كرادجيتش في قبضة العدالة

صورة لكرادجيتش بعد القبض عليه وزعت مع أخرى قديمة له.   أ.ف.ب
 
 اعلن مكتب الرئيس الصربي بوريس تاديتش أمس، ان الاجهزة الامنية لبلاده اعتقلت المسؤول السياسي الصربي البوسني السابق رادوفان كرادجيتش المتهم بارتكاب إبادة.

وقال مكتب الرئيس الصربي في برقية الكترونية إن «الاجهزة الامنية الصربية حددت مكان وجود كرادجيتش واعتقلته»،  وتمت احالته امام قاضي تحقيق في نيابة جرائم الحرب في بلغراد، تنفيذا لاتفاق التعاون مع محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة». 

 وقال مصدر قريب من نيابة جرائم الحرب، رفض كشف هويته، إنه تم اعتقال كرادجيتش في صربيا.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، اوضح مصدر قريب من اجهزة الاستخبارات الصربية «ان كرادجيتش موجود في سجن في بلغراد». 

من جهتها، قالت وزارة الداخلية الصربية في بيان نقلته وكالة بيتا إن «افراد الوزارة لم يشاركوا في اعتقال كرادجيتش». 

وكان كرادجيتش ومساعده العسكري السابق راتكو ملاديتش فارين منذ اتهمتهما محكمة الجزاء الدولية قبل 13 عاما بارتكاب ابادة وجرائم حرب خلال النزاع في البوسنة بين  1992 و.1995 وكانا ملاحقين خصوصاً لضلوعهما في مجزرة سريبرينيتشا (شرق البوسنة) التي قتل فيها نحو ثمانية آلاف شخص في يوليو .1995

وكرادجيتش ملاحق ايضا لدوره في حصار سراييفو الذي استمر 43 شهرا قضى فيه نحو 10 آلاف مدني.

ويعتبر الكرواتيون والمسلمون في البوسنة كرادجيتش وحشاً في حين يظل في رأي العديد من الصرب بطل حرب مزق البوسنة اثر اعلان استقلالها العام .1992 وكانت وزارة الخارجية الاميركية وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل اي معلومة تقود الى اعتقاله.

وظلت قوات حلف شمال الاطلسي تبحث عنه منذ سنوات عدة وتفتش المخابئ المحتملة في طائرات هليكوبتر وعربات مدرعة، لكن  كرادجيتش ظهر امام السلطات الصربية في ضاحية هادئة في بلغراد.
وقالت مصادر حكومية صربية إنه كان تحت المراقبة في صربيا منذ اسابيع عدة بعد تلقي معلومات من جهاز مخابرات اجنبية.

لكن توقيت القبض عليه بعد اسبوعين من تولي حكومة جديدة مؤيدة للغرب السلطة يوحي بأن العامل الحاسم في القبض عليه كان التصميم السياسي.

وقال نايجل انكستر وهو مسؤول رفيع سابق في جهاز المخابرات البريطاني(ام. اي 6) يعمل الآن في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «في النهاية عادت الامور الى الارادة السياسية». 
وشن جنود الاطلسي والاتحاد الاوروبي عشرات المداهمات احدثها في مارس الماضي على منازل زوجة واولاد كرادجيتش في بالي معقله في زمن الحرب جنوب شرقي سراييفو. بل إن زوجته ليليانا قالت انهم قاموا بتفتيش خزان الصرف الصحي، ربما كانوا يتوقعون ان يعثروا عليه مختبئا مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وفي ابريل 2004 قام عشرات الجنود من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وسلوفينيا في طائرات هليكوبتر وعربات بشن غارة على بالي خلال الليل ومداهمة كنيسة ارثوذكسية صربية ومنزل قس اصابوه هو وابنه. لكنهم لم يعثروا على أثر  لكرادجيتش. 

وكان كرادجيتش يعيش في بلغراد عندما أُلقي القبض عليه في نهاية المطاف.

من جهته، قال المدعي الصربي في جرائم الحرب فلاديمير فوكشيفيتش أمس،  إن كرادجيتش سينقل الى محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي بموجب الاجراءات التي ينص عليها القانون الصربي.

 وقال  المدعي العام إن «قاضي التحقيق بحسب معلوماتي اتخذ القرار اذ ان شروط نقله متوافرة» بموجب القانون حول التعاون مع محكمة الجزاء الدولية. وبموجب القانون الصربي يشكل الاستجواب التمهيدي الخطوة الاولى في عملية تسليم المشتبه فيه الى محكمة الجزاء.

ومن بعدها على القاضي في غضون ثلاثة ايام، ان يقرر ما اذا كانت الشروط متوافرة لتسلميه المتهم الى المحكمة في لاهاي. ويمكن لكرادجيتش في مهلة ثلاثة ايام ان يتقدم بطلب لاستئناف هذا القرار.
وأمام مجموعة قضاة في محكمة جرائم الحرب في بلغراد ثلاثة ايام ايضا للبت فيهذا الطلب. ويستنفذ عندها المتهم كل الوسائل القانونية المتاحة له، ويمكن لوزارة العدل عندئذ اتخاذ القرار بتسليمه الى محكمة الجزاء. 
 
 

الأكثر مشاركة