صادقي: لوحاتي رســــائل حـب

  أعمال صادقي احتفاء بالحياة والفرح.     تصوير: مصطفى قاسمي 
  
 أعرب الفنان الإيراني علي أكبر صادقي عن سعادته بمناسبة تنظيم أول معرض تشكيلي له في  الإمارات، مؤكداً «أن انتقال أعمال الفنان بين دول ومدن عدة جزء من التبادل الثقافي والتواصل بين الشعوب، ما يسهم في ازدهار الفن وتعزيز دور الفنان». وقال صادقي لـ«الإمارات اليوم» في حفل افتتاح معرضه، أول من أمس، في «بيسمنت غاليري»: «وصلت دبي إلى مرحلة متقدمة من التطور، وامتلكت القدرة على مواكبة المتغيرات على الصعد كافة، كما استقطبت فعاليات ثقافية وفنية عالمية، لذلك أجد أن معرضي الاول في دبي يفتح لي نافذة على المتلقي العربي والعالمي أيضاً، فالتنوع الذي تزخر به الدولة يضع الفنان ولوحاته وجهاً لوجه مع ثقافات العالم وأشخاص من مختلف الاعمار».

 

وحول الأفكار التي تقف وراء لوحاته، قال صادقي: «الحب والسلام والتجدد، هي العنوان الأبرز لمجمل أعمالي، وحيث يوجد الحب يعم السلام وتتجدد الحياة»، مشيراً إلى «أن التعبير عن الحرية لا ينحصر بكائن محدد، لذلك توجد الأسماك مع الطيور والأحصنة، لتشكل تناغماً في الحركة والألوان، ما يشي بتناغمها في الحياة». تضمنت اللوحات الـ31 التي يعرضها صادقي رسائل في وجهات مختلفة، وعلى الرغم من ذلك لم تتجاوز العناصر المؤثرة في محتوى تلك الرسائل، الطيور، والأسماك، والأحصنة، لتعبر تلك الرموز في كل لوحة على حدة، رسالة ما أراد صادقي التأكيد عليها عامداً، من خلال تغيير مواقع تلك المخلوقات، وأحجامها، والمساحات الافتراضية التي تتحرك في إطارها، إلى إبراز مقولة العمل الفني، المتجدد والمتكرر. 

 

إضافة إلى العناصر السابقة، تقوم تفاحة بتمثيل أدوار مختلفة في عدد من لوحات صادقي، الذي يرسل رسالة ما بواسطة تفاحة واحدة، مصحوبة بمجموعة من السهام، أو الحراب، أو من خلال مجموعة من التفاحات النضرة، التي تحمل حربتها المتمثلة بغصن التغذية الذي يربط التفاحة بالشجرة.  على أن خلفية صادقي، الذي تخصص وعمل لفترة طويلة في إنتاج الرسوم المتحركة، وأخرج أفلاماً عدة، تبدو حاضرة في لوحاته التشكيلية، لتظهر اللوحات المعروضة وكأنها مشاهد من فيلم يكرس شخوصه كل في دوره، لتوصيل أكبر قدر من فكرة الفنان، الموزعة على لوحات لا تبتعد في ألوانها وتكويناتها، من الكاريكاتير، الأقرب إلى الواقع، والمستخدم على نطاق واسع في الرسوم المتحركة.

 

 تتميز أعمال صادقي، التي يستمر عرضها حتى التاسع من أغسطس المقبل، بالكثير من التفاصيل التي تنبض بالألوان وبالبهجة وبالحياة، التي تعكس اهتمامه باللحظات المحملة بالفرح، بحيث يذهب في أسلوبه إلى سريالية خاصة، محاولاً إيجاد مساحة تربط بين الواقع والخيال، مستخدماً رموزاً من أساطير لها دلالاتها في الثقافة الإيرانيّة، خصوصاً عملية ترويض الخارج على المألوف، الذي يتجسد في تحليق الأسماك، التي يراها تعيش بالحب، إذا توافر الانسجام والسلام بين الكائنات، إلى جانب عدد من السمات الأساسية التي تنهض بأعمال صادقي.  

 

ألوان وعواطف 
قالت بهراك رؤوفي، إحدى مؤسسي «بيسمنت غاليري»: «تبرز لوحات علي صادقي أكبر كمشهد بانورامي مليء بالألوان والعواطف، وسيضفي بكل تأكيد مزيداً من الحيوية والجاذبية على عالم الفن في دبي. خصوصاً أن علي أكبر يعد من أهم الفنانين الإيرانيين الملهمين بأساليب الفن الإيراني التقليدي بأسلوبه الخاص والمميز». 

 

سيرة متنوعة 
ولد الفنان علي أكبر صادقي في إيران عام 1937، ودرس في كليّة الفنون في جامعة طهران.  اعتمد في بداياته على الألوان المائية، ثم انتقل إلى رسم اللوحات الزيتية. وبالإضافة إلى التشكيل، عمل في إنتاج الرسوم المتحركة، حيث تميزت شخصياته بالحركة والحيوية.  ونشر صادقي عدداً من الكتب الفنية لصالح مركز تطوير الأطفال والشباب في طهران.  كما أخرج العديد من الأفلام مستخدماً خبرته وأسلوبه الخاص في الرسم، إلا أنه في عام 1977 توقف صادقي عن إخراج الأفلام وكرّس نفسه للرسم. أقام معارض فردية وجماعية في عدد من الدول، منها فرنسا وسويسرا وبريطانيا، كما شارك في معارض للرسوم المتحركة، وشارك في مهرجانات سينمائية.

الأكثر مشاركة