البشير يعلن من دارفور عن مبادرة لإنهاء أزمة الإقليم

البشير: مبادرة الحل تتضمن الأمن والاستقرار وعودة النازحين ومشروعات تنموية.أ.ف.ب

كشف الرئيس السوداني عمر حسن البشير خلال زيارة قام بها إلى إقليم دارفور عن ملامح مبادرة قومية لانهاء أزمة الاقليم تقوم على وضع برنامج متكامل للحل. فيما أعلنت جامعة الدول العربية أن محادثات أمينها العام عمرو موسى الأخيرة في السودان أسفرت عن اتفاق على «حزمة» لحل الأزمة في دارفور بأبعادها المختلفة. 

 

وتفصيلاً زار البشير دارفور للمرة الاولى منذ وجه له الادعاء في محكمة الجنايات الدولية تهمة ارتكاب جرائم حرب.

 

وشارك البشير أهل دارفور الرقص على دقات الموسيقى التقليدية وردد شعارات اسلامية والقى خطاباً أمام الالاف من سكان الفاشر في شمال دارفور وقوبلت وعوده بالسلام والتنمية بتهليل الحشود التي حاولت الاقتراب منه. ووصف البشير ما قاله مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو حول دارفور بأنه «دعاوى كاذبة».


وقال لمئات النازحين من اعمال العنف الذين اتوا للتعبير عن دعمهم له «نحن في السودان وكل اهل السودان اجمعنا ان نحقق السلام في دارفور».


وكشف عن ملامح مبادرة قومية لانهاء أزمة دارفور تقوم على وضع برنامج متكامل لحل الأزمة بمشاركة القوى السياسية السودانية كافة بما فيها الحركات المتمردة في الاقليم. وأوضح أن هناك لجاناً تقوم حالياً بوضع الرؤية المتكاملة لهذه المبادرة التي تتضمن الأمن والاستقرار وعودة النازحين ومشروعات تنموية في مختلف المجالات.

 

وأكد أن حكومته ستدعو الفعاليات السودانية كافة للاسهام في هذه المبادرة من أجل تحقيق سلام عادل وشامل ومستدام.

 

وتعهد بتحقيق السلام والعدالة والتنمية في اقليم دارفور. وقال سنعمل على تحقيق التنمية والاعمار ورفع الظلم وبسط العدالة ورد الحقوق الى أهلها والقصاص لكل من أصيب بضرر أو أذى.

 

وأضاف ان أعداء السودان وأعداء دارفور لا يرغبون في تحقيق السلام في بلادنا وكلما حققنا انجازاً سعى أعداؤنا الى إعادتنا الى المربع الأول انهم يعلمون أن دارفور هي المشكلة الوحيدة التي يمكن استغلالها لتفتيت السودان وتنفيذ الأجندة المعادية».

 

وقال ان «أوكامبو اذا كان يريد تخويفنا فنحن لانخاف ولغير الله لن نركع ولن يشغلنا أوكامبو أو يعطلنا عن تنفيذ برامجنا لاعادة دارفور لسابق عهدها لأننا نعرف الذين يحركونه ويقفون من خلفه وهم من يريد اعادتنا للخلف كلما تقدمنا الى الأمام».

 

وخاطب البشير العائدين، مؤكداً أن الحكومة ستكون الى جانب العائدين حتى يتم حل قضية دارفور بمشاركة أبنائها فيما أكد النازحون تمسكهم بالرئيس السوداني وادانتهم لقرارات أوكامبو.

 

على صعيد متصل قالت جامعة الدول العربية في بيان إن موسى اتفق مع الخرطوم على «حزمة» لحل الأزمة في دارفور. تتضمن مجموعة من الاجراءات والخطوات السياسية والقانونية لحل الأزمة وذلك بالتعاون بين الجامعة والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة. ولفتت الى أن هذه الحزمة تأتي تأكيداً لأهلية القضاء السوداني واستقلاليته باعتباره صاحب الولاية الأصيلة والمسؤولية في احقاق العدالة ولتعزيز دور قوة حفظ السلام المشتركة «يوناميد».


وأكدت اعطاء الأولوية للتسوية السياسية لقضية دارفور وتأكيد حكم القانون وتحقيق العدالة وتنشيط جهود مبادرة الحل السياسي للقوى الوطنية السودانية.


وأوضحت أن الحزمة تتضمن أيضاً مواصلة القضاء السوداني نظره في الجرائم التي حدثت وفق تحريات اللجان القضائية الموجودة أو التي تستجد وتأكيد الحكومة السودانية تقديم كل من يثبت مشاركته في أي نشاط اجرامي للعدالة «مهما كان موقعه».

 

وأشارت الجامعة إلى أن الحزمة تتضمن أيضاً تشكيل محاكم خاصة لنظر الجرائم المتعلقة بالحالة في دارفور تتوافر فيها ضمانات المحاكمة العادلة وكذلك تعيين مدعٍ عام يخصص لهذا الغرض. 

كير يطالب بوقت لتنفيذ اتفاق السلام 
قال النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير إنه على محكمة الجنايات الدولية ان ترجئ الاتهامات الموجهة للرئيس عمر البشير بارتكا ب جرائم حرب في إقليم دارفور لاعطاء وقت كافٍ لتنفيذ اتفاق السلام مع المتمردين السابقين في جنوب البلاد.


وفي أول تعليق من جانبه على اتهام البشير بارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية حث كير المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقراً لها على إرجاء القرار.

 وقال للصحافيين أول من أمس اثناء توجهه الى أوغندا «لا حاجة للتعجل في مثول الرئيس السوداني امام المحكمة الجنائية الدولية».

 

وأضاف «صدر الاعلان لكن يجب اعطاء فسحة من الوقت للتشاور مع إفريقيا وباقي العالم». وأكد أنه «يجب ان يسمح للحكومة السودانية بتنفيذ الاتفاق الذي وقّع مع حكومة جنوب السودان والتفاوض مع القوى التي تقاتل في دارفور».  
كمبالا ــ رويترز
 
تويتر