«الأخطاء المطبخــية» للزوجـــة الجديدة.. ذكريات مرحة

الوجبة الأولى.. تجارب بين الفشل والنجاح.                                     فوتوز دوت كوم

غالباً ما تصادف المرأة في بداية حياتها الزوجية مواقف عدة لا تُحسد عليها، نظراً إلى جدّة التجربة التي تخوضها، فقد لا تتكيّف مع زوجها، أو لانتقالها من منزل إلى آخر، وبُعدها عن الجو العائلي التي اعتادته. لكن كل تلك المواقف تتحوّل ذكريات مرحة في سنوات لاحقة.


تلك أمور طبيعية قد تحدث، ولكن سرعان ما ينسجم الزوجان الجديدان ليكوّنا عائلة واحدة، تحتفظ ذاكرتهما بالمواقف الحميمة والطريفة التي مرا بها، ويسترجعانها في ما بينهما، ولأبنائهما في ما بعد.


وفي مقدمة تلك المواقف أول طبخة تعّدها الزوجات الجديدات، فمنهن من ليست لديهن فكرة عن كيفية الطبخ، فتقع «أخطاء مطبخية» قد تحرم الزوج من تناول وجبة من يديها، وأخريات بإمكانهن تحضير السفرة بمختلف أطباقها وزينتها، بعدما تدربن قبل الزواج على أيدي امهاتهن، او خبرن تفاصيل الوصفات نتيجة العيش بعيدا عن العائلة لأسباب تتعلق بالدراسة او العمل.


تبقى ذكريات الطبخة الأولى علامة للطرافة بين الطرفين، فبين حرق «الطنجرة» وزيادة معايير الماء او الملح او نسيان وضع الملح، يجامل كثير من الأزواج الجدد زوجاتهم بإظهار اعجابهم بالطبخة الأولى، على الرغم من انها قد تكون «طبخة سريالية».


تقول الموظفة علياء محمد عن أول طبخة لها بعد زواجها «أعددت لزوجي بيضا مقليا مع الجبن، بالإضافة إلى الخبز المحمص الذي أحرقته، لذلك لم أقدمه له، على الرغم من انني كنت قد زينت طاولة الطعام بالزهور المختلفة الألوان والأطباق المزخرفة، حتى تكون شهيته مفتوحة. كما أعددت له العصير المفضل والمكون من فاكهة الفراولة والموز والحليب».


وتضيف «أعددت ذلك الفطور بعد 25 يوماً من زفافنا، حيث قضينا شهر العسل خارج أرض الوطن، ولكن بعد الفطور لم اعد له أي طبق آخر إلا في ما ندر، بسبب انشغاله بالعمل، وعملي الذي يمتد ساعات طويلة».


«سُفرة» إماراتية
تقول صفية حمد (ربة منزل)  عن طبختها الأولى «كانت في صباح اليوم التالي لزفافنا، حيث العادات والتقاليد تحتم علينا القيام بالوظائف المنزلية، خبزت له خبز «الجباب»، وحضرت «البلاليط» والقهوة العربية، كما هي السفرة الإماراتية المعتادة.


وقد أعجب زوجي بالفطور منذ اليوم الأول، لذلك كان دائماً يتناول الطعام في المنزل».


وتكمل «أما في الوقت الحالي، فكثير من المتزوجات لا يطبخن لأزواجهن، باعتبار أن هناك خدما وحشما للبيت، وأصبحت مهمة الزوجة إشرافية. ولكن يجب عليها بين حين وآخر أن تعّد لزوجها وجبة واحدة في الأسبوع أو في اليوم حتى يتقرّب كل طرف من الآخر، خصوصاً في بداية زواجهما».


خبز نيء 
وتقول رقية مسلم (موظفة) عن تجربتها الأولى في مطبخ الزوجية «كان الفول المدمس مع الطحينية والخبز هي أول وجبة أعددتها لزوجي، كما هي العادات والتقاليد في مصر، وحين تذوق زوجي الفطور تبين أنني لم أضع الملح فيه، والخبز كان نيئاً».


وتضيف «لم يغضب زوجي مني بل قصدنا مطعماً لتناول وجبة الإفطار، وكانت حماتي دعتنا إلى تناول الغداء لديهم، وكانت تسأل زوجي عن الفطور الذي اعددته، واجابها بإعجابه بالفطور، حيث إنه تمنى لو كانت موجوده حتى تتذوقه!».


أما يوسف حسين (موظف) فيقول «أعجبت بلذة الوجبة الأولى التي طبختها زوجتي لي، فلم أضع في الحسبان أن زوجتي طباخة، فالمعروف أن الزوجات الآن لا يتقن الطبخ، لأنهن كثيراً ما يعتمدن على الخدم في تحضيرها، ولكنها أثبتت أنها خلاف ذلك».


ويكمل «كانت كيكة الشوكولاتة هي الأولى، فالزينة التي تغطيها من فراولة وشوكولاتة ذائبة، كانت تدل قلباً وقالباً على لذتها، بالإضافة إلى كوكتيل الفواكه الذي زينته بجوز الهند».


وتستذكر فاطمة سعيد (ربة منزل) الوجبة الأولى التي أعدتها لزوجها قائلة «كان أهلي قد تكفلوا بجلب الأطعمة الشعبية لثلاث وجبات رئيسة مع الحلويات التقليدية، في الأيام الأولى من زواجنا حتى يتسنى لنا استقبال المهنئين والترحيب بهم».


ولكن عن وجبتها هي، تضيف ان «الوجبة التي أعددتها بنفسي كانت مرقة لحم، مع الأرز المزين بحبوب الرمان المجففة وصحن سلطة، وكان الحلو الآيس كريم مع الفواكه المقطعة الذي أعجب زوجي كثيرا كونها الحلوى المفضلة لديه».


محاولة فاشلة
تحكم مي علي (موظفة) على الطبخة الأولى التي حضّرتها لزوجها بأنها كانت «محاولة فاشلة» فهي لم تطبخ في حياتها، اذ كانت تريد تحضير سندويشات الجبنة والطماطم، لكن نسيانها للسندويشات في محمصة الخبز أدى إلى احتراقها، ما دفعها هي وزوجها إلى الذهاب إلى أقرب مطعم لتناول وجبة الإفطار.


وتذكر عائشة المنصوري (موظفة) «كنت قلقة لأنني لم أدخل المطبخ في حياتي، وكان زوجي يجب أن يسافر للدراسة خارج أرض الوطن، لذلك حرصت على أن أكتب كل وصفات الأطعمة التي يفضلها، وكيفية إعدادها».


وتضيف «كانت أول وجبة اعددتها هي المعكرونة، وقد وضعت السكر بدلاً من الملح، وقد رأيت وجه زوجي كيف تغيّر نتيجة لذلك، وكانت تلك الوجبة الأولى التي اعددتها لزوجي، باعتباره اكتسب خبرة لعيشه في الخارج».


عروس  لم تطبخ
الطالبة مريم خالد أي وجبة لزوجها حتى الآن، فهي حديثة الزواج به، ولم تحصل على الوقت الكافي للاهتمام بهذا الجانب، فهي منذ زواجها رجعت لاستكمال دراستها للحصول على درجة البكالوريوس، ولا ترجع إلى بيتها إلا بعد الخامسة مساء منهكة بعد يوم الدراسة، ويكون زوجها قد انتهى من تناول وجبة غدائه في المنزل في وقت سابق.


وتقول «لكنني ارغب في أن احضّر لزوجي وجباته المفضلة في أقرب فرصة ممكنة، لأنني اهتم بتغذيته، ولكن الآن الوقت لا يسعفني».


طبّاخة ماهرة
وترى سوسن أحمد (ربة منزل) أن مفتاح الدخول إلى قلب الرجل معدته، لذلك جعلته يعتاد أن يأكل في المنزل منذ اليوم الأول من زواجهما، وكانت وجبة الإفطار  وجبتهما الأولى، وهي «حمام محشي مع خبز وفول وفلافل» بالإضافة إلى البيض وعصير البرتقال. ووصف علي خالد زوج سوسن طبختها الأولى بـ«اللذيذة، حيث إنني لم اتذوق مثل ذلك الإفطار في حياتي»، موضحا أنه دائماً يتناول الطعام في المنزل.


وأرجع الفضل في ذلك إلى زوجته، ووصفها بأنها «طباخة ماهرة، فهي تتقن كل الأطعمة المفضلة لديّ، ومنها الكشري مع الصلصة الحارة، والمسقعة والأرز بالحـليب».
 
حريق المطبخ
يفضل الموظف محمد العليلي الوجبات التي تعدّها أمه؛ لأن زوجته حاولت أن تحضّر، ولأول مرة، وجبة عشاء له، لكن حصل ما لا يتوقّعه، فقد نسيت زوجته الأكل على النار، وكان الزيت قد وصل إلى درجة الغليان، وشبّ حريق التهم المطبخ وأجزاء اخرى من المنزل، «لذلك أصبحت وجباتي الثلاث تصل إليّ من منزل والدي، ولا نية لي بأن اجعل زوجتي تعدّ ليّ أي وجبة، حتى لو كانت تريد أن تحضّر الشاي أو القهوة، وذلك لعدم ثقتي بقدراتها المطبخية».
تويتر