الغذاء المتكامل يعزز التحصيل العلمي للأطفال
أكدت دراسات عدة أن الغذاء يؤثر سلباً أو إيجاباً في قدرة الاستيعاب والتركيز لدى الأطفال. وفي هذه الأثناء يحاول باحثون أستراليون معرفة المواد الغذائية التي تؤثر في تحصيل الطلاب العلمي وأدائهم في المدرسة. ويقوم العلماء بتجارب على طلبة متطوعين من أجل رصد ارتفاع نسبة الجلوكوز وانخفاضها في الدم ومدى تأثيرها في التركيز والذاكرة وعملية التلقي بشكل عام.
يقول الباحث والخبير في التغذية، الدكتور ماني ناوكس: «أعتقد انه في حال تمكننا من اقناع أولياء الأمور بالوجبات المناسبة لأبنائهم، فإننا نساعد هؤلاء الأطفال في تحصيل علمي أفضل»، موضحاً ان «الأطعمة التي ترفع مستويات جلوكوز الدم بسرعة ثم تخفضه بسرعة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي للغاية».
وأشار ناوكس إلى بعض الأطعمة التي من شأنها أن تؤثر سلبا في الطلاب في حال تم تناولها بطريقة عشوائية، مثل الخبز الأبيض وحبوب الفطور.
وتضم الدراسة 40 طفلاً، يطلب منهم في البداية تناول خليط يشمل بعض الأطعمة، ثم يسند إليهم واجبات يقومون بحلها على جهاز الكمبيوتر. ويتم مراقبة أدائهم، والتغيرات التي تحصل في التركيز والذاكرة وردود الأفعال، إضافة إلى الاحساس بالجوع. كما يتم تثبيت مجسات رقيقة تحت الجلد في منطقة البطن لقياس مستويات الجلوكوز في الدم أثناء قيام الطلاب بواجباتهم.
تجربتان قام باحثون بدراسة متزامنة في بريطانيا والولايات المتحدة لدراسة علاقة الطعام بالذكاء والسلوك البشري. وتمت التجربة الأميركية في إصلاحية للأحداث استبعدت فيها السكريات والأطعمة الاصطناعية، واستعيض عنها بالخضراوات والفواكه الطازجة. أما التجربة البريطانية فأجريت في عدد مختار من مدارس لندن وقسّم فيها التلاميذ إلى مجموعتين رئيستين. أعطيت المجموعة الأولى أقراصاً متكاملة من الفيتامينات والمعادن، والأخرى أعطيت أقراصاً مشابهة ولكنها خالية من أي مفعول. وفي كلتا التجربتين كان الباحثون يقومون بتسجيل معايير الذكاء وتغيرات السلوك بشكل يومي ودقيق. وكانت النتيجة ارتفاع معدلات الذكاء لدى مَن تناولوا الفيتامينات والمعادن في لندن، وانخفاض النزعة العدوانية بنسبة 40% في الإصلاحية الأميركية.
وتعد هذه التجربة محاولة، ضمن دراسات طبية حديثة، لكشف العوامل المؤثرة في ذكاء البشر. فلقرون طويلة كان الاعتقاد السائد هو أن للعبقرية علاقة بحجم المخ وضخامة الدماغ، في ظل انعدام أي مؤشرات خارجية أخرى. والطريف أن كثيراً من العلماء شاركوا العامة في الاعتقاد بأن الصلع والرأس الكبير وبروز الفص الأمامي للجبهة دليل على الذكاء والعبقرية. إلا أن ما يضعف هذه الملاحظات أن الصفات التي كانت تنطبق على مجموعة لا تنطبق على أخرى لها ذات الميول والإبداعات.
فوائد الكربوهيدرات أشار خبراء إلى أنه من وظيفة الأهل أن يشجعوا أبناءهم على اختيار المواد الغذائية التي تزيد من قدرة تركيزهم، والتي تعطيهم الطاقة، عوضاً عن اختيارهم لتلك التي تحدّ من طاقاتهم الذهنية. ويمكن أن يكون للكربوهيدرات المركبة أو المجمعة تأثيرٌ كبير في التحصيل الدراسي؛ إذ تعمل على دعم عمل الدماغ، وترفع الطاقة لدى الطلاب. وتوجد الكربوهيدرات المركبة في الخبز الكامل والأرز والموز.
وقال اختصاصيون في التغذية إن كثيراً من الناس يمكن أن يخلطوا بين هذه الكربوهيدرات والكربوهيدرات المكررة كالبسكويت والكعك؛ على اعتبار أنها أيضاً من الكربوهيدرات وتصنع من القمح. والحقيقة ان الكربوهيدرات المكررة يمكن أن تعطي مقداراً من الطاقة، إلا أنها تزول حالاً، تاركة الطفل في حالة من عدم التركيز. ويميلُ العديد من المراهقين إلى تجاوز وجبة الإفطار؛ إما لأنهم لا يجدون الوقت الكافي إذ يتأخرون في الاستيقاظ. وعلى الأهل أن ينصحوا أطفالهم بتناول الكربوهيدرات عند الصباح؛ لأنها ليست أبداً من المواد الغذائية التي تزيد من الوزن؛ بل على العكس فإن لها القدرة على دعم الطاقة لديهم، وتزيد من قدرتهم على التركيز في الحصص المدرسية.
وفي حال لم يكن الطفل يحبّ تناول الحبوب الكاملة كحبوب القمح عند الصباح، يمكن له أن يتناول البيض الغني بالبروتينات وفيتامين «ب»، والذي يؤثر وبشكل كبير في عمل الذاكرة. ومع البيض يمكن تناول الخبز الكامل، وبذلك يدمج الطفل بين البروتين والكربوهيدرات، وبعدها يمكن للطالب أن يختتم فطوره بتفاحة يتناولها وهو ذاهب إلى المدرسة.
وجبات بديلة بيّنت الدراسات أن الوجبات الخفيفة المليئة بالدهون المشبعة كالبوظة وأنواع الدهون الأخرى كالبسكويت، يمكن أن تؤثر سلباً في عمل الدماغ، كما أنها تخفف من امتصاص الجسم للدهون المفيدة كـ«الأوميغا 3». وعوضاً عن تناول هذه الوجبات، يمكن للأطفال أن يأخذوا معهم من المنزل الوجبات الخفيفة المفيدة كالموز والمكسرات كالفستق والجوز واللوز، على سبيل المثال. وتساعد هذه المواد في تعزيز قدراتهم الذهنية، وتعمل على زيادة تركيز الطلاب في الحصص المدرسية، وتساعدهم في فهم الدروس بشكل جيد، بالإضافة إلى أنها تزيد من طاقتهم. ن عن «أديلاييد ناو» و«ساينس ديلي»
تقوية الذهن أشار اختصاصيو تغذية إلى أن الفاصولياء، إلى جانب الخبز الكامل والأرز البني والمعكرونة والسلطة القائمة على الخضار، يمكن أن تعمل على تقوية ذهن الطلاب، بالإضافة إلى اللحوم والدجاج والسمك. ويفضل تجنب المواد الغذائية المليئة بالدهون والملح والكربوهيدرات المكررة كالبطاطا المقلية الجاهزة والمعجنات المحلاة. وحذَّر الاختصاصيون من الإكثار في تناول الكربوهيدرات المكررة، إذ إنها ستتسبب للطفل بحالة من الإرهاق والبلادة في نهاية اليوم. كما أن الافراط في تناول هذه المواد الغذائية يمكن أن يحطّ من قدراته الذهنية وتركيزه
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news