جدل حول سلامة الرضّاعات البلاستيكية

مخاوف من قوارير الإرضاع البلاستيكية.  أرشيفية

احتدم جدل هذه الأيام حول سلامة العبوات البلاستيكية على صحة الإنسان، نظراً للمواد الكيميائية التي تدخل في تصنيعها. ودعت منظمات وهيئات صحية إلى حظر المواد التي من شأنها أن تلحق أضراراً بالإنسان، وخصوصاً الأطفال.

 

وكانت دراسات سابقة أظهرت أنه عند خدش أسطح الزجاجات البلاستيكية أو غلي رضّاعات الأطفال فإنها تصدر مادة «بيسفينول»  الكيميائية السامة. كما كشفت ابحاث علمية حديثة أن الزجاجات البلاستيكية التي اعتاد عليها الغالبية لحفظ المياه، تصدر مواد كيميائية سامة ضارة بصحة الإنسان عند تعرضها للسوائل أو الماء، مهما كانت درجة حرارته، مرتفعة أو منخفضة.

 

ووجد الباحثون أن الزجاجات القديمة والحديثة، على حد سواء، عند تعرضها لماء مغلي أو ساخن، حيث تصدر نحو 55 ضعف المادة الكيميائية السامة بصورة أسرع،بالمقارنة مع حالتها قبل تعرضها للماء الساخن. 

 

هرمون الاستروجين
تعتبر المادة السامة جزءاً من مادة البوليكربونات البلاستيكية، وهي مادة مؤثرة في الهرمونات، وكانت لفترة تستعمل كهرمون الاستروجين الاصطناعي الذي له علاقة ببعض الأمراض كالأورام السرطانية وأمراض الزهايمر والسمنة والسكري، إضافة إلى مشكلات لها علاقة بالتطور الذهني.

 

وتشير دراسات أجريت على حيوانات إلى أن تأثيرات مادة بيسفينول سلبية على جهاز المناعة والجهازين العصبي والتناسلي خلال مراحل النمو الحرجة. ويزداد خطر المادة عندما تترسب أو تترشح بفعل تسخين القارورة البلاستيكية إلى حرارة أكثر من 80 درجة مئوية، وخصوصاً عند تكرار استعمال القارورة وغسلها مرات عدة، ويزداد عندما يتم تسخين الحليب بداخلها.

 

وأكدت عشرات الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة وكندا، أن المادة الكيميائية التي تترشح من القارورة البلاستيكية تؤدي إلى ضرر على الصحة العامة. وحثت هيئات صحية على ضرورة دراسة كمية هذه المادة في قوارير الإرضاع البلاستيكية وتأثيرها في صحة الطفل.

 

وفي المقابل، قللت هيئة الغذاء الأوروبية من تلك المخاوف، موضحة أن الجرعة التي تتسرب إلى جسم الطفل أثناء تناوله الحليب بواسطة الرضّاعة البلاستيكية ضئيلة، ولايمكن أن تحدث ضرراً. ورأت الهيئة ان الانسان لديه قدرة على استيعاب المادة السامة بسرعة والتخلص منها، خلافاً للفئران التي أجريت عليها التجارب.

 

خلل جيني 
من جهته، قال الباحث فوم سال انه ليس من المؤكد أن مادة بيسفينول تتسبب في هذه الأضرار كلها، إلا أن الدراسات التي أجريت على الفئران في الثمانينات أكدت أن المادة تؤدي إلى فقدان الوزن واختلال عملية الاستقلاب، في حال انتقلت جرعات كبيرة إلى جسم الإنسان.

 

وفي ما يتعلق بالخلل الذي تسببه على مستوى الجينات، أوضح سال ان الأمر يتعلق بالكمية التي يتجرعها الطفل، وقد تؤدي إلى خلل في عمل الجينات، مشيراً الى الأبحاث اليابانية التي وجدت علاقة بين المادة وحالات إسقاط الأجنة لدى عدد من السيدات في اليابان.   وذكرت طبيبة الأطفال مايدة غالفيز، التي درست آثار «البيسفينول» في بول الأطفال، «نعلم جيداً أن الدراسات على القوارض أثارت المخاوف، لكنه حتى الآن ليست هناك من دراسات على الإنسان تظهر أيّة سلبيّات.

 

لذا عندما لا نملك أدلّة، كلّ ما يمكننا القيام به هو نصح الأهل بتوخّي الحذر». وقالت زميلتها آري براون «لن نتمكّن، قبل سنوات، من معرفة إذا ما كانت مادة «البيسفينول» مضرّة للإنسان. كلّ شيء مازال نظرياً حتى الآن».

 

من جهته اشار خبير التغذية فريني غورد إلى أنه عام 2006 حظرت أوروبا أيّ منتجات تحتوي على «البيسفينول» للأطفال دون الثالثة. فهذه المادة «شبيهة بهرمون الاستروجين وتؤدّي إلى اضطرابات في الغدد الصماء. وقد تمّ ربطها بسرطاني الثدي والرحم لدى النساء، وبخلل في هرمون التستوستيرون عند الرجال وبسرطان البروستاتا. وكذلك تمّ ربطها بمرض السكري من النوع الثاني».  «ذا غرين غايد» و«محيط»  

 

دراسة  
على عكس الديوكسين، لا تتكدس مادة البيسفينول  في الدهون، ونسب المادة في البول ثابتة لأن التعرّض لها يكون منتظماً. وكانت دراسة لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أجريت عام 2004، وجدت هذه المادة في بول 94% من الأميركيين الذين شملتهم الدراسة.

الأكثر مشاركة