نجل صباح فخري يغرد «روك آند رول»

ورغم السجال الذي اثاره تغريد الابن خارج سرب ابيه، والامتعاض الذي ابداه جمهور عريض من ظهور ابن أحد أهم مغني التراث العربي والاصالة، على هيئة مغني روك في صخب اللباس والحركة والموسيقى، الا ان الابن واباه يبدوان هادئين، وهما يقللان من شأن البعد الذي رآه الجمهور بين صورتيهما، ويؤكدان في حديثهما ان «ليس هناك من اختلاف بين مشروعهما الموسيقي». وينتقد الاب وابنه «نظرة»  الجمهور الذي هاجم تجربة الابن على اعتبار انها تشكل «قطعا» مع تراث الاب.  ويقول صباح فخري (75 عاماً) «من يقول اننا مختلفان هم جمهور ثقافته الموسيقية محدودة، وأنا اقول لهم تثقفوا وتعلموا قبل ان تتكلموا».

ويؤكد فخري أن رأي المعترضين « لا يؤثر فيّ، ما المانع ان غنى الاب قدودا والابن روك؟ لا مانع، دعهم يستفسروا ويتعلموا»، اما الابن انس وهو في مطلع الثلاثينات من عمره، فيكاد يجزم ان منتقديه  «لم يسمعوا ما اغنيه (ضمن فرقة الروك «انسا ـ نيتي») ولا يعرفونني». مشيرا الى ان رأيهم هو «حكم مسبق». ويضيف صباح فخري مستغربا «لديهم حكم مطلق، مباشرة يقولون الروك هو شيء سيئ وعيب». ويبدي صباح فخري انفتاحا لافتا في الحديث عن تجربة ولده.

يسرد كيف ان الابن بدأ بغناء التراث، وأنه يحفظ كل اغنياته من موشحات وقدود وغيرها، ويعلق على ما وصلت إليه تجربة انس «لقد اراد ان يطوّر نفسه ويوسع دائرة معرفته الموسيقية وثقافته، وأنا شجعته وما زلت».

ويضيف فخري «يجب ان نعطي اولادنا حقهم في البحث، وأنا لا احده بدائرة التراث وأريده إنسانا مثقفا». ويعتبر فخري ان الخط الذي انتهجه ابنه «لا يعني انه تخلى عن جذوره وهويته، فهو يستطيع متى اراد العودة للعمل على التراث العربي الذي تربى عليه وحفظه»، وفي تأكيد قناعته بما يفعله الابن ورضاه عنه، يقول فخري « احب ان يترك ابني بصمة كما فعلت انا .. هو لن يكون مهما حاول صباح فخري».