«الآيس كريم».. نكهات متنوعة لاتـخلو من مضار

تحظى «الآيس كريم» بشعبية واسعة لدى مختلف الفئات العمرية.تصوير: باتريك كاستيللو

تعدّ المثلجات «الآيس كريم» على اختلاف مسمياتها وتنوّع نكهاتها من أطيب حلويات الصيف، وتحظى بشعبية واسعة لدى  كثيرين مهما كانت أعمارهم، وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الحلويات لا تخلو من مخاطر، وقد تكون سبباً لأمراض عدة، إلا أن لها فوائد؛ حيث يحتوي بعضها على فيتامينات متنوعة وكربوهيدرات ومعادن.

 
وبعيداً عن تقييم هذه المادة الغذائية تظل من السلع ذات الرواج الكبير، ويقبل عليها الناس غير عابئين بالفوائد أو المضار، بل في الاستمتاع بطعومها المختلفة، وقدرتها على إطفاء لهيب الصيف. وعلى المستوى التجاري أكد عدد من أصحاب محال بيع «الآيس كريم» الإقبال الكبير عليها، حيث يمكن أن يبلغ حجم المبيعات 1000 قطعة في اليوم من محل واحد.

 

تقول ديمة محمد، موظفة «على الرغم من أنني أعشق «الآيس كريم» إلا أنني أشعر بتأنيب الضمير فور تناولها، نظراً إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية، قد تزيد من وزني في حال الإكثار منها»، وتضيف «تزداد رغبتي في تناولها في فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحرارة، وتصبح الحاجة ماسة لتناول أشد الأطعمة برودة».

 
حساسية من المثلّجات
وتقول نوف سالم التي تقف حساسيتها من المأكولات الباردة عقبة دون تناولها للمثلجات إن «الآيس كريم من أفضل أنواع الحلويات لديّ، إلا أن تناولها يترك آثاراً سلبية في صحتي، حيث أعاني من حساسية شديدة تجاهها»، وعلى الرغم من ذلك لا تتردد نوف في تناولها من حين إلى آخر، خاصةً في فصل الصيف، ولا تلتفت  نوف إلى الأثر الذي قد تتركه في وزنها، لاسيما أنها تعاني زيادة في الوزن، قائلة «لا أعتقد أنها قد تترك آثاراً سلبية في وزني بما تحتويه من مواد وسعرات حرارية عالية؛ لأنني لا أتناولها باستمرار، كما هي الحال لدى بعض الناس لدرجة الإفراط أو الإدمان».

 
تناول بقوانين
تعشق الطفلة شذى أحمد «الآيس كريم» بشدة، إلا أنها لا تستطيع تناولها في كل الأوقات، تبعاً لقوانين سنّتها والدتها التي تسمح بأكله في فصل الصيف فقط، وتوضح «لا أستطيع تناول الآيس كريم متى شئت، فوالدتي تمنعني من ذلك، لحرصها وخشيتها من أن أصاب بنزلات البرد جراء تناولها لاسيما في فصل الشتاء، لذا أحرص على تعويضها في بقية الفصول، خاصةً الصيف حيث تتولد لدي رغبة كبيرة في تناولها».

 

في حين لا تأبه شمسة عبدالله، موظفة، كثيراً بتناول «الآيس كريم»، قائلة «لا أشعر بالحاجة الكبيرة لتناولها، إلا ما ندر، على الرغم من أنني أستمتع كثيراً بها، نظراً إلى برودتها الممتعة، خاصة في فصل الصيف».


طلب فائق
يقول مدير محال آيس كريم «كولد ستون» في الإمارات، كيوال ميهتا «منطقة الشرق الأوسط من أكبر أسواق المواد الغذائية، الأمر الذي يعكسه الإقبال الكبير من المستهلكين»، ويضيف «عزّز النمو السكاني الكبير في المنطقة الطلب على المثلجات، حيث تجاوزت المبيعات الأولية لأحد متاجرنا الجديدة 1000 قطعة في اليوم» ويؤكد أن هدف شركته تحقيق عائدات سنوية بقيمة 32 مليون درهم.

 

فنون تقديم
ويوضح أحد العاملين في سلسلة معروفة من محال لبيع «الآيس كريم»: «نعمل على تقديم «الآيس كريم» التي يدخل في مكوناتها الحليب الطازج، ونقدم مختلف النكهات المعروفة وغير المألوفة لنحقق التميّز المنشود».

 

ويشير إلى أن الإقبال يزداد بشكل ملحوظ في أشهر الصيف، لكن حتى في الشتاء أو في الأوقات التي يمكن ان يقل فيها الطلب عليها نلجأ الى أساليب خاصة متعلّقة بطرق العرض والتقديم التي تسهم في اقبال الناس على هذه الأطعمة المحببة».

 
حمية صحية
وتقول رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد «أثبتت الدراسات أن «الآيس  كريم » يعد جزءاً مهماً من برنامج الحمية الصحية، حيث يساعد على إذابة الدهون المتراكمة من خلال عنصر الكالسيوم الفعال في إنقاص الوزن بنسبة 25-30%»، وتضيف «الحميات التي تفتقر للكالسيوم تحد من قدرة الجسم على حرق الشحوم، وعدم حصوله على كمية كافية منه يساعد الخلايا على تخزين الدهون وتكبير حجمها»، وتؤكد لطيفة «يحتوي كوب واحد من الحليب الذي يعد العامل الأساسي في صناعة الآيس كريم على 300 مليغرام من الكالسيوم المفيد في بناء العظام للأطفال، وحرق الدهون للمصابين بالبدانة، وخفض ضغط الدم العالي وتنظيمه لمرضى الضغط، بالإضافة إلى «زيادة النشاط العام للجسم، وتحسين المزاج، وتقوية المناعة، والوقاية من هشاشة العظام للنساء بعد تجاوزهن سن الـ50».

 

وتذكر الصيدلانية واختصاصية مكملات غذائية، سمر بدوي «يحتوي «الآيس كريم» على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات التي تعد مصدراً أساسياً للطاقة، وتساعد على الوقاية من الإمساك، وتخليص الجسم من السموم، وحرق الدهون،  إلى جانب احتوائه على المعادن المفيدة للصحة»، وأوضحت لطيفه أن «الأطباء يوصون الحامل والمرضعة بتناول «الآيس كريم» نظراً إلى غناه بالبروتينات الأساسية لتكوين العظام، والتي تحتوي على الأحماض الأمينية الحيوية المفيدة للنمو وبناء الأنسجة، ما يؤدي إلى نمو سليم للجنين والطفل»، وتعلق «تتنوع القيمة الغذائية لـ«الآيس كريم» باختلاف المواد المضافة إليها والتي تعمل على تعدد نكهاتها»، وتؤكد أن «احتواء الآيس كريم على السكر والدهون يؤدي إلى ارتفاع السعرات الحرارية التي تسهم في زيادة الوزن، ويُنصح أصحاب الأوزان دون المستوى الطبيعي بتناولها، كما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ونسبة الكوليسترول الذي يرتفع كذلك بسبب الكوليسترول الموجود في مكوناته، وبالتالي يؤدي إلى انسداد في الشرايين والأوردة، والذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بأمراض القلب».

 

مخاطر
وتحذّر لطيفة مرضى السكري من الإفراط في تناول «الآيس كريم» والتركيز على تناول الآيس كريم الخالية من السكر والدهون، وأن يعرف المريض تماما عدد غرامات الكربوهيدرات الموجودة فيها ليربطها بعدد وحدات الأنسولين المقررة له من الطبيب، تفادياً لحدوث هبوط في مستوى السكر، أو ارتفاعه في الدم.  

 

وعلى الرغم من منافع الآيس كريم تحذر بدوي من بعض السلبيات والمخاطر التي تسببها في الجسم، وتقول «تشكل الآيس كريم خطراً على صحة الجسم إذ تحتوي على مواد ملونة ومواد حافظة مضرة وغير مرخصة من منظمة الصحة العالمية والجهات المختصة، وخاضعة لمقاييس صحية 100%»، وتشرح «وإذا لم يعالج الحليب المستخدم في صناعته بالطريقة الصحيحة التي تعمل على قتل الميكروبات التي يؤدي وجودها إلى تكون البكتيريا المتكبسة الضاره بالأمعاء»، وتضيف أن بعض أنواع المثلجات تؤذي الأغشية المخاطية عن طريق البلعوم، إلى جانب الإصابة بحساسية الصدر والسعال، والتهابات الرئة، لذا ينصح بتناول النوع الكريمي منها».

 

ودعت بدوي الى ضرورة التأكد من طريقة حفظ الآيس كريم في البرّاد، حيث إن سوء تجميدها، وإعادته  «يكونان عرضة للبكتيريا»، كما يجب التأكد «من عدم احتوائها على حبيبات كريستالية صغيرة تحول دون نعومتها المعهودة». 

   
عربية



يقول الشيف هادي حريري في مطعم خان مرجان «تشهد البوظة العربية ذات المنشأ التركي إقبالاً كبيراً من العرب والأجانب، وتحتوي على الحليب الطازج، والقشطة الطبيعية والسحلب التركي الذي يمنح البوظة اللزوجة المطلوبة، ويتم غلي الحليب للتخلص من الميكروبات، وبعد أن يبرد يمزج مع القشطة والسحلب في (جمادة البوظة)، وتتطلب عملية المزج جهداً طويلاً، وتستغرق قرابة الساعة لتحقيق التمازج، وحينها تكون قابلةً للتقديم، وقد تقدم في بعض الأحيان بارداً، وتحتـفظ البوظة العربية بطعمها الطازج  48 ساعة.  

 

المكونات
(الآيس كريم) حلوى مجمّدة معدة من الحليب أو من الماء والسكر، ومواد مستحلبة وقد تضاف إليها الفاكهة، ونكهات مختلفة، وهي ما يطلق عليها الآيس كريم أو البوظة، وقد تصنع أيضاً من هريس الفاكهة المجمدة أو من عصير الفاكهة.

 

وعلى خلاف المعتقد بأن المأكولات الساخنة تعطي الدفء، إلا أن العكس صحيح، حيث تعمل (الآيس كريم) والمشروبات الباردة عندما تلتقي بجدار المعدة على قبض الأوعية الدموية وتقليل نسبة الدم بها، فيتجه الدم إلى بقية أعضاء الجسم والأطراف مسبباً تمدد الأوعية الدموية فيعمل على تدفئتها.   

 

الأكثر مشاركة