عــــــــــــــزة القبيسي.. 10 سنوات مــن الإبداع
|
|
عزة القبيسي قرب إحدى تجاربها في المعرض تصوير: أشرف العمرة
احتفاءاً بالذكرى العاشرة لانطلاقة مصممة المجوهرات وصائغتها، الفنانة الإماراتية عزة القبيسي، استضاف مركز دبي المالي العالمي، أول من أمس، معرضاً فنياً يستمر لغاية 14 أغسطس، سلط الضوء على مجموعة خاصة من المجوهرات والتحف التي تعكس رؤيتها الفنية والمستوى الذي وصلت إليه تجاربها المنبثقة من التراث الإماراتي الأصيل.
ولم يقتصر المعرض على أعمال القبيسي فحسب، بل تضمّن مجموعة مشاركات من مختلف أرجاء العالم وفي مقدمتهم الفنان الإماراتي مطر بن لاحج ووالدته ضبية جمعة، والمصور القطري راشد المهندي، ومصممة الأقمشة البريطانية ليز كلاي الحاصلة على جوائز مرموقة عدة، والمصورة المحترفة جيري هيتالا، والفنانة الفنلندية سينيكا أهوكاس غرون التي اشتهرت برسومها الجميلة على الحرير. وقال الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي «لايف ستايل» عبدالله بن حمد بن سوقات لـ« الامارات اليوم» : إننا في صدد تنظيم مجموعة متميّزة من الفعاليات الفنية والثقافية الحصرية، التي من شأنها تعزيز مكانة الإمارات على الساحة الفنية العربية والعالمية، لاسيما المتعلقة بالفنانين الإماراتيين». وأضاف «نعمل بجدية تامة لتطبيق الرؤية الفنية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المنبثقة من حسه الفني الكبير المدرك لأهمية الفنون والثقافة والدور الذي تلعبانه في تنمية المجتمع، فضلا عن التوجه العام في الدولة لدعم الحراك الفني والثقافي». مجموعات فنية توعوية شاركت الفنانة المحتفى بها عزة القبيسي بأعمال وتجارب مستوحاة من الإرث الثقافي الإماراتي بلمسة عصرية حديثة، ما أعطى مجموعتها من المجوهرات والذهب خصوصية وتفردا، خصوصا أنها صنعت بعد بحث واضح في التراث المحلي ومميزاته الكثيرة، فضلاً عن مجموعة «الاستدامة» التي تؤكد الحاجة الملحة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة ومكافحة التلوث والتغيرات المناخية في البيئة، وقد انبثقت هذه الفكرة لديها بعد زيارتها إلى الصين و المشاركة في «المؤتمر العالمي للطاقة الشمسية 2007». وتظهر هذه الافكار جلية في تكرار استخدامها للشمس. ومن المجموعات الفنية التي تتسم بالخصوصية وبلمسة القبيسي ايضا، تأتي مجموعة «البحث عن الهوية» التي تضمّ عددا من القطع المستوحاة من فكرة التحديات الثقافية في الامارات، في خضمّ المتغيرات والتطوات التي تشهدها المنطقة، وسعي شعب الامارات الدؤوب لمواكبة التطور. واستوحت القبيسي تصاميم هذه المجموعة من شجرة الغاف التي جسدت من خلالها عادات شعب الإمارات وتقاليده، إضافة الى النخلة التي ترمز إلى الهوية الإماراتية. وسعت القبيسي من خلال المجموعتين إلى «جذب اهتمام الناس نحو القضايا البيئية والاجتماعية والثقافية المهمة، وتعزيز وعيهم بالتحديات التي يواجهها مجتمعنا اليوم».
مطر بن لاحج: أعمالي موجّهة إلى المختصين.
مشاركات محلية لمسات ابداعية حملت في طياتها الكثير من المضامين انساقت على تجارب عدة في هذا المعرض أيضا، كتجربة التشكيلي الاماراتي مطر بن لاحج صاحب «مرسم مطر» الذي شارك بمجموعة «طاقة التغيير» التي ضمت سلسلة من اللوحات يكمل بعضها بعضا، وعنها قال بن لاحج « أحاول من خلال هذه التجربة التعبير عن سرعة التطور الذي لحق بمجالات الحياة كافة، قد أكون استخدمت تقنيات وأسلوبية صعبة نوعا على المتلقي العادي، لأنها تخاطب أهل الاختصاص في عالم الفن». ومن عناوين أعمال بن لاحج «البداية»، «انقسام»، «تغيير»، «ذوبان»، «سعادة قبر». وعن تجربته يوضح بن لاحج «ارتبطت بعالم الفن منذ أن بدأت أعي ما حولي من أشياء، فقد كنت أخط بأصابعي على الأرض لأرسم من وحي خيالي أشكالاً وصوراً شتى»، ويضيف «على الرغم من بزوغ موهبتي في الفن منذ كنت طفلاً، فإنني لم أحظ بالدعم الكافي في مراحل دراستي المختلفة، إلا أنني آثرت تنميتها من خلال اطلاعي الدائم على أعمال كبار الفنانين باختلاف مدارسهم الفنية، لأستفيد من خبراتهم، فاتبعت مدارس وأساليب عدة في لوحاتي، ساعيا إلى خدمة فكرتي، حتى وجدت طريقاً خاصاً بي، وأسلوبا معينا له مميزاته وخصائصه». وعن مشاركاته يقول بن لاحج « بدأت المشاركة بمعارض خاصة بي منذ عام 1993 في كليات التقنية العليا، ومن بعدها توالت المشاركات التي أطمح من خلالها إلى تعريف الناس بفني الملتزم، الذي أستوحي أفكاره من قلب المجتمع الإماراتي». مشاركات خارجية ومن المشاركات الخارجية في المعرض تبرز أعمال مصممة الأقمشة البريطانية، ليز كلاي التي قدمت مجموعة فريدة من الحقائب والأوشحة. وقالت كلاي « منذ 12 عاماً، وأنا أقوم بتصميم الأقمشة التي أستخدم فيها الصوف والحرير والكشمير، سعيا نحو خامة جديدة وخاصة»، وأضافت « في البداية واجهت بعض الصعوبات، فتوقفت عن العمل، إلا أنني سرعان ما رجعت إليه بعزيمة وإصرار كبيرين، لأصنع مجموعة مختلفة الأحجام ومتنوعة الأشكال من الحقائب اليدوية والمحافظ، إلى جانب الأوشحة، وحالياً أعكف على العمل على التصاميم المنزلية، و ورق الجدران»، وعن أسعارها تقول كلاي « تتفاوت الأسعار، وقد تكون مرتفعة بعض الشيء نظراً لدقة العمل الذي يتطلبه والحرفية العالية»، وتتعاون كلاي الحاصلة مجموعة مع الماركة العالمية المعروفة مثل «جيفينشي»، و«ستيلا ماكاني». ويستمر المعرض مع مجموعة من الفنانين حتى 14 أغسطس من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءاً في مبنى البوابة في مركز دبي المالي العالمي.
لمسة متفردة
لمسة ابداعية خاصة ومتفردة تضمّنها المعرض وتحديدا مع أعمال ضبية جمعة (68 عاما)، والدة الفنان مطر بن لاحج التي حضرت اعمالها وتجاربها التي تثبت من خلالها ان المرأة الاماراتية حاضرة في الحياة العامة، وصاحبة دور وتجربة مها كان العمر. أعمال ضبية بلغ عددها 10 أعمال تميزت بالإتقان وغزارة الألوان، و بيع اربعة منها في حفل الافتتاح، ومن عناوين هذه الاعمال «ألم»، «الكعبة»، «أصالة»، «رموز فن».
|