تحيّـز الغرب وعناد بكين وراء الحملة على الصين

 متظاهرون تيبت استغلوا الأولمبياد للتعبير عن مطالبهم. أ.ب ــ أرشيفية 
يرى اختصاصيون أن الحملة الإعلامية على الصين بعضها يعود لموقف استعماري وغربي منها، ولكن جزءاً آخر يعود لتشبث بكين برؤاها الشمولية القديمة. 

واعتبر استاذ الاقتصاد الدولي في معهد الادارة والتوزيع في لوزانجان، بيار ليمان، «أن الاشارات التي ترسلها بكين ومنها التصلب في مسألة حقوق الانسان او فرض الرقابة على وسائل الاعلام، ينبغي فهمها في اطار تاريخي».
 
وقال ليمان الذي صدرت له عدة مقالات حول القوة الناشئة الاولى في العالم، ان «دورة بكين للالعاب الاولمبية ربما كانت رهانا ينطوي على مجازفة، لكنني اعتبر ان علينا ان نشعر بالارتياح لان امامنا الصين الحالية وليس الصين الماضية». 

وتابع «حين توفي ماو تسي تونغ في 1979 لم نكن نتصور اطلاقاً ان الصين ستصبح اكبر سوق لمنتوجات لـوي فويتون». 

وذكرت استاذة السياسة الصينية في جامعة نوتنغهام ببريطانيا، يي يي لو، ان «هذا الاهتمام قد يكون مصدر ارباك ايضاً لبكين لان كل المواضيع باتت في نظر الرأي العام مرتبطة بالصين». 
واعتبر ليمان ان الدول الغربية «تبقى استعمارية في مواقفها»، مندداً بـ«هستيريا» حقيقية على حد قوله حيال توسيع الصين نشاطها في افريقيا.

وقالت يي يي لو ان «الهند ايضاً لها استثمارات كثيرة في افريقيا»، من دون ان تكترث للشفافية او للادارة الرشيدة في هذه البلدان، غير ان «الغريب ان هذا الامر لم يذكر ابداً». 

وقال المعلق غوردن تشانغ «إن الصين تلقى بصورة عامة معاملة جيدة من جانـب الرؤساء ورؤساء الحكومات الاجـانب. قد توجه اليـها انتقادات غير عادلـة بين الحـين والآخر، غـير ان وضعـها جيد بصورة عـامة». 

وفي ما يتعلق بمسألة حقوق الانسان، اقر ليمان بأن «ثمة بالتأكيد اعراض عقدة اضطهاد لدى الحكومة الصينية»، لكنه ندد ببعض الافكار المسبقة التي لاتزال قائمة.

وقال «لقد تشكلت لدينا في العقود الاخيرة صورة عن التيبت لا تتناسب كثيراً مع الواقع، صورة اقرب الى الجنة، الى مجتمع فاضل». 

وتابع المراقب «لو كنت صينياً لكنت استأت من تصرف الغرب، لكنني لكنت رغبت ايضاً في التخلص من حكومتي»، مبدياً قلقه حيال تزايد حدة الاحساس القومي الذي ظهر خلال احداث التيبت في مارس الماضي والاضطرابات التي اعترضت مسار الشعلة الاولمبية.

ولفتت يي يي لو الى ان النظـام الصيني يسعى الى تحسين صــورته في الخارج من دون التنازل في الجــوهر، مشيرة الى ان الحكومة تلجأ في هذا الاطار الى استشارة مكاتب دراسات دولية للعلاقات العامة.

وهذا السلوك الجديد جعل السلطات الصينية على سبيل المثال تتبنى بشكل واضح وعلني حظر بعض المواقع على الانترنت، فيما لم تكن في الماضي تكشف اي معلومات بشأن الرقابة.
من جهته، رفض تشانغ اي تسـاهل حيال السلطات الصيـنية. 

وقال «لا يمكن لحـكام دولة تجاهر بتسلطـها توقع تغطية اعلامية ايجـابية، لكن قـادة بكـين تمكـنوا رغم كل شيء من الحصـول على قـدر اكبر مما يستحقون من الاشادات».   
تويتر