مهرجان سينمائي إيطالي يحتفي بالمرأة

الفيلم الإماراتي «بنت مريم» لسعيد سالمين يشارك في التظاهرة.    وام

يحتفي مهرجان «مسينا» السينمائي الإيطالي بالمرأة إذ حمل في قسمه «بحر السينما العربية» هذا العام عنوان «الكوكب امرأة»، ويقدم عددا من الافلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية التي تندرج ضمن تظاهرة سينمائية وفنية ايطالية اوسع. وكانت التظاهرة الاشمل «مهرجان اورسينوس» انطلقت في 20 يوليو الجاري، وقدمت افلاما استعادية لبرناردو برتولوتشي وسالفاتوري سامبيري وميكيل انجلو انطونيوني وماركو فيريري وغيرهم. وعن برمجة القسم العربي من المهرجان لهذا العام، قال مديره الفني عرفان رشيد «إنه سعى عبر الافلام المختارة لإعطاء صورة حقيقية عن المرأة العربية، تناقض الصورة التي تقدمها وسائل الاعلام الغربية والتي يطغى عليها الجو السياسي او الايديولوجي، وتسعى غالبا لتأكيد تخلف مجتمعاتنا وقمعها للمرأة».

 

وأضاف رشيد انه اراد من خلال اختيارات الافلام «إبراز حقيقة ان المرأة العربية فاعلة ومكافحة وتدافع عن حقوقها في مجتمعاتها، بل هي في كثير من الاحيان تحقق نتائج كبيرة ومهمة». والى جانب افلام النساء، يقدم «بحر السينما العربية» أفلاماً لمخرجين رجال ممن تعاطوا مع قضايا المرأة وعالجوا شؤونا تهمها، لكن المهرجان الذي يشكو من ضعف الميزانية لم يستطع استقطاب افلام شهيرة في هذا المجال»، ويقدم المهرجان ستة افلام روائية طويلة، يأتي في مقدمتها شريط «دنيا» للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي تغيب عن المهرجان بسبب مواكبتها لمعرضها التركيبي.

 

وكان هذا الفيلم اثار سجالا في القاهرة بسبب القضايا التي يتطرق إليها، وبينها قضية الرقص الشرقي وختان الفتيات في مصر. ومن الجزائر يقدم المخرج سعيد ولد خليفة فيلمه «عائشات» الذي يتعرض لمشكلة العنف ضد النساء وقسوة المجتمع والاهل على المرأة حتى في حال كانت هي الضحية، والفيلم مأخوذ عن قصة واقعية. ويقدم شريط «حكاية بحرينية» للمخرج بسام الذوادي الى جانب فيلمين يمسان موضوع النساء بشكل غير مباشر، وهما شريط المغربي داوود اولاد السيد «في انتظار بازوليني» الذي سبق وحاز جائزتين في القاهرة ووهران وادرج في التظاهرة هنا تحت عنوان «تحية الى سينما الفقراء».

 

اما الفيلم الثاني فهو العمل الاول للاميركية نيكول بالافيان وعنوانه «رحلة الى «زيغ زيغ لاند» وصور في الولايات المتحدة وفلسطين على نحو طريف وشيق. وتقدم التظاهرة ثمانية افلام روائية قصيرة هي «الباب» لياسمين شويخ و«اختي» ليانس قسيم وكلاهما من الجزائر، و«صباح الفل» لشريف البنداري من مصر، و«تقويم شخصي» لبشير المازن من العراق. ويعزز مهرجان مسينا مكانة الفيلم الخليجي القصير حين يقدم «بيلوه» لعامر الرواس من سلطنة عمان، و«عشاء» لحسين الرفاعي و«غياب» لمحمد راشد بو علي والشريطان من البحرين، و«بنت مريم» لسعيد سالمين المري من الإمارات.

 

أما الافلام الوثائقية فيغلب على ما هو مقدم منها في «بحر السينما العربية» الشريط العراقي، لكن اليمن يحضر فيها من خلال شريط «امينة» للمخرجة والكاتبة اليمنية خديجة السلامي الذي يتطرق لواقع صعب.

 

ومن السجن اليمني الى سجن النساء العراقي في ظل الاحتلال كما يقدمه شريط «يوم في سجن الكاظمية» لعدي صلاح، بالاضافة الى  شريط «عصابات بغداد» لعايدة شليبفر الذي يتوقف عند الوضع النفسي للمخطوفين الكثر في العراق بعد نجاتهم. أما قتيبة الجنابي فيصور بورتريه لـ«ناهدة الرماح» وتقدم ميسون باجه جي «نساء عراقيات» ويقدم قاسم عبد شريطا من 18 دقيقة حول تجربة «مدرسة بغداد للسينما والتلفزيون». وكان الحاضرون وقفوا في قاعة العروض.  

 

الجزائر ضيف شرف 
  بعدما كان العراق ضيف شرف العام الماضي، باتت الجزائر ضيف شرف هذا العام. وفي اطار هذه الاستضافة يعرض فيلم ايطالي للمخرج جيلو بنوتيكورفو «معركة الجزائر» الذي يسجل الدور المهم الذي لعبته المرأة الجزائرية في حرب التحرير.

 

ولا يتضمن المهرجان مسابقة ولا جوائز، لكن المنظمين ارتـــأوا هذا العام ان يتم منح جائزتين تقديريتين لافضل فيلم روائي قصير ووثائقي، ويختار الفيلمين النقاد العرب المشاركون في المهرجان بجانب الجمهور. كما ان المهرجان لا يهتم بتقديم افلام جديدة بل هو يقدم الاشرطة ضمن الموضـــوعات التي يختارها ويدرج ضمن المـــهرجان فيلم «امهات» للمخرجة الايطالية باربرا كوبيستي الذي فاز الـــعام الماضي باكثر من جائزة وهو صرخة الامهات ضد العنف. 

الأكثر مشاركة