الشعراء المتنافسون في حلقة أول من أمس من «أمير الشعراء».«هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»
تأهل الشاعر المصري أحمد بخيت الى نهائيات مسابقة «أمير الشعراء»، في ختام المرحلة الثانية من البرنامج. وأعلن عضو لجنة التحكيم نايف الرشدان، خلال الحلقة التي جمعت بين خمسة شعراء هم: أحمد بخيت «مصر» خالدية جاب الله «الجزائر»، أمين علي أحمد عبدالله «اليمن»، عمر حماد هلال «العراق»، مشعل المزيني الحربي «الكويت»، أن على متسابقي الحلقة المقبلة تقديم قصيدة عن قصر الحصن الذي يعد من أهم الرموز السياسية والتاريخية في الإمارات، لافتاً إلى انه سيتم تنظيم زيارة للشعراء لهذا المعلم التاريخي لمشاهدته ومن ثم كتابة القصيدة، بعد ذلك بدأت المنافسات الشعرية بالشاعر أحمد بخيت الذي ألقى قصيدة بعنوان «لا أفق لي» علق عليها الدكتور علي بن تميم قائلاً «الشاعر يفتح النص إلى أفق طويل من التأويل، وأعاد فكرة الفردية من جديد، والتي تشظت في الشعر المعاصر»، ولفت الدكتور عبدالملك مرتاض إلى «القتامة واليأس في عنوان القصيدة»، موضحاً أن «النص يمثل القلق الوجودي وابتعد قليلاً عن مآسي السياسة التي تكثر عند الشعراء المعاصرين، كما أن اللغة نقية وبها بعض القلق».
ثم ألقى الشاعر أمين علي أحمد قصيدة بعنوان «بين قوسين» وجدها عضو لجنة التحكيم نايف الرشدان تراوح بين التأملات الخاصة ذات العمق الفلسفي، والاستدعاءات النصية والأسلوبية، مبيناً ان «النص يستحضر شخصية مثيرة للجدل في التراث القديم، كما أن المكونات الثابتة تشغل حيزاً من القيم الشعرية ذات المستويات المتوازنة». بينما رأى الدكتور أحمد خريس في القصيدة «مباشرة حول حال الأمة وما بها من ضعف إضافة إلى قدر من الذكاء في تعامل الشعري من خلال بلاغة الحذف، غير أن الموضوع مستهلك».
الشاعرة خالدية جاب الله ألقت قصيدة بعنوان «امرأة أورقت حزناً»، قال فيها الدكتور صلاح فضل «ألمح في طريقة بناء القصيدة ظاهرة عجيبة حيث تبدأ المتسابقة بقوة شعرية، ثم وهن في الشطر الثاني»، بينما أشار الدكتور علي بن تميم إلى أن «النص مفكك ويحمل موضوعات كثيرة مثل الحب والصداقة، بالإضافة إلى ضعف الصراع في النص لتركيز الشاعرة على الذات، كما أنه لا يحمل دهشة ولا إضاءة شعرية»، وتطرق الدكتور عبدالملك مرتاض إلى جمال عنوان القصيدة مشيراً إلى أن «اللغة الشعرية رقيقة وتليق بشعر المرأة، ولذلك جاءت المفردات سهلة بعيدة عن التكلف».
العراق بأوضاعه وأوجاعه حضر في قصيدة الشاعر عمر حماد هلال «سيرة وطن لم يكتمل» وعلق عليها الدكتور أحمد خريس قائلا «صوت القصيدة لا يستسلم لوحشة الليل، بينما هناك عدم توافق شطري بعض الأبيات، حيث لايُفضي الشطر الأول إلى الشطر الثاني»، وقال نايف الرشدان« هناك إيقاع شهير بالنص وتناص معنوي، كما أنه ينضح بالخلجات الشعرية التي تكشف عن الصور الجميلة».
وفي الختام ألقى الشاعر مشعل المزيني الحربي، قصيدة بعنوان «همم» علّق الدكتور عبدالملك مرتاض على عنوانها وبعض الهنات اللغوية في الكتابة ومحاولة الشاعر ملامسة الشعرية العالية، وقال الدكتور أحمد خريس «بداية القصيدة قوية وليتها استمرت بهذه القوة، وبالنص تكرار لبعض العبارات في حيز لغوي ضيق»، بينما ذكر نايف الرشدان ان المتسابق يملك سمات الشاعر المجذوب إلى أصالته وتراثه، والقول الشعري بالنص هيمن عليه الخطاب التقريري والمباشرة والنسيج متحرر من الخيال».
ثم ألقى الفرسان الخمسة مجاراتهم للشاعر مسكين الدرامي في أشهر ثلاثة أبيات له:
قـل للـمليحة بالـخمار الأسود ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبـــــد
قد كان شمــر للصلاة ثيابـــه حتى وقفت له بباب المسجــد
ردي عليه صلاته وصيامـــــه لا تقتليه بحق دين محمــــد
وعلّق الدكتور أحمد خريس قائلا «إن مجاراة أمين علي أحمد غزلية موفقة وتفضي لقصيدته الأخرى، وجاءت مجاراة خالدية جاب الله امتداداً لقصيدتها ولغتها رقيقة ورومانسية، وبرع عمر هلال في مجاراته التي جمع فيها بين اللذة والعنف، واستعاض مشعل الحربي لحدث فلسطين والمجاراة تحمل الحس الديني، وتضمنت مجاراة أحمد بخيت اتساعاً نصياً وتكريساً للتفاصيل».
وأشاد نايف الرشدان بمجاراة الشاعر أمين علي، وتناوله طائر الهدهد الذي يدل على الهداية، وكذلك الشاعرة خالدية جاب الله حيث جمال اللغة الشعرية، وقال «مطلع مجاراة عمر هلال جميل ومقطعها أجمل، حيث يعيد حقيقة المشهد، ولديه قدرة على استلهام القديم، وجاءت مجاراة مشعل الحربي لحناً شعرياً وتبدلت بالنص وظائف السيوف، وكانت مجاراة الشاعر أحمد بخيت أفضل حظاً من القصيدة، فالنص يصف القيمة الحقيقية للجمال التي تجسدها العباءة».
وقال الدكتور صلاح فضل «أمين أحمد جعل ليلاه خماراً وغنى للإمارة لحن الخلود، في حين تأخذ خالدية جاب الله دور الفاتنة فتقول لفارسها «أعلنت حبك فاعترف أني المليحة» كما أنها تحرر الخطاب وتنقله إلى المتكلم»، وأضاف فضل «أجاد عمر هلال في مجاراته وبرع في تشخيص الحالة، واستطاع مشعل الحربي تحوير المليحة إلى أسيرة وأجاد توظيف شطر الشاعر شمس الدين «الله أكبر فوق كيد المعتدي»، وأشار إلى تفوق أحمد بخيت على الدرامي وإجادته لتمثيل الجمال».
الدكتور علي بن تميم أوضح في سياق تعليقه على المجارات الشعراء أن «الشاعر أحمد بخيت حاول إعادة قصة مسكين الدرامي من خلال قصيدة مليئة بالإضاءات الشعرية» لافتاً نظر خالدية جاب الله إلى أن «قواعد التركيب في اللغة هي التي تشيد الشعر لا تكبله»، وعلّق على قصيدة مشعل الحربي بالقول «لا ينبغي على الشاعر وضع الخل في الكتابة، وإنما الملح». وتناول الدكتور عبدالملك مرتاض الجوانب الفنية في قصائد المجاراة، واصفاً مجاراة أحمد بخيت وعمر حماد هلال بالأنيقة والرائعة، واستطاع أمين علي أحمد توظيف التراث، وأتقنت خالدية جاب الله اللعبة الشعرية حينما قلبت نص المعارضة وجعلته باسمها وتحولت معارضة مشعل الحربي لقضية سياسية نبيلة».
أحمد بخيت يؤكد توقعات انتقاله إلى نهائيات المسابقة.
وفي نهاية الحلـقة أعلن مذيع البرنامج إياد نصار عن قرار لجنة التحكيم بتأهل الشاعر المصري أحمد بخيت وحصوله على أعلى درجات اللجنة، وهي 45 درجة، لينتظر الشعراء الأربعة تصويت الجمهور الذي سيعلن عنه في بـداية الحلقة المقبلة ويحدد آخر الشعراء المتأهلين لنهائيات «أمير الشعراء».
أصالة شاعرة.. وحيدر يتذكر «أستوديو الفن»
الشاعر طلال حيدر يلقي إحدى قصائده.
الشاعر طلال حيدر والفنانة أصالة كانا ضيفي حلقة أول من أمس من «أمير الشعراء»، حيث قدم حيدر قصيدة زجلية قصيرة، كما تحدث عن البرنامج الشهير «استوديو الفن» ودوره في تقديم المواهب الشابة للجمهور، معلقاً على اختيار اسم «أمير الشعراء» عنواناً للمسابقة، وهو ما قد يزرع الغرور في الشعراء المتسابقين او الفائزين. من جانبها قدمت اصالة، التي أشارت في حديثها لمقدم البرنامج إلى كراهيتها للتواضع، قصيدة مغناة، كما ألقت قصيدة من أشعارها كتبتها لوالدها، مشيرة إلى انها كانت تكتب الشعر في وقت سابق ولكنها توقفت حالياً، راجية لجنة التحكيم التجاوز عما قد يعتري القصيدة من ضعف.
|