تركيا.. التلويح بخطر الأصولية يهدِّد التجـــــــربة الديمقراطي
مظاهرة تركية عقب الإفراج عن متورطين في «المؤامرة العلمانية».أ.ف.ب
وقال «إن هذه المجموعة بدأت في زرع بذور الفوضى ضد حكومة رئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان»، ذات التوجه الاسلامي من اجل ايجاد ذريعة للجيش للتدخل لحماية الدولة. وفي الوقت الذي تدرس فيه المحكمة الجنائية التركية لائحة الاتهام الموجهة ضد هؤلاء الاشخاص لتقرر ما تراه مناسباً، تدرس نظيرتها الدستورية امكانية محاكمة الحكومة نفسها. فقد طلب مدع تركي من الأخيرة حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم، و منع 71 من اعضائه من ممارسة السياسة لخمسة اعوام، بمن فيهم اردوغان نفسه. وتتمثل تهمهم في ان هؤلاء يحاولون تدمير النظام العلماني وتأسيس دولة اسلامية في تركيا.
ومن المتوقع ان يصدر قرار ضد الحزب الشهر المقبل، ما سيجبر اردوغان على التخلي عن رئاسة الوزراء وينضوي حزبه تحت اي مسمى جديد وقيادة جديدة لخوض الانتخابات مرة اخرى.
هاتان القضيتان المتقاطعتان تشيران الى تسارع وتيرة الصراع الايديولوجي حول مستقبل تركيا. حيث يحاول العلمانيون - وهم يمثلون صفوة الجيش، والقضاء والمجتمع الحضري - جاهدين الحفاظ على صورة تركيا الحديثة وإبقاء الدين بعيداً عن الحكومة.
ويتمتع «العدالة والتنمية» وهو أحد انجح الاحزاب السياسية في تاريخ تركيا المعاصر، بجذور دينية قوية، وصعد للسلطة بوصفه اكثر الاحزاب محافظة وتديناً والتي اصبح لها صوت سياسي قوي.
وتعتبر تركيا بلداً ذا أغلبية مسلمة، بيد ان تصاعد التوتر يشير الى ان مجموعة من المعتقدات تفرض نفوذها ايضاً على الساحة.
الا ان تعاليم اتاتورك بالنسبة لاعضاء قيادة الجيش والقضاء والخدمة المدنية، اصبحت تفويضاً يؤججون بموجبه حرباً شعواء على الاسلام السياسي.
وفعلوا ذلك من خلال الانقلابات عام 1960 و1971 والانقلاب «الهادئ» عام 1977، وفرضوا الحظر على الاحزاب السياسية. وفي العقد الماضي اصبحت مثل هذه التدخلات غير ممكنة بعد ان ارتبطت تركيا بالاسواق الدولية وأصبحت اكثر ثراءً، ويخشى الكثيرون من عودة عدم الاستقرار من جديد.
ويعتبر مواطنون اتراك، امثال الإعلامي العلماني تونكي اوزكان، الزعيم رجب اردوغان «ملك سلاح التخويف» الذي يلجأ حزبه «لاستخدام الدين عندما يجد ان ذلك يناسب اغراضه» في محاولة لاستقطاب القوة والثروة. ويعتقد ان «العدالة والتنمية» يسعى إلى أسلمة المجتمع التركي بمرور الوقت. ويقول منتقدو الحزب انه منذ وصوله إلى السلطة صار يشترط في المتقدمين لشغل الوظائف العليا في الخدمة المدنية ان يكون لديهم موهلات اسلامية.
ويشير كثير من الاتراك الى الضغوط المتزايدة في الضواحي للحفاظ على السلوك المحافظ، وبدأت الصحف تلتزم بنشر صور فتيات الاعلانات مرتديات لملابس بأكمام وتنانير طويلة.
ويقول البي «لا يمكن حظر اكثر الاحزاب شعبية في البلاد، انها مجرد نكتة»، ويضيف «ان الحزب لا يهدد العلمانية كما يدعون ولكن الجيش هو الذي يستخدم هذا التهديد لدعم مركزه في البلاد». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news