المشروبات الغازية.. متعة مؤقتة

تناول المشروبات الغازية بكثرة يعرض لمجموعة من الأمراض.  فوتوز.كوم 

لم يعد استهلاك المشروبات الغازية محصورا في مرحلة عمرية محددة، بل انتشر تناولها عند جميع الأعمار وصار وجودها في يد طفل أو عجوز من الامور المألوفة في الأماكن العامة، ولانبالغ في القول إن هذه النوعية من المشروبات صارت شيئا أساسيا وثابتا على موائد الكثير من الأسر، غير أن بعضهم تجاوزت علاقته بها حد المعقول، لتأخذ هذه العلاقة منحى الإفراط والإدمان، في ظل انعدام الوعي العام بخطورة هذه المشروبات وتأثيرها المباشر في الصحة، خصوصاً عند تناولها بإفراط ومن دون ضوابط، مايؤدي في حالات عدة الى ما يشبه الإدمان على شربها، وذلك نتائج سلبية لاحصر لها.

 
لكن في حالات كثيرة لايدرك متعاطو هذه المشروبات أضرارها، نظراً لعدم توفر المعلومات التحذيرية على هذه المشروبات التي تسخر لنفسها حملات ترويجية ينفق عليها مليارات الدولارات حول العالم، يشارك فيها عدد كبير من كبار الفنانين والرياضيين.

 

وعلى الرغم من اعتبار الكثيرين لهذه المشروبات بأنها متعة، إلا انها تظل متعة مؤقتة ستؤدي حتماً الى نتائج سلبية عدة.

بديل عن الماء
لا تدرك بدرية عبدالله «ربة منزل»، أضرار المشروبات الغازية جيداً، وكانت تشربها وبكثرة  أثناء فترة حملها الاول، لكنها ادركت في ما بعد مخاطر هذه المشروبات التي كانت تعتمد عليها كبديل عن الماء، خصوصاً أنها  كانت غير قادرة على شرب المياه، لكنها وكما أوضحت ابتعدت كثيراً عن هذه المشروبات في حملها الثاني وصارت أكثر حذراً، ولا تخفي بدرية مخاوفها من ظهور تأثيرات مستقبلية على أطفالها بسبب تناولها لهذه المشروبات. 

 

الوعي بمضارها 
وتقول روضة محمد «موظفة» : أعرف جيدا الأضرار التي تتسبب فيها هذه المشروبات على مختلف الاعمار، خصوصاً على الاطفال، لأن الإكثار منها من دون تنظيم قد يؤدي إلى الإدمان عليها. ولذلك تحرص روضة على الابتعاد عن هذه المشروبات قدر المستطاع، واستبدالها بالماء والعصائر الطازجة لتجنب نفسها النتائج السلبية الناجمة عنها.  

 

الطالبة «مريم مبارك» منعتها والدتها منعاً باتاً من تناول المشروبات الغازية، لاسيما بعد أن لاحظت إدمانها الكبير عليها، إلا أنها وكما قالت «أستغل المناسبات والاحتفالات الخارجية لتناولها، وفي إحدى المناسبات قمت بملء حقيبتي بهذه المشروبات، ولكن أمي راودها الشك بضخامة حقيبتي وسرعان ما اكتشفت الامر، وبادرت الى رمي محتويات الحقيبة. 

 

السلوك الغذائي 
وتشير نورة محمد «موظفة»: لعب السلوك الغذائي لدى أفراد أسرتي دوراً أساسياً في إدماني على المشروبات الغازية منذ الصغر، حيث إن أهلي يتناولون هذه المشروبات مع كل وجبة، لتصبح هذه المشروبات  عادة لا يمكنني الاستغناء عنها، مؤكدة أن «مع مرور السنين تولد لدي شعور مزيف بأنني لا أستطيع هضم الطعام من دونها، على الرغم من أن الدراسات الصحية تنفي هذا، وتؤكد زيف هذه الفكرة»، وتفضل نورة المشروبات الغازية ذات السعرات الحرارية الأقل «الدايت» ليس لأنها أقل ضرراً ، بل لأنها «تحتوي على مذاق سكري أطيب».

 

الإقلاع عنها
بعزيمة واصرار كبيرين، استطاعت نوف إبراهيم الإقلاع عن تناول المشروبات الغازية التي لم تكن تفارق وجباتها اليومية، وجاء قرارها هذا بعد تأكدها بأن هذه المشروبات تلعب دوراً أساسياً في زيادة وزنها وتوضح «خشيت من الإصابة بالسمنة، وقررت الابتعاد عنها واستبدالها بالماء والعصائر الطازجة».

 

وتبين اختصاصية التغذية في قسم السكر والغدد الصماء في مستشفى البراحة العنود عبدالجليل المطوع «تعتبر المشروبات الغازية ذات قيمة غذائية منخفضة، فجميع المكونات الداخلة فيها من مواد حافظة وملونات صناعية تترك آثاراً سلبية على صحة الجسم، لاسيما في حال الإكثار منها»، وتضيف المطوع «تتسبب المركبات الكربونية في المشروبات الغازية بالشعور بالامتلاء والانتفاخ، وحامض الستريك يؤدي إلى اضطرابات هضمية، والسكريات تؤدي إلى تسوس الأسنان والسمنة، والفوسفور يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام مع زيادة مخاطر الإصابة بالكسور في المراحل اللاحقة من العمر وبصورة خاصة لدى النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية».

 

وتؤكد الصيدلانية وأخصائية مكملات غذائية سمر بدوي أن «الملونات الصناعية والمواد الحافظة في المشروبات الغازية من أهم عوامل وجود الشقوق الحرة في الجسم، والتي تؤدي بدورها إلى تلف الخلايا، والحساسية المفرطة «قلة المناعة» وسرطانات المعدة، والشيخوخة المبكرة، واضطرابات هضمية عالية».

 

الأطفال وفقدان الشهية
 للمشروبات الغازية تأثيرها البالغ على الأطفال وترى المطوع أنها «تؤثر سلبا في سلوكيات الأطفال وتعمل على زيادة نوبات الغضب والانزعاج لديهم، مع تقلبات مزاجية حادة، بالاضافة الى قلة التركيز والنوم»، وتوضح بدوي أثرها في الأطفال «تصيب المشروبات الغازية الأطفال بفرط النشاط، وفقدان الشهية، ويؤدي شربها غير المنظم إلى الإصابة بعسر الهضم والإمساك، الذي يصاب به الشباب والشابات، نظراً لأنهم يستعيضون به عن شرب الماء والعصائر»، وتعلق بدوي «من القناعات الخاطئة والشائعة بين الناس أن المشروبات الغازية تساعد على الهضم جراء الغازات التي تخرج من الجسم بعد شربها، من دون علم منهم أن هذه الغازات هي نفسها التي يحويها الشراب، أما المواد الأخرى فتبقى في الجسم وتترك آثارها السلبية فيه».

 

الإكثار منها وتجنبها
وتضيف المطوع «أن الاكثار من هذه المشروبات يتسبب بالأرق، والتوترات والعصبية، والصداع، وفقدان الشهية، والخفقان لدى البعض»، وتؤكد تأثيرها المباشر في الاضطرابات الهضمية، لا سيما لمصابين القولون وتعمل على زيادة نسبة الحموضة في المعدة والتي ينتج عنها التهابات وقرحة معوية».

 

وأكدت بدوي أن مدمن المشروبات الغازية لا يختلف كثيراً عن مدمن السجائر، فهو لا يستطيع الإقلاع عنها إلا إذا تسلح بالعزيمة والإصرار، ويتطلب الامر وقتا طويلا»، وتوضح انه في البداية لابد «من تنظيف الجسم من ترسباتها وسمومها باستخدام مواد طبيعية الى جانب حمية غذائية لمدة 10 أيام، والتخلص منها عن طريق البول أو البراز وأحياناً عن طريق التعرق».

 

وتضيف «حينها يصبح الجسم قابلاً لاستقبال كل ما هو صحي، ويتجاوب معه، لذا لابد من الاتجاه حينها إلى بدائل صحية، وهي العصائر الطازجة أو اللبن، اللذان يحتويان على قيم غذائية عالية تترك آثاراً إيجابية في الجسم، وإذا ما طرأ على البال تناول مشروب غازي، بالإمكان تحضيره في البيت بوضع كبسولات الصودا بداخله ليصبح مشروبا طازجا».

 

وعن استبدال بعضهم المشروبات الغازية بأخرى قليلة السعرات الحرارية «دايت» تعلق بدوي «لا أعتقد البتة من أن المشروبات الغازية (الدايت)، أقل ضرراً من المشروبات الغازية العادية، حيث تحتوي على ملونات صناعية ومواد حافظة والدليل بقاؤها في أرفف التخزين لفترات طويلة، ويكون الفرق فقط في بديل السكر الذي يعطيه طعماً مختلفاً، والذي يكون في الأصل صناعياً كذلك».
 
المشروبات الغازية  
 
 
قالت الصيدلانية وإخصائية مكملات غذاية، سمر بدوي:  إن المشروبات الغازية هي مشروبات مصنعة تحتوي على نسبة عالية جداً من المواد الحافظة والملونات الصناعية والغازات والسكريات العالية جداً وعلى نكهات تعطيها طعماً مميزاً، باختلاف ألوانها وأنواعها وأسمائها التجارية وعلاماتها التجارية.  
 

الأكثر مشاركة