البلدية تؤكّد تحديثها بــ 25 مليون درهم

الإشارات لا تعمل بكفاءة في معظم الأحيان  وبحاجة إلى إصلاحات مستمرة. تصوير: شاندرا بالان

أعرب سكان في الشارقة عن استيائهم من سوء برمجة وعمل الإشارات الضوئية، إضافة إلى تعطلها بين الحين والآخر، وقيام رجال الشرطة والمرور بمهامها، ولذا يشعرون بالضغط والتوتر. وأضافوا أن «هذه الأعطال تؤدي لتزايد عدد غير الملتزمين بالإشارات المرورية، ما يؤدي إلى الازدحام الذي يخنقنا، وتالياً وقوع حوادث سير»، فيما قال مساعد المدير العام للمشروعات الحكومية والخدمات العامة في بلدية الشارقة، المهندس سلطان عبدالله المعلا، إن «البلدية تسعى لتحديث وتطوير الإشارات الضوئية وآليات عملها من أجل تخفيف الازدحام المروري».


وأوضح أنه «تم حشد الإمكانات اللازمة من عمالة ومعدات وخبرات فنية لتنفيذ مشروع تطوير إشارات المرور والمشاة الضوئية، وربطها بغرفة التحكم المركزي لمدينة الشارقة، لـ 14 تقاطعاً وميداناً بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 25 مليون و873 ألف درهم».


ولفت إلى أنه «تم تركيب 13 كاميرا مراقبة تقاطع وميدان، وسوف يتم تركيب كاميرات لميدان واسط، والموجودة على التقاطعات والميادين تعرض بصورة آلية الازدحام في غرفة التحكم المركزي، ويمكن إضافة تقاطعات وكاميرات ولوحات الكترونية للمراقبة لـ 300 تقاطع داخل غرفة التحكم، إضافة لتركيب 14 محطة للعد التصنيفي للمركبات تعمل بطريقة آلية».


وتفصيلاً، شكا سكان في الشارقة من تعطل الإشارات الضوئية والزحام،  وقال محمد عادل، لـ «الإمارات اليوم» «الازدحام أصبح ظاهرة في الشارقة، بسبب تزايد عدد السيارات، وعدم إضافة طرق جديدة، بل أنها تتناقص بسبب أعمال الطرق والحفريات والتحويلات والإغلاقات وتطوير البنية التحتية».


وأضاف أن «الإشارات لا تعمل بكفاءة في معظم الأحيان، وبحاجة إلى إصلاحات مستمرة، وكثيراً ما نفاجأ بوجود الشرطة في الميادين والتقاطعات، خصوصاً في مناطق الازدحام ووقت الذروة، ولا ننسى أعطال السيارات على الإشارات».


وتابع قائلاً: «لا نعرف لماذا تتعطل الإشارات أثناء الازدحام، ولا تسمح الإشارة  إلا بمرور سيارتين أو ثلاث، ولذا فإن بعض التقاطعات أو الميادين بحاجة إلى إشارات ضوئية لتنظيم حركة السير من خلالها خصوصاً دوار الكويت الذي يحتاج إلى إشارات لأنه كبير وبخمسة مداخل، وأحياناً يتواجد بعض عناصر الشرطة على الدوار».


وأيده راضي محمود موضحاً أن «الحديث اليومي بين أي شخصين يسكنان في الشارقة  يبدأ دوماً بالازدحام المروري وسوء برمجة وعمل الإشارات الضوئية، إضافة إلى تعطلها بين الحين والآخر، وقيام رجال الشرطة والمرور بمهمات الإشارات الضوئية، وبالمحصلة المزيد من الازدحام والاختناق المروري والتوتر والضغط لقائدي السيارات، ما أدى لانتشار ظاهرة غير الملتزمين بالإشارات المرورية بحجة الازدحام، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع حوادث سير».


وبدوره تساءل عاصم حسني «كيف سيكون الحال في طرق الشارقة مع الإغلاقات الجديدة والمتكررة والتحويلات التي لا تحصى ولا تعد؟»، مضيفاً أنه «يبدو أننا في الشارقة لا نحتاج إلى إشارات ضوئية ولا حاجة لتطوير عملها وتحديثها، فالازدحام يتكفل بتعطيل وإعاقة السير».


وقال إن «تكدس السيارات في  الطرقات يتسبب في إعاقة الحركة اليومية للجميع، الأمر الذي لا يؤخر وصول المرء إلى حيث يريد وحسب، بل يخلق حالات من التوتر والضغط والمعاناة النفسية التي تفرض نفسها على الجميع، ويسهم في خلق تصرفات وسلوكات غريبة دون أي مراعاة أو انتباه لحرمة الشارع، وبأنه ملك الجميع وليس لفرد، فلا يحق لأي شخص التجاوز والمخالفة، ولا السير في الإشارات الضوئية الحمراء لأنه يتسبب في وقوع حادث، ويسهم في تعقيدات السير وزيادة الازدحام المروري».


وذكر الاختصاصي في علم النفس والاجتماع، أحمد علي، «مهما كان الازدحام يجب على المرء الالتزام بالتعليمات وأصول القيادة وأخلاقها ولا مبرر لقطع الإشارة وهي حمراء، لأنها مخالفة كبيرة ومحاولة قتل وإيذاء للآخرين».


من جانبه أوضح مساعد المدير العام للمشاريع الحكومية والخدمات العامة «إن مدينة الشارقة شهدت نهضة تجارية وحضارية سريعة تمثلت في ازدياد الأنشطة العمرانية في فترة وجيزة، كما شهدت توسـعاً في شبـكة الطرق والتقاطعات والجسور بهدف توفير السهولة والانسـيابية في الحركة المرورية ولمواكبة الأنشطة المختلـفة التي تشهدها المدينة».


وأضاف «لذا كان لابد من استخدام الوسائل الحديثة لتسهيل الحركة المرورية المتزايدة، وبما لاشك فيه أن الإشارات المرورية الضوئية تقوم بدور فعال في مجال التحكم المروري في الحركة المرورية لأي مدينة».


وأوضح المعلا أن «أسلوب التحكم المروري للتقاطعات والميادين القديمة يعتمد على التحكم المستقل لكل تقاطع على حدة، ومع ازدياد الحركة المرورية تم استحداث ما يسمى بنظام الاستشعار الآلي لرصد المركبات عند التقاطعات والميادين بصورة آلية والتحكم المركزي للتعامل مع شبكة من التقاطعات والميادين في آن واحد والحصول على نوع المراقبة الفورية للازدحام المروري والأعطال لمعالجتها فوراً على مدار الساعة».


وزاد أنه «تم في الشارقة اختبار نظام شامل يستطيع التعامل مع المتغيرات العشوائية الكبيرة التي تحدث في حركة السير خلال فترات زمنية قصيرة، وذلك بهدف الحصول على أفضل النتائج في مجال توقيت وضبط أسلوب عمل الإشارات الضوئية للحد من حركة الوقوف وما يتبعها من تأخير لحركة السير».


وشرح فوائد عمل نظام التحكم المركزي، قائلاً إنه «يوفر حزمة من التسهيلات والفوائد من أهمها التشغيل الآلي والذاتي على مدار الساعة، والقدرة على جمع البيانات عن الحركة المرورية وتحليلها، وإعطاء معلومات عن أعطال الأجهزة العاملة في مواقع الإشارات»، متابعاً أنه «إضافة إلى ذلك يوفر برامج صيانة للإشارات، وتبادل المعلومات بين مواقعها ومركز التحكم والعكس، وذلك لتغيير الأزمنة من المركز حسب الحالات الطارئة، وإعطاء الأولوية للشخصيات المهمة ومركبات الدفاع المدني والشرطة والإسعاف والمرور في حالات الضرورة».

تويتر