الصين عملاق اقتصادي فشل في كسب قلوب جيرانه

مظلّيون صينيون يستعدون لأولمبياد بكين.أرشيفية ــ أ.ف.ب

مع اقتراب موعد انطلاق الألعاب الأولمبية  في أغسطس المقبل تسعى الصين لتحسين صورتها أمام العالم من خلال حماة إعلامية مكثفة، تحاول من خلالها التعريف بحضارتها وثقافتها العريقتين، إلا أن هذه الجهود لم تفلح حتى الآن في كسب قلوب جيرانها الآسيويين الذين يتوجسون من  نوايا العملاق الأصفر في المنطقة. 

 

وفي هذا السياق قام مجلس شيكاغو المتخصص في الشؤون الآسيوية باستطلاع للرأي شمل 6000 شخص في الصين وعدد من الدول الآسيوية بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وجرى الاستطلاع قبل أحداث التبت وزلزال سيشوان.


وفي الوقت الذي تراجعت فيه سمعة الصين عند الأميركيين أشار الاستطلاع إلى «ان الصينيين باتوا أكثر تفاؤلاً بشأن علاقات بلادهم مع الولايات المتحدة، وأن أهداف واشنطن في المنطقة  بالنسبة لهم لا تهدف بالضرورة لزعزعة استقرار الصين». 

 

وينظر جيران الصين إلى أنها الدولة التي ستقود آسيا في المستقبل، في الوقت الذي سيبقى فيه نفوذ واشنطن. ويرى الاندونيسيون واليابانيون والصينيون أنفسهم «أن اقتصاد التنين الاصفر هو الأقوى في آسيا، بحيث لا تستطيع دولة أخرى منافستها بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان». 

 

وفي المقابل يرى أميركيون شاركوا في الاستطلاع أن بكين تمثل منافساً قوياً سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية بينما عارض 54% منهم توقيع اتفاقية تبادل تجاري حر مع الصين، في حين وافق 53% و67% في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، على الأمر نفسه. 

 

وتعتبر الصين في نظر المحللين «الاقتصادي العملاق» في العالم من حيث معدلات النمو السنوي التي تصل إلى 10%، حيث استطاعت مضاعفة دخلها الإجمالي ثلاث مرات منذ عام 1985، وتمثل الآن رابع اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة واليابان وألمانيا الاتحادية، ويتوقع الخبراء أن تصبح في المرتبة الأولى في غضون 10 سنوات. ويدعم الصينيون والكوريون الجنوبيون بقوة فكرة إقامة «اتحاد اقتصادي واندماج سياسي» يضم دول شرق آسيا وأستراليا ونيوزيلندا، كان رئيس وزراء استراليا، كيفن رود،  قد اقترح اقامته، إلا أن اليابان عارضت المشروع بشدة. 

 

وفي حال نجحت المجموعة الآسيوية في إقامة هذا الاتحاد، أسوة بالمشروع الأوروبي، فإن 67% من الصينيين الذين شملهم الاستطلاع يفضلون عدم تدخل الولايات المتحدة وإقصاءها من أي اتفاقية تجارية. 

 

ويشير التقرير إلى أن ما بين 70% و91% من المستطلعة آرائهم في كل البلدان التي شملتهم الدراسة يرون أن تعلم اللغة الصينية أمر أساسي للنجاح في مسيرتهم المهنية، والشيء نفسه ينطبق على اللغة الانجليزية. 


وفي الوقت الذي استبعد الاندونيسيون احتمال صعود الصين إلى موقع القيادة في القارة،  عبر 71% من الأميركيين وعدد كبير من اليابانيين والكوريين الجنوبيين عن تخوفهم من الزعامة الصينية، التي يرون فيها تهديداً لمصالح بلدانهم. 


ولم تفلح بكين في التقليل من مخاوف جيرانها من خلال الحملة التي أطلقتها أخيراً، بمناسبة احتضانها للألعاب الأولمبية، التي حملت اسم «عالم متناغم».

 

تويتر