4 لجان شعبية في مصر للدفاع عن السودان والبشير

سودانيون يتظاهرون ضد مذكرة أوكامبو.             أرشيفية - أ.ب

 

أحدث طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بإصداره مذكرة  توقيف للرئيس السوداني عمر البشير  بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور ردود افعال غاضبة في مصر، تشكلت على إثرها أربع لجان شعبية للدفاع عن الرئيس السوداني، فيما اتخذت جماعات حقوقية وبعض الأقلام الصحافية اتجاها مناوئا للتيار العام.

 

فقد شكّلت مجموعة من الأحزاب المصرية اثناء لقاء جماهيري مشترك لها في مقر حزب  السلام الاجتماعي أولى هذه اللجان، وتشكلت لجنة ثانية في نقابة الأطباء، وثالثة في نقابة المحامين، كما تشكلت رابعة حملت اسم «مصير» تم تأسيسها  للدفاع عما هو أبعد «من الأزمة الجارية» ـ على حد تعبير أصحابها ـ وإنما عن  السودان، ومستقبل العلاقات المصرية ـ السودانية بشكل عام.

 

وقال القيادي السابق في حزب العمل ومنسق «مصير» محمد بدر لـ«الإمارات اليوم»: «ان اللجنة تعتزم فتح باب الجهاد للشعب المصري، في حال صدور قرار من المحكمة الجنائية بالقبض على البشير».

 

 وأضاف «ان الدفاع عن السودان هو دفاع عن مصر، وان الاستهداف تجاوز كل التوقعات، بعد ان نفّذت الخرطوم جميع  التزاماتها، بقبول قوات دولية، وبدء  محاكمات داخلية للمتهمين في جرائم دارفور».

 

وافاد بدر ان منظمته تضم عدداً من المهتمين بالشأن السوداني في المجالين  الصحافي والبحثي واساتذة الجامعات، مثل الخبير في مركز الدراسات في الأهرام هاني رسلان، وعميد معهد الدراسات الإفريقية السابق الدكتور سيد فليفل، والصحافية في الأهرام اسماء الحسيني، وعشرات من اساتذة الجامعات  والقيادات الحزبية.

 

وتابع بدر «ان اللجنة تعد لزيارة تضامنية موسّعة مع السودان، وانها  بصدد توزيع آلاف من شارات التعاطف مع السودان والبشير وضد اميركا، بحيث يصبح الموقف التضامني المصري مع الشقيق السوداني حقيقة واضحة  في كل بيت وشارع».

 

من جهته، اوضح منسق لجنة الأحزاب  ورئيس حزب السلام الاجتماعي أحمد الفضالي «ان 15 حزباً  مصرياً اعلنت تضامنها  مع السودان والبشير، وشكلت اللجنة التي سوف تعقد ندوات ومؤتمرات في مقار الأحزاب والنقابات المهنية لتوضيح خطورة القرار،  والبحث  عن الطرق الصحيحة لمواجهته».

 

واستطرد «ان اللجنة ستعقد الأسبوع المقبل مؤتمرا موسعا في نقابة  الصحافيين، تضامنا مع السودان والبشير».

 

وقال رئيس حزب الأحرار  حلمي سالم «ان السودان هو المستهدف، وان على الحكومة المصرية ان تدافع عن مصر  من الخرطوم خاصة، وان روح مصر نهر النيل الذي لا يمكن تركه لأهواء دولية، والدفاع  عن  السودان هنا هو حفاظ على مصر». 

 

ودانت اللجنة المشكلة من المحامين المصريين المحكمة الجنائية الدولية واتهمتها بـ«ازدواجية المعايير».

 

وقررت اللجنة التي تضم عدداً من أعضاء مجلس نقابة المحامين السابق، وهم: محمد طوسون مسؤول ملف «الإخوان المسلمين»، وجمال تاج الدين المتحدث باسم «الإخوان المسلمين» في النقابة، وناصر الحافي عضو المجلس، تنظيم حملة توقيعات لإدانة قرار المحكمة، إلى جانب تكثيف الاتصالات مع المنظمات والاتحادات الدولية، خاصة التي تضم محامين للدفاع عن البشير.

 

وقال  أمين عام مجلس نقابة المحامين السابق أحمد سيف الإسلام حسن البنا لـ«الإمارات اليوم» «ان السودان لا ينطبق عليه نظام اللائحة الأساسي في المحكمة، وعلى الرغم من ذلك يصدر قرار بإدانة البشير في حين أن المحكمة تترك مجرمي حرب دمويين، أمثال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، والرئيس الأميركــي جورج بوش أحراراً من دون محاكمة».

 

 كما أكدت اللجنة الجديدة التي تضم أعضاء من الحركة المـصرية للتــغيير «كفاية» ترحيبها بانضمام الشخصيات العـامة لها، مشددة على تضافر جميع الجهود لمواجهة أي عواقب وخيمة قد تضر بأمن السودان الذي يمثل عمقاً استراتيجياً لمصر.

 

وتعقد «لجنة المحامين» مؤتمراً صحافياً لها الأحد المقبل، لإعلان موقفها بالكامل،  وتوزيع بيانها التأسيسي، والاتفاق على الفعاليات التي تتخذها في الأيام القليلة المقبلة.

 

من جهة أخرى، غادر القاهرة إلى الخرطوم أمس وفدا نقابة المحامين والأطباء المصريين، في اول زيارة تضامن شعبي مصري مع  السودان، كما أعلن نشطاء في «كفاية » أن عددا من أعضائها سينضم إلى اللجان التضامنية المختلفة دعما للشعب السوداني. وقال قيادي في الحركة إن الحركة لم تتخذ موقفا موحدا تاركة لأعضائها حرية تحديد اتجاههم. 

 

 على صعيد مقابل، اتخـذت 21 منظمة حقوقية مصرية موقـفا معاكــسا، حيث طالبت بتسليم البشير للجنائية الدولية «باعتبارة  مجرم حرب». وقال مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان بهي الدين حسن «ان النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية قدم ادلة دامغة على تورط  البشير في جرائم ضد شعبه وضد الإنسانية وضد  حقوق  الانسان، والطريق الوحيد لإنقاذ السودان هو تسليم البشير واحمد هارون وعلي كوشيب» واعتبر حسن ان الشــارع العربي يرتــكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه اثناء صدام حسين، ودعا الى تشكيل  لجان شعبية لإنقاذ الســودان من مجرمي  الحرب. في الإطار ذاتــه، شنــت جريدة الفجر الأسبوعية المستقلة هجوما شديدا على ما أسمتها «بجرائم البشير  ضــد الإنسانية». 

الأكثر مشاركة