«موسيقى العالم» يبدأ بنكهة إفريقية

فضيل استقطب جمهوراً كبيراً من الشباب. أ.ف.ب

انطلقت في قلعة دمشق، أمس، فعاليات مهرجان ليالي موسيقى العالم، الذي يستضيف مجموعة من الفرق الموسيقية والمغنين العالميين والعرب ويستمر إلى 23 أغسطس المقبل، بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين والعرب، منهم «الشاب فضيل»، والمغني والموسيقي التونسي ظافر يوسف الذي نال شهرة واسعة عبر دمجه الموسيقى الصوفية مع الالكترونية وموسيقى الجاز.

 

 ويقيم ظافر يوسف في اوروبا ويعمل مع ابرز الموسيقيين المجددين، ويشاركه العزف عازفون نرويجيون. بالإضافة الى الحفل الذي ينتظره السوريون للفنان زياد الرحباني الذي سيحيي أولى حفلاته في سورية يوم 15 أغسطس.

 

 حمل افتتاح المهرجان طابعاً افريقياً. حيث قدمت في بداية الحفل فرقة «تيناريورين» (صحارى)، الآتية من مالي، موسيقى «الاسوف» التي اشتهرت بعزفها في أهم المهرجانات العالمية وصارت معروفة بـ«روك الصحراء»، وتلى حفل «تيناريورين» حفل المغني وعازف الغيتار جوني كليغ «جنوب افريقيا» الملقب بملك موسيقى الروك «الزولو».

 

وهي المرة الأولى التي يقدم فيها هذا المغني، المعروف بمحاربته للتمييز العنصري عبر موسيقاه، حفلاً في المشرق العربي. ويغني كليغ بلغة سكان جنوب افريقيا الأصليين، وبالإنجليزية. كما غنى الشاب فضيل الذي استقطب جمهوراً كبيراً من الشباب الذين رقصوا على ايقاع اغنياته حتى ساعة متأخرة من الليل. 

 

وقالت مشرفة المهرجان جمانه  الياسري:  إن هذا  الحدث يعد «الأول من نوعه في سورية، ويضعها في شبكة المهرجانات العالمية لموسيقى العالم»،  وأضافت «الفرق الإفريقية تعتبر من ابرز نجوم مهرجانات موسيقى العالم، نظراً للشكل الاحتفالي الذي تقدم به حفلاتها متضمنة الرقص التقليدي»، واعتبرت أن «وجود سورية في قائمة المهرجانات الموسيقية العالمية يعطيها اعترافاً ووجوداً على الساحة العالمية وعلى مختلف الصعد السياسية والثقافية والسياحية».

 

وضمن جولة عالمية لها، تشارك فرقة «بينك مارتيني» في المهرجان، وقد أسس هذه الفرقة الشهيرة عازف البيانو توماس لودرديل والمغنية شاينا فروبز التي تتميز بعزفها ألحاناً من أنحاء العالم، وسجلت أخيراً أغنية «بكرا وبعده» لعبدالحليم حافظ. وتعتبر ألحان الفرقة محاولة لإحياء موسيقى عصر هوليوود الذهبي، في خمسينات القرن الماضي، اضافة الى اعادتها تقديم الأغنيات الأوروبية واللاتينية بصيغة جديدة. وتقدم هذه الفرقة نفسها على انها «اوركسترا صغيرة سفيرة للعديد من الأنواع الموسيقية التي تؤجج الحنين وتخلق جواً من المرح لدى سامعيها».

 

ويتوقع ان تستضيف قلعة دمشق 3000  شخص يومياً حيث اعد المنظمون ساحتها الداخلية الكبيرة لتتسع لهذا العدد وقوفاً وجلوساً على كراس قريبة من المسرح المقام في الهواء الطلق. ويشير المنظمون الى انهم حاولوا استقطاب جمهور كبير عبر «وضع اسعار عادية لتذاكر الدخول»، وكذلك «اجراء حسومات لطلبة الجامعات وإنشاء مجموعة خاصة بالمهرجان على موقع فيس بوك».

 

وتؤكد الياسري ان «المهرجان لا يوجد خلف اقامته اي غاية ربحية»، وحول الاتصال بالمشاركين تشير الى ان «من دعوناهم تجاوبوا بطريقة فاجأتنا»، وأضافت مشرفة المهرجان «كنا نتوقع ان تكون اجور الفرق عالية جداً، وذلك قياساً على ما يطلبه بعض النجوم العرب، لكن جميع من شاركوا طلبوا أجراً اقل بأضعاف مما يطلبه اي نجم عربي».

 

يختتم المهرجان لياليه بحفل للمغنية السورية لينا شماميان التي تقوم تجربتها على اعادة تقديم التراث في قوالب موسيقى الجاز. ويليه مباشرة حفل آخر للمغنية والمؤلفة انجيليك كيدجو، القادمة من جنوب الصحراء الإفريقية. وقادها التزامها بالقضايا الإنسانية الراهنة الى تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة في اليونسيف منذ عام .2002
وعلى هامش المهرجان يقدم الموسيقيان السويسريان اوليفر فريدلي وايريس رينيرت، حفلاً في مجال الموسيقى الالكترونية الحية والفنون متعددة الوسائط وابتكار آلات موسيقية جديدة من خلال تغيير الاستخدام الأصلي للأدوات الكهربائية.

 

وإلى جانبهما تكمل فرقة باندو الألمانية الأمسية، يوم غد الجمعة، اذ تقدم الإيقاعات الإفريقية بطريقة فريدة، مستخدمة البراميل المعدنية الفارغة في عرض يتقصد الإبهارين السمعي والبصري، وتتخلله الموسيقى الإلكترونية والتحنج.

تويتر