السودان يهدد بطرد قوة السلام حال صدور مذكرة بتوقيف البشير

استقبالات شعبية للبشير في دارفور  تأييداً لإطلاقه مبادرة لحلّ الأزمة. أي. بي. إيه
 
حذر السودان أمس، من انه «يمكن» ان يطلب رحيل قوة السلام المشتركة الدولية الافريقية المنتشرة في إقليم دارفور «يوناميد»، في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة الابادة في دارفور. فيما اتهم فصيل متمرد في دارفور الجيش السوداني بقصف قرية، في الوقت الذي كان فيه البشير يزور الاقليم ويدعو إلى السلام. من جانب آخر قال مسؤولون حكوميون إن اليابان سترسل فريقا لتقصي الحقائق الى السودان في مطلع الاسبوع للتحضير لارسال عسكريين، للانضمام الى بعثة الامم المتحدة في الخرطوم.

وتفصيلاً، قال مستشار الرئيس السوداني  بونال مالوال للصحافيين في اديس ابابا «نقول للمجتمع الدولي إنه في حال توجيه الاتهام الى رئيسنا عمر البشير، فإنه لن يعود بإمكاننا ان نكون مسؤولين عن وضع القوات الاجنبية في دارفور». وأضاف «يمكن ان نطلب منها (القوات) الانسحاب من أراضينا».
ورفض الاتهام، قائلاً «لن نسمح بأن يخضع رئيسنا إلى أي استجواب أمام هيئة لم ينضم السودان إليها»، في إشارة إلى أن السودان ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. ويقوم المستشار بجولة إفريقية لدعم موقف رئيسه.

من ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع اليابانية إن فريقا من 11 مسؤولا يابانيا معظمهم من وزارة الدفاع والقوات المسلحة، سيتوجه الى السودان عن طريق مصر غدا، في زيارة تستمر اسبوعا لدراسة الموقف في الخرطوم. وربما يزورون ايضا اجزاء اخرى من البلاد.

وأعلنت اليابان انها سترسل عسكريين للمشاركة في مهمة الامم المتحدة، لكن وسائل الاعلام المحلية قالت، ان الفريق سيتألف من شخصين أو ثلاثة فقط، قد يتم ارسالهم في سبتمبر المقبل . وقال مسؤولون حكوميون في وقت سابق من العام ان اليابان، تبحث ارسال مئات الجنود غير المحاربين الى السودان وإن الامم المتحدة اقترحت ان يشاركوا في مهمة ازالة الالغام، لكن لم تظهر مثل هذه الخطة. وتحاول طوكيو تعزيز صورتها في افريقيا في محاولة لتأمين الدخول الى موارد القارة وسط منافسة من الصين.
على صعيد متصل اتهم زعيم حركة تحرير السودان، ميني اركوا ميناوي الجيش السوداني أمس، بقصف قرية هذا الاسبوع .
 
وقال زعيم الفصيل المتمرد وهو الوحيد الذي وقع اتفاقا للسلام مع الخرطوم عام 2006، إن الهجمات وقعت يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين.  وأضاف ان قرية واحدة هوجمت الاربعاء  الماضي، بينما كان البشير يلقي خطابا امام حشد يهلل له في بلدة الفاشر القريبة عاصمة دارفور.

وقال المتحدث باسم الحركة محمد دربين إن «طائرات الحكومة كانت تقصف قرية كربلاء على بعد 40 كيلومترا جنوبي الفاشر.وأسفر القصف عن مقتل ثلاثة واصابة ثمانية». وقال المتحدث جورج أولا ديفيز «ليس لنا قوات في تلك المناطق». وذكر دربين أن قرية كربلاء التي تعرضت للقصف تقع في منطقة تسيطر عليها قوات ميناوي الذي يقول ان البشير تنقصه الارادة السياسية لتنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما عام .2006  .
 
مطالبات دولية للبشير بتأكيد  تلقيه «رسالة الجنائية»
 أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ان جنوب افريقيا والاتحاد الاوروبي طلبا  أمس إلى الرئيس السوداني عمر البشير، اصدار اشارات تدل على انه «تلقى رسالة» المحكمة الجنائية الدولية. وقال ساركوزي عقب اجتماعه إلى رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي إن جنوب افريقيا والاتحاد الاوروبي اللذين عقدا  اول قمة في بوردو، جنوب غرب فرنسا، يدعوان البشير«الى اصدار اشارات وبذل الجهود الضرورية، كي يفهم المجتمع الدولي انه تلقى الرسالة التي وجهتها إليه المحكمة الجنائية الدولية عبر مدعيها العام» لويس مورينو اوكامبو. 
 
وطلب اوكامبو في 14يوليو الجاري من قضاة المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف بحق البشير الذي اتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الانسانية وعملية ابادة في دارفور، غرب السودان، حيث تدور حرب اهلية منذ.2003 لكن السودان رفض هذا الطلب فورا. وفي بيان مشترك، شدد ساركوزي ومبيكي  في قمة بوردو على «ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب في دارفور» .  

الأكثر مشاركة