبات الحقيقية.

 

في بداية الحلقة أعلن مقدم البرنامج إياد نصار تأهل المتسابق عقيل اللواتي «عمان»، والمتسابق أمين أحمد «اليمن» من الحلقة الماضية بعد حصولهما على أعلى نسبة تصويت، ليكونا بذلك آخر متسابقين  يتم انضمامهما للمرحلة الثانية. كما أعلن اسماء الشعراء المتنافسين في المرحلة المقبلة وهم: آدي ولد آدبا «موريتانيا» ، خالد الوغلاني «تونس»، شيماء محمد حسن «مصر»، مهند ساري «الأردن»، عقيل اللواتي «عمان». بينما أعلن عضو لجنة التحكيم الدكتور عبدالملك مرتاض عن معايير اللجنة في الحلقة المقبلة التي تتمثل في مجاراة المتسابقين الخمسة لأبيات من معلقة زهير بن أبي سلمى ومنها:

 

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله  على قومه يستغن عنه ويذمم   
ومــن هاب أسباب المنايا ينلنه   وإن يـرق أسباب السماء بسلم

 

تقارير سطحية
وكالعادة لم تقتصر الحلقة على المنافسات بين الشعراء، فتضمنت فقرة غنائية للمطربة المصرية آمال ماهر، وفقرة شعرية للشاعر السعودي عبدالله السميري، أحد شعراء برنامج شاعر المليون في دورته الثانية، كما عرضت تقارير عن آراء الشعراء المتنافسين في بعضهم بعضا، اتسمت في الغالب بالمجاملة او الدبلوماسية، خاصة وان غالبية الشعراء في المسابقة يتعرفون إلى بعضهم للمرة الأولى، سواء على المستوى الشخصي او الأدبي، ما جعل السطحية  السمة المسيـطرة على هذه التقـارير، وكأن الهدف الوحيد منها هو ملء وقت البرنامج.

 
مستويات متقاربة
منافسات الحلقة تميّزت بتقارب مستويات الشعراء الخمسة المتنافسين، وهم: سيدي محمد ولد بمبا «موريتانيا»، عامر الرقيبة «العراق»، محمد إبراهيم يعقوب «السعودية»، محمد العياف العموش «الأردن»، مهدي كامل منصور «لبنان»، حيث ألقى أول المتسابقين الشاعر ولد بمبا، قصيــدة بعنوان «ارتحال» أهداها إلى كل الأسرى العرب، واختص منهم المصور سامي الحاج وعميد الأسرى العرب الذي حرر أخيرا سمير القنطار، وفي تعليقه على القصــيدة أشار الدكتور صلاح فضل إلى الذكاء الإعلامي والشعــري للشاعر حيث استفاد من الأحداث الجارية بالمنطقة، وأهدى قصيدته للأسرى العرب، مضيــفا «المتسابق شاعر متمرد، وعزف لحناً معــتقاً على أنغــام القصيــدة القديمة، مستغرقا في رؤية شعرية قصيرة».

 

الشاعر عامر الرقيبة قدم قصيدة بعنوان «الاعتراف الأخير للسندباد»، واعتبرها الدكتور علي بن تميم أقرب الى ضمور الذات واختفاء الهوية بالنص «القصيــدة فيها اعتراف من دون اعتراف لعدم قدرة الشاعر على البوح»، وقال الدكتــور عبدالملك مرتاض: «النص الشعري هادر، وتبلغ الذروة الشعرية في الشطــر القائل: (في فمــي شجر الفجيعة) كما احتوى على صور فنية بديعة».

 
أما المتسابق الثالث محمد إبراهيم يعقوب «السعودية» فقد أهدى قصيدته «تراتيل العزلة» للوطن، ووصف الدكتور صلاح فضل المتسابق بـ«الشاعر الحقيقي والمتمرد في لغته، والمدهش في تراكيبه الشعرية» وأضاف «هناك أسى في أنغام الشاعر، ولديه قدرة حقيقية على رؤية الذات والكون، ويعرف كيفية نسج قصيدته من خيوط قوية، وأخرى ضعيفة، لتصبح متماسكة»، ووصف الدكتور علي بن تميم القصيدة بأنها «محاولة بحث وصعود للمرآة لكشف الذات»، بينما تناول الدكتور عبدالملك مرتاض الجوانب الفنية بالنص، لافتا إلى ان عنوان القصيدة «صوت يقعقع في طفرة الأصوات، والتصوير طافح بالنص، ويتركـب من ثلاثة عناصر، وهو زاخر بالخيال».

 

كما أشاد الدكتور أحمد خريس بالقصيدة التي وصفها «بالمدهشة خاصة وانها تستدعي نصا ملحميا»، واعتبر نايف الرشدان تساؤل المتسابق في مطلع القصيدة، بمثابة بحث عن مخرج، مشيدا باللغة العالية للنص، معتبرا أن «المشهد الشعري في القصيدة ينبض بالحياة».

 
بعد المتسابق السعودي ألقى الشاعر الأردني محمد العياف العموش قصيدته التي استحضر فيها فحولة الشعر والشاعر نزار قباني، وهو ما أشار إليه الدكتور علي بن تميم «الشاعر استخدم الكثير من الجمل النزارية في غير مكانها»، وعلّق أيضاً على وصف المتسابق للمرأة بصفات قوية «تناسب الرجل اكثر من المرأة»، ولفت الدكتور أحمد خريس إلى «خلو القصيدة من الاتساق البنيوي».

 

ثم ألقى الشاعر مهدي منصور قصيدة بعنوان «لم يحضر الغرباء» بأسلوب خاص ومميز، مستقطبا اهتمام الجمهور، ولجنة التحكيم التي اشاد أحد أعضائها الدكتور عبدالملك مرتاض بجودة الإلقاء، وتناول الدكتور علي بن تميم، موضوع القصيدة الذي يتساءل عن تباعد نهرين، بينهما الذات في حيرة وضياع، وقال: «أخفق الشاعر في تحقيق بنية النص بعد ضياعه في جمع المفردات، واحتوى النص على بعض التراكيب المستهلكة».

 

يذكر أن برنامج «أمير الشعراء» تنفذه شركة الإنتاج الإعلامي «بيراميديا»، بإشراف الإعلامية نشوة الرويني، والمنتج الفني منى الرويني، وإخراج محمد عاطف، وتقديم إياد نصَّار ورجاء صالح، وإعداد إياد المريسي  

 

قصائد المجاراة
ألقى الشعراء الخمسة في نهاية الحلقة قصائد المجاراة للشاعر أبي الطيب المتنبي، وقام أعضاء لجنة التحكيم بتقييم قصيدة كل متسابق، قبل ان يعلن مذيع الحلقة إياد نصار عن قرار اللجنة بتأهل المتسابق محمد إبراهيم يعقوب  بعد حصوله على أعلى درجات اللجنة وهي 47.
 

تويتر