وجوه جورج باسيل تبحث عن هويتها في دبي
|
|
المعرض ضم 26 لوحة للفنان اللبناني.
افتتح أول من أمس، في صالة موندو غاليري في مول الإمارات، في دبي، معرض للفنان اللبناني جورج باسيل الذي يواصل من خلال لوحاته الـ 26 التي يعرضها لغاية 30 من الشهر الجاري. تحمل شخصيات لوحاته، متشابهة الملامح والوجوه، والعارية حالات من الترقب، وعناء البحث عن علاقة ما. وفي محاولة لإشباع رغبة عاطفية تبدو متأججة، تحكي من خلال الألوان، جنوح تلك الرغبات إلى مناطق أبعد من الطبيعي. على أن تلك الشخوص الساكنة تحت ثقل الترقب، والبحث الصامت عن نظير عاطفي افتراضي، أُريد لها أن تكون خارج الزمن الفني الذي يُفقد الحالة القدرة على التقاطع مع تجارب إنسانية.
غير أن الخروج من الزمن، وإن يُفقد الصورة نظيرها الحي، إلا أنه يؤمّن لها حالة شعورية مستمرة، تجمع بين النشوة والانكسار، خصوصا أن تلك الشخوص لا تنتمي إلى جنس محدد. وكأنها تحمل في ملامحها المنفتحة على الجنسين، ضياع الهوية، أو تعميم الترقب الذي يعقب ردة فعل ما لا يخفي مقولته التي تبديها ملامح جميع الشخوص الرافضة للفصل التعسفي بين شقي الهوية الجنسية. وتترقب بحذر الاختلاف في سمات ذلك النظير، المتهم لدى باسيل، ربما بعدم قدرته على إشباع الرغبات العاطفية المتجددة، والمتدفقة في أكثر من اتجاه داخلي أُقصي عن المكان، أو أنه غطى بانفعالاته ملامح الأمكنة. تتميز أعمال باسيل بجرأة من نوع ما، يثير تساؤلات حول الهوية والتشابه الذي يصل إلى حد الاستنساخ، وتعمده التركيز على جنس حائر بين الأنوثة والذكورة، معتمدا على ألوان تشي بالحذر والشهوة، وعيون سوداء تخفي أكثر مما تظهر، وكأنها ترفض التصريح بمكنونات ذاتها، على أن تلك التشابهات في الملامح والإيحاءات، ومختلفة المساحات، تخضع لمستوى فني متواز، يبرز خصوصية الفنان في التعاطي مع انفعالات نفسية مشفوعة برغبات معلنة، وقدرته الفنية التي حققت من خلال التكرار، عمق الحالة. عرض الفنان جورج باسيل المولود في عام 1965 والحاصل على ميدالية برونزية في بنيالي اللاذقية الثالث للفنون، لوحاته في عدد من الدول، منها لبنان وفرنسا والأردن وبريطانيا وكندا وسورية. |