وفاة يوسف شاهين اشهر المخرجين المصريين

وقال تلميذه السابق ومساعده المخرج خالد يوسف لوكالة فرانس "يوسف شاهين توفي هذا الصباح (الاحد) عند الساعة الثالثة في مستشفى المعادي العسكري" في احدى ضواحي القاهرة.

وستجرى مراسم الدفن يوم غد الاثنين في كنيسة في وسط القاهرة. ومن ثم يدفن المخرج الكبير في مقابر العائلة في الاسكندرية، المدينة التي ولد فيها على ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وكان التلفزيون المصري اعلن في وقت سابق وفاة اشهر المخرجين المصريين واخر عمالقة السينما المصرية وبدأ يبث مشاهد من افلامه ومشاهد من الارشيف يظهر فيها شاهين.  لكن الحكم المرتقب جدا في قضية غرق عبارة العام 2006 طغى على نبأ وفاة المخرج الكبير.

وكان شاهين نقل الى مستشفى في فرنسا حيث بقي شهرا كاملا اثر اصابته بنزيف في الدماغ في مصر دخل على اثره في غيبوبة في 16 يونيو. ومع ان علاقته بالسلطة كانت "سيئة جدا" باعتراف شاهين نفسه اعلن الرئيس المصري حسني مبارك ان الدولة المصرية ستتكفل كلفة علاج المخرج في المستشفى الاميركي في نويي قرب باريس.

ويصفه الذين عملوا تحت ادارته او مثلوا الى جانبه اذ انه اراد ان يكون ممثلا في الاساس، بانه "اسطورة السينما العربية" على ما تقول الممثلة يسرا لوكالة فرانس برس.

وقال نور الشريف احد كبار النجوم المصريين انه "احد اهم المخرجين في السينما العالمية وليس فقط في العالم العربي". فيما يقول الناقد السينمائي كمال رمزي "استطاع شاهين ان يشكل اهم واوسع مدرسة سينمائية في مصر، كانت مدرسة تعليمية حقيقية اثرت في عدد كبير من المخرجين الذين عملوا معه في افلامه واستفادوا منه كل بطريقته".

وكانت الصحف المصرية الحكومية منها والمعارضة اوردت نبأ اصابته بنزيف في الدماغ في صفحتها الاولى.

وفاز المخرج وكاتب السيناريو والمنتج يوسف شاهين بجائزة الذكرى الخمسين لتأسيس مهرجان كان للسينما على مجمل اعماله العام 1997. ومن اشهر افلامه "المصير" (1987) و"الارض" (1969) فضلا عن "اسكندرية ليه؟" الجزء الاول من سلسلة افلام حول سيرته الذاتية.

وكان في مطلع الخمسينات من اكتشف عمر الشريف الذي اصبح احد عمالقة السينما العربية والوحيد الذي صارت له شهرة عالمية.

وولد يوسف جبريل شاهين العام 1926 في الاسكندرية وهو من عائلة لبنانية انتقلت للعيش في مصر في نهاية القرن التاسع عشر. وبعد دراسته الابتدائية والثانوية في الاسكندرية انتقل الى كاليفورنيا في الولايات المتحدة حيث درس صناعة الافلام والفنون المسرحية وعاد بعدها شاهين الى مصر منارة السينما العربية حينها.

ومع انتشار الاصولية الاسلامية انتقد شاهين هذه الظاهرة وهو الذي عرف في طفولته بيئة طغى عليها التسامح. وانتقد شاهين كذلك السلطات المصرية في فيلمه الاخير "هي فوضى" الذي اخرجه مع خالد يوسف العام 2007 مدينا الفساد والتعذيب في مصر، لكنه لم يلق النجاح الذي كان يتوخاه في مصر وفي الخارج.

وكان شاهين يتقن اللغة الفرنسية، وقد قلدته فرنسا وسام الشرف في نوفمبر 2006. كما كان شاهين متزوجا من الفرنسية كوليت من دون ان يكون له اولاد.

وفي باريس وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية تقدير الى يوسف شاهين واصفا اياه بانه "مدافع كبير عن حرية التعبير وبشكل اوسع عن الحريات الفردية والجماعية".