أقول لكم
|
|
من يتبنى فكراً ونهجاً يجب أن يكون هو أول المطبقين لذلك الفكر، وأول المرشحين لذلك النهج، هكذا يقول المنطق، أما أن تجبر الناس على إتيان ما تستنكره أنت فهذه قمة الازدواجية، ورؤية غير متزنة تسيء إلى أصحابها وإلى المجتمع، وليسمح لنا كل من يظن أن التطور والتقدم يعنيان الاعتداء على المعتقدات الدينية الراسخة، أو العادات المتوارثة، فهناك حدود لا يُقبل تجاوزها، والوضع في الإدارة لا يختلف عن الوضع في البيت، وكل مكان له حرمة، وكل إنسان في بلد متسامح مثل بلادنا عنده حرية في اختيار الطريق الذي يسلكه، ومن أراد أن يتشبه بالغرب فعل ما أراد، وتم استيعابه من دون مشكلات، ومن أراد أن يحرر نساءه حررهن، وتم استيعابه من دون مشكلات، ولكن هؤلاء لم يجبروا الآخرين على التشبه بهم، فما بال الذين يريدون أن يفرضوا على الآخرين ما هو مرفوض لديهم ؟
وبمناسبة الحديث عن المصافحة، أقصد مصافحة المرأة، مرّ صديق من دولة عربية بالمغرب الكبير بمواقف محرجة في أول زيارة له للدولة، لحضور منتدى الإعلام العربي في شهر أبريل الماضي، فسألني «كيف هو السلام على المرأة عندكم؟»، وهو سؤال مشروع بعد أن لاحظ امتناع البعض ومبادرة البعض الآخر بالسلام والمصافحة، فقلت له «بسيطة، لا تمد يدك إلا اذا مدت المرأة يدها»، وأمضى الأيام الثلاثة وهو سعيد رغم حذره ومحاولته الجادة بالالتزام بكف يده، وذلك الأجنبي الذي يتولى الإدارة التنفيذية في الشركة الوطنية كان بحاجة إلى درس سريع في معنى اللحية لأبناء الإمارات، وما كان سيصدر تعليماته بحلق اللحى، طبعاً إذا كان صحيحاً ما قيل من أنه هو صاحب القرار، أما «صاحبنا» الذي جعل السلام على الضيوف الأجانب إجبارياً على المواطنات العاملات تحت إدارته، فهذا يحتاج إلى استعادة ذاكرة تبدأ من «الفريج» الذي عاش فيه وتربى واكتسب عاداته منه، وتنتهي في المجالس التي لا يتحدث فيها ولا يتصرف إلا كما يردد «بناء على سنع البدو» !!! myousef_1@yahoo.com |