الأزرار تبطـل دور المفـاتيـح في تشغيل السيارات

 تقنية التشغيل من دون مفتاح جعلت التعامل مع السيارة أكثر سهولة. «غوغل»

تبشر التطورات التقنية في عالم السيارات باستغناء السائقين عن المفاتيح التقليدية لتشغيل سياراتهم وفتح أبوابها، والاعتماد على أنظمة للتحكم عن بعد وعدد قليل من الأزرار.

ويتنافس المصنعون على انتاج سيارات لا مكان فيها لاستخدام المفاتيح، وكانت جنرال موتورز الأميركية سباقة في هذا الأمر، فقد قدمت أول كاديلك من دون مفتاح عام 2004، وهي السيارة «إكس إل آر رودستر» التي يتم تشغيل محركها بمجرد الضغط على زر موجود في لوحة العدادات. أما شركة مرسيدس فكانت الرائدة في تقديم السيارة التي تعمل من دون مفتاح في بداية الألفية الثالثة، وأصبحت الآن صاحبة أكبر عدد من الطرز التي تعمل من دون مفاتيح بين شركات السيارات الأخرى في العالم. وعلى الرغم من أن بداية ظهور هذه الخاصية كانت في صورة فكرة مستقبلية تستخدم في النماذج الاختبارية للسيارات الجديدة، فإنها ما لبثت أن انتشرت بسرعة بفضل التطور التكنولوجي السريع في مجال الإلكترونيات وأنظمة المعلومات بصورة خاصة.
 
وأصبحت تقنية التشغيل من دون مفتاح أساسية في السيارة «ام» من شركة إنفينتي و«لكزس جي إس 430»، وهناك أسماء عديدة تطلق على هذه التقنية الجديدة منها «من دون مفتاح» أو «المفتاح الذكي».

وتتيح هذه التقنية للسائق فتح باب السيارة ثم تشغيل محركها والعديد من الوظائف الأخرى بمجرد ضغطة واحدة على زر موجود في لوحة العدادات، حيث تجري مجموعة من العمليات الإلكترونية داخلها لكي يصل الأمر إلى المحرك وشمعات الاشتعال لبدء التشغيل.

 ويقول أغلب مسؤولي صناعة السيارات إن هذه الخاصية الجديدة تهدف إلى توفير قدر أكبر من الراحة للسائق، وقال مدير إدارة تخطيط المنتجات المتطورة في مرسيدس بنز بالولايات المتحدة، باتريك بورينيوس «أعتقد أننا ننظر إلى هذه التكنولوجيا باعتبارها وسيلة لجعل التعامل مع السيارة أكثر سهولة».

وأضاف أن هذه التقنية مثلاً لن تجعل الأب الذي يحمل ابنه الصغير مضطراً إلى إنزال ابنه لكي يبحث عن المفتاح داخل جيوبه مثلا، وكذلك الشخص الذي يسابق الزمن لكي يلحق بموعد مهم ان يبدد دقيقة واحدة من أجل إخراج المفتاح ووضعه في مكانه سواء في الباب أو مفتاح التشغيل لكي يبدأ تشغيل المحرك. ورغم ذلك فالصورة ليست براقة تماماً كما يحاول مسؤولو الشركات رسمها. فهذه التقنية الجديدة تفرض المزيد من التعقيدات الفنية على السيارة.

وأكدت خبيرة السيارات الأميركية آن غوب، أن هناك مجموعة من التلميحات المهمة التي يجب الإشارة إليها عند استخدام تكنولوجيا التشغيل من دون مفتاح ومنها: ضرورة التأكد من وقف تشغيل المحرك قبل مغادرة السيارة، خصوصاً أن عدم وجود مفتاح يتم سحبه من السيارة واستخدامه لإغلاق الأبواب من الخارج يمكن أن يجعل السائق يغادر السيارة قبل الضغط على زر وقف تشغيل المحرك.

وعدّدت بعض المشكلات التي يمكن ان يواجهها اصحاب السيارات التي تعمل من دون مفاتيح منها: صعوبة تعامل عمال ساحات الانتظار مع السيارة، خصوصاً أن المعتاد أن هؤلاء العمال يقومون بتشغيل السيارة أثناء فترة الانتظار لإفساح الطريق مثلاً أمام سيارة متوقفة يريد صاحبها الخروج أو وضعها في مكان أفضل أصبح متاحاً في المكان.

وأكدت ارتفاع ثمن هذه الخاصية التي تضيف نحو ألف دولار إلى الثمن، إلى جانب ارتفاع تكاليف صيانتها، مقارنة بنظام بدء التشغيل التقليدي، نظراً لدقة مكونات هذه التنقية.

وأوضحت انه عندما يفقد صاحب السيارة الزر المحمول لتشغيل نظام المفتاح الذكي لن يتمكن من الذهاب إلى الموزع أو الوكيل للحصول على نسخة جديدة منه في الحال، ولكن سيكون عليه الانتظار لوقت طويل حتى يتم الاتصال بالشركة الأم المصنعة للسيارة لكي تزوده بزر جديد. واختتمت بالقول «انه رغم تلك الصعوبات، فمن الواضح أن هذه التكنولوجيا هي تكنولوجيا المستقبل، ولن يمر وقت طويل حتى تصبح خاصية عادية وليست حتى اختيارية في أغلب السيارات الجديدة».  
تويتر