غادة تعود للحياة والمرح في غزة
|
|
غادة عادت للسير على قدميها بعد معاناة منذ مرضها في 2006، هدَّدت ببتر ساقها. الإمارات اليوم
عادت الطفلة غادة إلى غزة بعد أن أجريت لها عملية جراحية في دبي، مع ثلاثة أطفال فلسطينيين، برعاية من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، حيث انتهى مشوار المعاناة التي عاشتها لأكثر من عامين، ليعود إليها نبض الحياة من جديـد، وتلهو وتمرح بين عائلتها دون ما يمنـعها من ذلك، بعد أن كانت غير قادرة على الحركة منذ عام .2006
«الإمارات اليوم» زارت غادة يوسف عوض (ستة أعوام)، في منزلها المتواضع بمدينة غزة، ووجدتها تلهو على باب المنزل هي وشقيقها محمد بعد مضيّ ستة أيام على عودتها من دبي، وهذا المشهد كانت محرومة منه منذ أكثر من عامين، حيث كانت تعاني من توقّف نمو ساقها اليمنى جراء مرض السحايا الذي كانت مصابة به.
وقالت غادة: «كنت خائفة من عدم عودتي للسير على قدمي، وعدم اللعب مع أبناء عمي، ولكن اليوم أنا ألعب وأجري، وأصعد سلم البيت وحدي. غادة لم تنس ما جرى معها في دبي خلال فترة العلاج، قائلة: «لقد أجريت لي العملية الجراحية في مستشفى «ميدكير» في دبي، على يد الدكتور الألماني مارك سنكلير، بدعم كامل من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وكان هناك عدد كبير من المتطوعات اللواتي أشرفن على رعايتي داخل المستشفى».
وقال يوسف عوض، والد غادة، ومعالم السعادة تعلو وجهه: «شعوري لا يُوصف لحظة رؤيتي غادة قادمة إلى المنزل بعد عودتها من دبي، فسعادتي كبيرة جداً، ولم أتوقع أن مشوار المعاناة الذي مرّت به لأكثر من عامين لسوف ينتهي، وتعود لتمشي على قدميها». وأضاف «لقد كانت قدم غادة اليمنى قبل سفرها الى دبي سيئة ومعرضة للبتر، ولكن الحمد لله عادت لنا وقد تماثلت للشفاء، وأتت إلينا تسير على قدميها، وتلهو وتجري، وقد ملأت الفرحة قلوبنا جميعاً، خصوصاً أنها بمثابة زهرة العائلة».
وذكر أن ابنته عانت كثيرا حيث أصيبت ببكتيريا السحايا في بداية عام 2006، ودخلت على إثر ذلك في غيبوبة كاملة لمدة ثلاثة أيام، حيث كانت ترقد بمستشفى الشفاء بغزة، ليتم نقلها للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية، حيث قدموا لها العلاج الذي حافظ على حياتها، وعالجها من البكتيريا.
وأضاف «عادت إلى غزة ولم تتماثل للشفاء الكامل، حيث تبين أنها فقدت مفصل ساقها اليمنى، وعلى إثر ذلك توقفت عن النمو لتصبح القدم اليسرى أطول من اليمنى، وقد اكتمل المشوار إلى مستشفيات مصر، ولكن لم يتم علاجها، وقد تقرّر بتر قدمها، ولكننا رفضنا ذلك». وأوضح أن نهاية مشوار المعاناة كان بسفرها للعلاج في دبي برعاية مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بعد أن خاطبتها جمعية إغاثة أطفال فلسطين.
وقالت سهير، والدة غادة، التي رافقتها خلال فترة علاجها في دبي: «سافرت إلى دبي وكان لدي أمل كبير في أن تتماثل غادة للشفاء وتعود إلى الحركة واللهو، فقد احيطت برعاية واهتمام لم أكن أتخيلهما في حياتي».
وتقدمت بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى كل أهل الإمارات، وإلى الطبيب الألماني وإدارة مستشفى «ميدكير»، على كل ما قدموه لغادة كي تقدر على الحركة وتعود إلى الحياة من جديد.
من جهة أخرى، قال محمد حسين، منسق جمعية إغاثة أطفال فلسطين في غزة، لـ«الإمارات اليوم» إن «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم قبلت رعاية وعلاج أربعة أطفال في دبي، من ضمنهم الطفلة غادة، بالإضافة إلى الطفل سعد قنديل (10 أعوام)، الذي كان يعاني من مشكلات في عصب الساق، جراء انفجار عبوة أطلقتها قوات الاحتلال على المواطنين خلال عملية توغل في مخيم المغازي وسط القطاع، والطفل خليل قحمان (16 عاماً) من بلدة بيت لاهيا شمال غزة، الذي بترت يده من «آلة عجن» في المخبز الذي كان يعمل به، حيث زُرعت له يدٌ صناعية تمكّنه من ممارسة حياته بصورة طبيعية».
وذكر أن عروبة عاشور من بلدة بيت حانون شمال القطاع (18 عاماً)، كادت تفقد بصرها جراء إصابتها بشظايا قوات الاحتلال في انتفاضة عام 1987، وقد زُرعت لها عينٌ تجميلية.
ويتهدد الموت مئات المرضى جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع وتمنع سفرهم لتلقي العلاج، بالإضافة إلى أن المراكز الصحية في غزة تعاني نقصاً حاداً في كافة المستلزمات الطبية والأدوية ما أدى إلى وفاة 213 مريضا، اضافة إلى تعطل العديد من مشاريع التطوير نتيجة الحصار. وما زالت إسرائيل تفرض قيوداً خطيرة على كميات وأصناف البضائع المسموح لها بالدخول إلى غزة.
|