عدسات «نانوية» لعلاج العين

 يأمل العلماء بأن تكون العدسات قادرة على علاج مشكلات النظر.      

 
بعد أن كانت العدسات اللاصقة تستخدم بديلاً للنظارات الطبية، من أجل تصحيح النظر، يأمل العلماء بأن تكون قادرة على علاج مشكلات النظر. وفي هذا السياق قام باحثون أميركيون بتطوير عدسات تحتوي على جزيئات متناهية الصغر، أو «نانوية» من الفضة، التي تساعد على معرفة مواضع الضغط التي يقع على العين البشرية.
 
ويقول العلماء ان هذه العدسات «النانوية» التي استخدمت فيها تكنولوجيا النانو، قد تكون وسيلة ناجعة لعلاج أمراض تصيب العيون مثل «غلوكوما» التي تعتبر السبب الثاني المؤدي لفقدان البصر في العالم. ويقول الباحث في جامعة كاليفورنيا، البروفيسور رتينغري بان إنه «من الضروري قياس الضغط، الذي يقع على العين باستمرار» لأن ذلك يساعد على تشخيص الحالة الصحية للعين واتخاذ التدابير الطبية المناسبة».

يتسبب الضغط المستمر على العيون في مشكلات صحية متفاوتة، تكون في أسوأ الأحوال اختلالاً في الرؤية أو فقداناً للبصر. وقد يكون الاحساس بالتعب جراء الجهد التي تبذله العين متقطعاً أحياناً وتزداد حدته من وقت إلى آخر. وفي الوقت الراهن يقوم الأطباء بقياس هذا الضغط كل بضعة أشهر، حسب حالة المريض. إضافة إلى ذلك تؤثر نسبة السكر في الدم في فحوصات العين، حسب الدكتور جيمس براند المشارك في الدراسة والذي قال «تختلف قياسات السكر مرات عدة في اليوم الواحد».

وتشبه العدسات الجديدة المصنوعة من مادة «بوليدميثل سيلوكسان»، العدسات المستخدمة حالياً، من حيث الشكل، إلا أنها مزودة بخيوط رقيقة من الفضة، يوجد بها 64 نقطة قياس للضغط. وتقوم كل النقاط بإرسال معلومات إلى الحاسوب الذي يقوم بتسجيل الضغط داخل العين. ويتوقع الخبراء أن يتم زرع الآلاف من نقاط القياس هذه في العدسات مستقبلاً.
 
ويعمل العالم البريطاني بارباك بارفيز على نوع جديد ومختلف تماماً من عدسات النظر اللاصقة التي تحتوي على دائرة الكترونية وصمامات ضوئية متناهية الصغر. والهدف منها رؤية ادق الاشياء. ويعتمد بارفيز في اختراعه على تقنية النانو المتناهية الصغر. وتمكن العالم من اختراع جهاز الكتروني متناهي الصغر مهمته الاساسية القيام بعملية تجميع ذاتي لمكونات العدسة. وتتألف الاخيرة بدورها من مادة البوليمر الشفافة المرنة تدمج فيها شرائح إلكترونية وصمامات متناهية الصغر. حيث تتكون الشرائح الالكترونية بدورها من طبقات معدنية أقل كثافة ترتبط بالصمامات بواسطة انابيب شعرية دقيقة جداً.

ويعمل بارفيز حالياً على طريقة فريدة لتمرير الطاقة الى هذه الشرائح، والطريقة المفضلة لديه هي نقل الطاقة بواسطة الذبذبات وبالتالي يجب تزويد العدسة بهوائي متناهي الصغر لالتقاط هذه الذبذبات. 
اما الطريقة الثانية فتعتمد على دمج خلايا شمسية. وبالنسبة الى بارفيز فإن مشكلة نقل الطاقة الى العدسة ليست مشكلة صعبة كونها ملتصقة على سطح العين، ويشير الى ان ذلك يسمح بالتالي بإزاحة مشكلة الضوء من اجل تركيز أعلى للصورة. ويرى باحثون في عدسة بارفيز أفقاً جديداً للأبحاث ولضعاف البصر.  
 

عدسات للصغار

أصبح للصغار خيارات أكبر من ارتداء نظارات، إذ إن أكثر أطباء النظر حالياً لا يمانعون في استخدام الصغار في سن مبكرة للعدسات اللاصقة، وذلك حسب رغبتهم وما إذا كانوا يريدونها بديلاً عن النظارات.

فالعدسات اللاصقة أصبحت حالياً خياراً ابتداءً من سن الثامنة بعد أن اقتصر استخدامها في السابق على أشخاص في سن المراهقة. ويقول طبيب العيون الأميركي نورمان ميدو إنه «في حالات معينة يفضّل للصغار بسن 8 - 12 استخدام العدسات اللاصقة». كما أن العدسات اللاصقة تعدّ عملية جداً للصغار الذين يمارسون الرياضة. ويقول ميدو إن الأبحاث حول منافع استخدام العدسات اللاصقة منحت الأطباء امكانية منح الرضع أيضاً خيار العدسات اللاصقة الصحية، في وقت تعتبر عمليات الليزر للعيون، مفضلة فقط للأفراد فوق سن 20   .
تويتر