أقول لكم
مشكلة الإدارات «المتمايلة» أنها غير صادقة، بخلاف أنها غير واضحة، وقد كنا من قبل نعيب على الإدارات المنتمية، سواء فكرياً أو سلوكياً أو حتى إخلاصاً، أنها كانت واضحة جداً في تصرفاتها، وكأن أحداً لا يهمها، فجاء أصحاب الفكر اليساري وكدسوا من عرفوهم في سهرات الشقق المغلقة في المناصب والوظائف المهمة، وجاء أصحاب الفكر الفئوي «المتلحف» بالاتجاه الإسلامي ونصبوا «الصبيان» من الأتباع في الإدارات وفروعها،
وجاء «السراق» والمرتشون وأصحاب النسب المئوية، ليكونوا مجموعة متطابقة تمسك بتفاصيل العمل كافة، حتى لايتسرب شيء من بين أصابعهم، وكل مجموعة كانت تحتاج إلى سنوات حتى ينكشف أمرها، وسنوات أخرى حتى ينظف ما خلفوه وراءهم من دمار للمؤسسات، ونحن نعلم بأن كل ادارة «منحرفة» سيكشف أمرها، ومنها الإدارات التي بدأت تغطي تصرفاتها بنوع من السرية والأوامر الشفهية، وتتلاعب بمصائر الناس وأرزاقهم بأكاذيب مغلفة بالتهديدات، وحجتها أنها تتصرف بناء على أوامر عليا.
وأجدني متأكداً من كذب مثل هذه الادعاءات، وكما قلت من قبل، خذوا موضوع اللغة العربية مثالاً لتقيسوا عليه الأمور، ولهذا ستجدون أن التخوف السائد من أن تصل «الأوامر» إلى الحجاب عند المرأة لا محلّ له، حتى وإن كانت بعض الإدارات بدأت تطبيقه على طالبات التوظيف العربيات والمسلمات من الدول الأجنبية، بحجة المظهر العام للشركة أو المؤسسة، فهؤلاء الذين يشترطون تعيين غير المحجبة في المكاتب الأمامية ليسوا إلا من تلك العينة «المريضة» بانفصام الشخصية، ويتصرفون بناء على فهمهم القاصر للتحضر والتطور، ومثلهم ذلك الذي يريد «نزع المواطنة»عن الذين يعملون تحت إدارته، فهذا مرضه قد شُخِصَ منذ زمن، وهو مرض «أنا المواطن الأجدر»، وقد أودى هذا المرض بمناصب كل الذين أصيبوا به!
myousef_1@yahoo.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news