ارتفاع تكاليف مساكن المواطنين 42%

أبلغ مواطنون «الإمارات اليوم» بأن «أسعار بناء البيوت الشعبية ارتفعت بنسب وصلت إلى 42% خلال الأشهر الثلاثة الماضية»، واصفين الزيادة بـ«التعجيز، الذي لن يتيح لهم استكمال بناء بيوتهم». وعزا مقاولون ارتفاع أسعار البناء إلى «الزيادات المتواصلة في تكاليف المواد الداخلة في مقاولة البناء، من حديد تسليح وطابوق وإسمنت، وكذا المواد غير المباشرة مثل أسعار الديزل التي ارتفعت بنسبة وصلت إلى 158% أخيراً».

وأكد مواطنون أنهم «عجزوا عن استكمال عمليات البناء، نظراً إلى تضاعف قيمة المقاولة، وعدم قدرتهم على سداد المبالغ المطلوبة للمقاولين».

في حين ذكر مسؤول في برنامج الشيخ محمد بن راشد للإسكان أن «البرنامج يفكر في رفع سقف القروض خلال الفترة المقبلة لتتناسب مع المتغيرات والمستجدات» من دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل.

وقالت المواطنة (أم مروان) إن «سعر تنفيذ مقاولة بناء منزل شعبي مكون من ثلاث غرف وحمام ومطبخ بلغ مليوناً و700 ألف درهم، مقارنة بمليون و200 ألف درهم قبل ثلاثة أشهر»، موضحة أنها «حصلت على منحة من برنامج الشيخ محمد بن راشد قيمتها 750 ألف درهم لبناء بيت شعبي لها وأسرتها، وفوجئت بعد ثلاثة أشهر من بدء البناء بالمقاول يخبرها بارتفاع سعر المقاولة إلى مليون و700 ألف درهم، بدلاً من مليون و200 ألف في مايو الماضي».

وقال المواطن علي قرن الكعبي، إنه «توقف عـن البناء نتيجة ارتفاع أسعار مقاولة بناء بيته المكون من طابقين وست غرف ما بين مليونين و300 ألف درهم، وثلاثة ملايين و300 ألف درهم، إذ اعتبر أن فارق مليون درهم بين مقاول وآخر يعجّل بقرار توقفه عن التنفيذ انتظاراً لتحسن السوق مرة أخرى».

وأكد مقاولون أن «تكاليف تنفيذ المقاولات ارتفعت بنودها بنسب كبيرة منذ مطلع العام الجاري، الأمر الذي لا يمكن أن يتحمّله المقاول وحده»، موضحين أن «بعض المقاولين على وشك الخسارة، نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء مروراً برواتب الموظفين الفنيين والإداريين والمهندسين، وصولاً إلى إيجارات مقار الشركات وسكن العمال، والتي ارتفعت بدورها بنسبة وصلت إلى 100% منذ العام الماضي».

وقال مدير عام شركة «أرابكو» للمقاولات، المهندس محمد عوف، إن «متوسط رواتب الموظفين، لاسيما المهندسون، كان يدور حول 12 ألف درهم العام الماضي، بينما وصل إلى 18 ألفاً العام الجاري، وكذلك غالون الديزل الذي ارتفع من 12.20 إلى 19.25 درهماً منذ مطلع العام الجاري».

ورأى نائب المدير في شركة «السلام» للمقاولات، ضياء سلطان، أن «مبلغ 1.7 مليون درهم كان من الممكن أن ينفذ فيلا مكونة من طابقين و10 غرف معيشة قبل خمس سنوات،» مشيراً إلى أن «ارتفاع أسعار المواد الأساسية قلّص من هامش ربح المقاولين، ما يدفعهم لتأمين موقفهم المالي قبل تنفيذ المقاولة».

وكان مهندسون استشاريون، دعوا في وقت سابق، إلى تبني أنظمة جديدة للبناء بطريقة «الحوائط الحاملة»، التي تعد أقل استهلاكاً للمواد الإنشائية، لاسيما حديد التسليح والإسمنت، وهما يشكلان نحو 30% من تكاليف مقاولة البناء الواحدة.

تويتر