نتائج الثانوية تقرّب الوحدة بين الضفة وغزة

هنية هنأ أوائل الضفة ليؤكد وحدة الوطن الفلسطيني.             الإمارات اليوم


لأول مرة منذ حدوث الانقسام الداخلي قبل أكثر من عام تعلن نتائج الثانوية العامة موحّدة في فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة على الرغم من  وجود وزارة تربية وتعليم في غزة، منفصلة عن التي في الضفة الغربية، حيث تم الإعلان عن أسماء الأوائل على محافظات غزة أول من أمس دفعة واحدة، بينما العام الماضي أعلنت منفصلة، وكانت النتائج مختلفة في شطري الوطن.

 

وحصلت على الترتيب الأول على فلسطين طالبة من قطاع غزة هي أسماء نصر أبو نمر، والأول مكرر كان من نابلس في الضفة الغربية، وتسلسل ترتيب الأوائل بصورة موحدة شملت أرجاء الوطن.

وقال وزير التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية المقالة محمد عسقول «توصلنا إلى اتفاق مع وزارة التربية والتعليم في رام الله حتى تكون نتائج الثانوية العامة موحدة على صعيدي غزة والضفة، حيث كنا على تواصل معهم، وأجرينا اتصالات بشكل يومي، وقمنا بتأجيل إعلان النتائج أكثر من مرة كي تكون في وقت واحد، حتى توصلنا إلى أن يكون الإعلان يوم الجمعة 18 من يوليو 2008».

 

وأضاف «بذلنا كل الجهود من أجل ذلك حتى لا نكرّس سياسة الانقسام،  ونبعد الطلبة والتعليم عن أي تجاذبات سياسية، ونأمل بأن يكون الاتفاق الذي جرى بين وزارتي التعليم في الضفة وغزة بداية لإنهاء الانقسام الداخلي، وعودة الوحدة الوطنية».

 

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أن إعلان النـتائج الموحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، جــسراً نحو الوحدة، واستعادة وحدة الأرض والشعب.

 

وقال خلال حفل تكريم الطلبة الأوائل في الثانوية العامة الذي نظمته وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة «سعينا في الحكومة لكي تكون نتائج الثانوية العامة موحدة، وأن تكون بعيدة عن حالة الانقسام والخلافات السياسية، وحتى تكون بوابة لطريق الوحدة».

وأضاف «تواصلت مع الطلبة الأوائل في محافظات الضفة الغربية، حيث اتصلت بهم وهنأتهم  بالتفوق، وأوصلت لهم المشاعر بأن أهالي الضفة وغزة أبناء وطن واحد، وأن فرحة نجاحهم فرحة لكل الفلسطينيين في كل مكان».

 

وأعلن هنية عن تبرع حكومته لجميع الطلبة الأوائل على صعيد فلسطين بتكاليف دراستهم الجامعية، ودعمها لعائلة الطالبة أسماء أبو نمر الأولى على الوطن، وهي من سكان خان يونس، بمبلغ 10 آلاف دولار مساعدةً لهم، بعد أن هدم الاحتلال منزلهم.

 

وقالت الطالبة حنان بشير رشاد رجب الحاصلة على ترتيب «الأول مكرر» بمعدل 99.3% من غزة لـ«الإمارات اليوم»: «إن إعلان نتائج الثانوية العامة على صعيد فلسطين زاد من حجم الفرحة التي غمرتني بحصولي على الترتيب الأول، حيث أشعر بمدى قيمة هذه النتيجة عندما تكون على صعيد كل محافظات وطني، وليس كل محافظة وحدها منفصلة عن الأخرى». وتمنت أن يكون إعلان النتائج الموحدة بداية لإنهاء حالة الانقسام بين الضفة وغزة، وعودة الوحدة الوطنية، حيث ان الشعب وطنه واحد، وقضيته واحدة لا تقبل أن تقسمها الخلافات السياسية.

 

وهذا ما أكده والد الطالبة ياسمين الحلو الحاصلة على ترتيب «السادس مكرر» وقال «إن إعلان نتائج الثانوية العامة بصورة موحدة يعيد لنا الأمل بعودة الوحدة التي ننتظرها بفارغ الصبر، فالجهود التي بذلتها وزارتا التربية والتعليم في غزة والضفة من أجل توحيد الإعلان عن النتائج يدل على قرب الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام».

 

وأضاف «فرحتنا بإعلان النتائج موحدة تعادل فرحتنا بتفوق أبنــائنا وحصولهم على المراتب الأولى، لأن الانقسام والخلافات السياسة تضر بمستقبلهم، بينما الوحدة تفتح أمامهم مجالات مشرقة واسعة».


والدة أسماء: تفوق ابنتي انتصار على الحصار

قالت أم محمد والدة الطالبة أسماء نصر أبو نمر التي حازت المرتبة الأولى في فلسطين، والمقيمة في قطاع غزة «إن كل المحن التي واجهناها كبقية الشعب الفلسطيني، من جرائم وهدم منازل وحصار، لم تمنع ابنتي أن تخرج من قلب غزة، وتحصل على المرتبة الأولى على صعيد فلسطين، فقد تأثرت كثيرا كما تأثرنا بالعدوان والحصار، وهذا ما أكسبها عزيمة قوية لأن تتحدى كل ذلك، وألا ترضخ لهدف إسرائيل بتجهيل أبناء شعبنا».

 

وأضافت «تحدت أسماء كل أزمات الحصار؛ فالتيار الكهربائي كان يقطع بصورة شبه يومية لمدة ثماني ساعات، وكان معظم الأوقات في الليل، ولكنها لم تستسلم، وواصلت دراستها على ضوء الشموع والمصابيح اليدوية، كما أنها تأقلمت على منزلنا المتواضع كي تدرس من دون أي عائق يؤثر فيها». وذكرت أم محمد أن القوات الإسرائيلية هدمت منزلهم قبل ثلاثة أعوام في المخيم الغربي في مدينة خان يونس خلال عملية عسكرية في المنطقة، وهذا دفعهم للسكن في بيت متواضع بالإيجار لا يكفي أفراد الأسرة.

 

وأفادت أم محمد أن ابنتها أسماء تمكنت بفضل الله من حفظ القرآن الكريم، وقد انتهت من حفظه العام الماضي.

 

وكانت تنظم وقتها بين الدراسة وحفظ السور القرآنية ولم تنس حقها بأن تقضي أوقاتا ممتعة مع أهلها في البيت ومع أقاربها وصديقاتها.

 

وكانت الطالبة أسماء نصر أبو نمر قد أكدت «ان سياسات إسرائيل، خاصة الإبادة الجماعية بحق الأطفال، لن تقف حاجزا أمام طلبة فلسطين من أن يجتهدوا للحصول على أعلى الدرجات، ومواصلة مشوارنا الدراسي، ولن تمنعنا من أن نوصل رسالتنا للعالم بأننا أصحاب حق في الحياة، ولن تضعف إرادتنا بأن ندافع عن كرامتنا بسلاح العلم». وتطمح أسماء إلى أن تكون طبيبة ناجحة تنفع المجتمع وتخدم دينها من خلال هذه المهنة، وأملا منها بالوقوف بجانب المصابين من أبناء شعبها.

الأكثر مشاركة