البســاطة تجمع عروض «أزياء دبــــــــي» في يومها الثالث

تصاميم تحمل أبعاداً وتجسِّـد شخصيات.تصوير: ساتيش كومار
 

تنوَّعت الأفكار والتصاميم وطرق العرض والألوان في اليوم الثالث من احتفالية أزياء دبي. وعلى الرغم من التقاء العروض في اعتماد البساطة المفعمة بالأنوثة التي طبعت التصاميم إلا أن الجرأة لم تغب عنها، حيث شكلت التصاميم التي قدمتها ضيا ناندا، وفالغاني وشين بيكاك من الهند، وجيسيكا جويس من هولندا فرصة للتعريف بهوية خاصة تطبع اعمال وتصاميم كل منهم. وعبرت العروض عن افكار من عالم ومحيط الانسان، ومنها فكرة الطفولة، وهذا ما منحها تميزاً اضافياً. لكن الواضح للعيان الاختلاف في مستويات التصاميم، اذ يمكن ان يشهد للكثير منها بالإبداع في ما لا يمكن ان يرى في بعضها ما يزيد على ما نراه في محال الملابس التي نجدها في الاسواق.

بدأ عرض الثنائي الهندي فالغاني وشين بيكاك مع فساتين السهرة السوداء الطويلة المتميزة بأنها موجهة للمجتمع الخليجي عموماً والإماراتي تحديداً، اذ حرص المصممان بيكاك على ان تتضمن التشكيلة ما يناسب الامارات، فكانت العباءات التي وضعت فوق الفساتين، سوداء من خامة الفستان نفسها، وتحمل ألوان الورود الصفراء نفسها التي زينت اسفل الفساتين.
 
 وتميزت هذه الفساتين بالقصات البسيطة، فكانت مكشوفة الكتفين، يتجمع القماش عند الصدر ليعطي مظهراً أكثر إثارة، ثم يتسع من الاسفل فتختفي تفاصيل الجسم معه، فيما تتدلى فوق الفستان العباءة السوداء الفضفاضة والضيقة الاكمام التي يمكن إقفالها عند الصدر.

غلبت على التصاميم القصات المكشوفة الكتفين، بينما اخذت الفساتين الاخرى قصة الزاوية عند الصدر. اما دخول الكريستالات على التصاميم البسيطة فقد أتى حلاً وسطاً بين الشرق والغرب، فكانت الكريستالات تحت الصدر وبشكل خفيف، فيما وضع بعضها على منطقة الكتف.
 
ألوان منعشة
التقت ألوان الصيف القوية مع ألوان الشتاء الباردة في المجموعة، حيث نقلت التصاميم الحضور الى عالم تمتزج فيه الالوان النارية القوية كالبرتقالي والاصفر مع الالوان الهادئة كالابيض والبيج والاخضر الفاتح والزهري، بحيث تصبح الرسوم وكأنها قطعة فنية. ولا يعتمد المزج بين الالوان على قاعدة الكسر، إذ تمتزج الالوان القوية مع الهادئة بطريقة محببة الى العين ولا تسبب أي ازعاج للنظر.
 
 وقد كان لافتاً غياب اللون الواحد عن فساتين المجموعة، فلم يقدم في العرض أي فستان غير ممتزج الالوان.

وتنوعت الاقمشة التي استخدمتها المصممة في هذا التصاميم بين التول والساتان والحرير، فكانت تناسب التصاميم الخفيفة التي تسهل حركة المرأة. 
 
وقالت فالغاني لـ«الامارات اليوم» إن «كل مدينة تتميز بخصوصية لذا أحرص في كل مجموعة على ان تكون ملائمة لمختلف الثقافات وإن منحتها شيئاً من خصوصية البلد الذي اقدم العرض فيه». وتابعت «أهتم بكامل التفاصيل في الفستان الذي اصممه وكذلك بمكملاته كالحذاء والاكسسوار لانني اعتقد اننا احياناً بحاجة الى العناية بمختلف التفاصيل، كي نحقق الكمال لصورة القطع التي نعرضها. ولكن هذا لا يمنع كون استخدام الاكسسوارات يجب ان يعتمد على الموازنة، بحيث يمكن القول إن اعتماده يجب ان يكون تابعاً للقطعة، فإما ان يستغنى عنه وإما ان يعتمد اكثر من قطعة اكسسوار، لأن الموضة فن».

تصاميم ودمى 
قدّمت المصممة الهندية ضيا ناندا الطفولة على طريقتها الخاصة، فقد حاولت ابراز الطفولة في مختلف تفاصيل العرض وليس من حيث التصاميم فحسب. وساعد في ذلك دخول العارضات لتقديم الفساتين وهن يحملن الدمى والألعاب وكذلك سلال التفاح. اما التصاميم فكانت طفولية، على الرغم من ان بعضها كان بمثابة تقليد لفكرة «ساندريلا حلم الفتيات». 

اعتمدت ناندا القصات الضيقة، لاسيما «الافرول» الذي تنوعت خاماته بين القطني الذي يصلح للنوم وبين الاقمشة الاخرى التي تصلح للحياة اليومية كالتافتا. كانت الطفولة التي أرادت ان تقدمها ناندا مقهورة على حسب ما ابرزه ماكياج العارضات، وكذلك الدمى الملطخة بالسواد، فيما تميزت القصات بالمرح لاسيما التي تحتوي على «الفيونكات» والجوارب القصيرة منها والطويلة. وتميزت أكمام التصاميم بالغرابة، اذ ظهرت بعض التصاميم بأكمام معلقة بالكتف من الامام ومكشوفة من الوراء، فيما اخذت بعض الفساتين الاكمام غير المتساوية، الى ان ظهر ثوبان اكثر غرابة، حيث كانت الاكمام متصلة في اسفل الثوب الاول، فيما اختفت كلياً من الثوب الرمادي، واكتفت المصممة بإظهار اليدين من الثقوب الواقعة في منطقة البطن. 

إن تجسيد المصممة لفكرة الطفولة أبعدها عن الابهار وجعلها تركز على الشخصية التي سترتدي الفستان. وهذا ليس بجديد على المصممة التي قالت: «عندما اعمل على التصميم أحاول إظهار شخصية خاصة من خلاله، لذا لا اؤمن بالإبهار لانني اؤمن ان ما يلبسه المرء يمثل شخصيته، لذا ما اركز عليه هو اظهار مكامن الشخصية». ولكنها استدركت بالقول «لا يمكن القول إن التصاميم تظهر شخصيتي فحسب، لأننا عندما نتغلغل في اعماق انفسنا نجد الكثير من المخاوف او حتى الصعاب المتشابهة في ما بيننا».

استخدمت ناندا ألوان الطفولة الخفيفة والمرحة، كالزهري والابيض والاحمر والازرق، بالاضافة الى بعض الالوان الداكنة التي استخدمت كالرمادي الداكن والاسود. أما الخامات فكانت متنوعة الى حد استخدام الصوف في بعض الاثواب لاسيما الشالات الصوفية المزينة بالورود.  
 
قصَّـات غير متكلفة
بدأ عرض الهولندية جيسيكا ناندا مع الفساتين البسيطة القصات والبعيدة عن التكلف، التي حملت بعض التفاصيل في القماش نفسه، فأحياناً يظهر الثوب بأكثر من طبقة، او حتى تتدلى من منطقة الصدر، وعند الوسط قطع متصلة بالتصميم الى اسفل الفستان. بالإضافة الى اعتماد تصميم لفّ القماش عند الخصر وربطه بحزام من خامة الفستان.
 
وقد حملت قصات فساتين جويس عند الصدر تنوعاً كبيراً، فقد استخدمت الزاوية الحادة، وكذلك القصة المربعة والمدورة. اما الورود التي تزين كتف الفستان فظهرت في اكثر من تصميم، فيما برزت في بعض الفساتين البيضاء عقود اللؤلؤ التي كانت متصلة احياناً بالفستان نفسه. بالإضافة الى تميز الفساتين بكونها قصيرة الطول تصل الى ما فوق الركبة باستثناء ثلاثة فساتين قدمت في آخر العرض كانت طويلة. 

اختارت المصممة الاحمر في الكثير من التصاميم، وبدا أنه اللون الصيفي عندها، ثم عادت للتدرج في الالوان مع الاصفر والرمادي والزهري، لتصل الى الابيض الذي ركزت عليه المصممة ايضاً في اكثر من قطعة. ولم تستخدم جويس دمج الالوان بكثرة، فقد قدمت تصاميم معدودة من هذا النوع. لكنها في المقابل اعتمدت الاكسسوارت لتكتمل قصات القطع، ومن هذه الاكسسوارات ما استخدم لتزيين الشعر. اما الخامات فكانت من التول والحرير بالاضافة الى الشيفون والتافت الذي استخدم في الثوب البيج الطويل. 
  
إثارة 
على الرغم من أن المصممة الهندية ضيا ناندا برعت في تجسيد الطفولة في عرضها، الا انه كانت هناك تصاميم كانت خارجة عن اطار الفكرة، كالسراويل الضيقة والسترات المكشوفة الصدر، التي لم تعبر عن الطفولة بأي شكل من الاشكال، بل على العكس كانت تحمل طابع الإثارة أكثر من حملها لطابع البراءة. 
 

الأكثر مشاركة