كنيدي.. 40 عاماً في خدمة الإمارات

أسهمت الدكتورة ماريان كنيدي، التي غيبها الموت يوم الخميس الماضي، في مدينة كارميكايل في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مع زوجها الدكتور بات كنيدي، في انشاء اول مستشفى في مدينة العين عام 1960، ما أدى  لخفض نسبة الوفيات، حيث كانت في ذلك الوقت 50% بين الاطفال و35% بين الامهات.


واستقرت ماريان في الدولة لمدة أربعة عقود متتالية، تقدم الخدمات الطبية لأبناء الدولة في الوقت الذي كانت فيه المنطقة تفتقر الى أدنى درجات الرعاية الصحية.


وقدمت الدكتورة ماريان كنيدي خدمات انسانية في الدولة، وأقامت علاقات وطيدة مع سكان المنطقة وعرفت عاداتهم وتقاليدهم وشاركتهم طرق عيشهم وأفراحهم وأحزانهم واكتسبت بعض عاداتهم.


وأسهمت في نشر الثقافة الصحية بين الامهات، وأشرفت هي وزوجها على ولادة اكثر من 4000 طفل في مستشفى الواحة، فيما بلغ عدد المواليد منذ افتتاح المستشفى 79 الفاً.

 

وجاء في كتاب «الواحة» للكاتب غترود دايك ان «المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ شخبوط أدركا الحاجة الى مستشفى في العين فأجريا اتصالات بمستشفى مسقط في سلطنة عُمان، وأشار عليهما حينها الدكتور توماس الذي كان يرأس المستشفى بالاستعانة بالدكتورة ماريان التي عملت في العراق عام 1958 وكانت تعمل في ذلك الحين في الاردن».

 

وأضاف الكاتب «بعد اتصالهما بالدكتور كنيدي، رافق الدكتور توماس الدكتور كنيدي وزوجته الدكتورة ماريان لتقديمهما الى الشيخ زايد والشيخ شخبوط، رحمهما الله، في ديسمبر 1959، وفي 20 نوفمبر 1960 وصل فريق طبي الى العين بعد ان تم تحديد مكان المستشفى».

 

وأشار إلى أن «الدكتور الأميركي بات كنيدي بدأ وزوجته الدكتورة ماريان كنيدي العمل في بيت الضيافة الذي سمح لهما الشيخ زايد، رحمه الله، باستخدامه، كبداية لعيادتهما وتم تشييد بعض الغرف الإضافية بشكل سريع من سعف النخيل ريثما يتم بناء المستشفى الجديد الخاص برعاية الامومة والطفولة في موقع مستشفى الواحة الحالي».

 

وأوضح دايك أن «خدمات العيادة شملت متابعة ورعاية الأم الحامل طوال فترة الحمل وخدمة التوليد ثم المتابعة الطبية للأم والطفل بعد الولادة مع التركيز على التوعية والارشاد».


ولفت إلى أنه «تم الانتقال إلى الموقع الحالي للمستشفى في ابريل 1963 وكان عبارة عن «كرفان» للعيادة وثلاثة «كرفانات» تحوي غرف المرضى المقيمين المصنوعة أيضاً من سعف النخيل، وبقي المبنى على حاله حتى أكتوبر 1963 حيث تعرض للحريق الذي التهمه كلياً، تبع ذلك انشاء وحدات عدة من الغرف الطينية المتلاصقة، تم بناؤها سريعاً خلال أسابيع قليلة لتقوم مقام المستشفى مؤقتاً».


وذكر أنه «في يناير 1964 تم إنشاء أول مبنى من الطابوق الإسمنتي في العين والذي ضم 20 غرفة للإقامة الداخلية مزودة بمحطة للتمريض وحضانة للأطفال حديثي الولادة إضافة الى غرفة للخـدمات فيما استمرت الاستفادة من المبنى السابق كعـيادة خارجية».

 

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قد أمر بمنح 135 مليون درهم لتطوير وبناء مبنى جديد لمستشفى الواحة بالعين مزود بأحدث الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية المتميزة وذلك بهدف تمكينه من الاستمرار في أداء رسالته والتركيز على علاج النساء والأطفال وذلك في إطار الحرص المستمر على الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتعزيزاً لدور المستشفيات في توفير مظلة صحية متكاملة للمواطنين والمقيمين.

 
وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «أجيالاً عدة من أبناء الدولة استفادوا من الخدمات العلاجية والطبية لمستشفى الواحة، وأنه حفر في الذاكرة الوطنية سمعة طيبة سوف تظل باقية وخالدة».
 
تويتر