جاهدة وهبة: تعتزم التعاون مع مارسيل خليفة ووديع الصافي وزياد الرحباني. أرشيفية
قالت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة ان لديها أفكارا ومشروعات للتعاون مع زياد الرحباني ومارسيل خليفة ووديع الصافي، اضافة الى الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، موضحة انها تعمل على مشروع ألبوم بعنوان «جاهدة وهبة تغني أحلام مستغانمي»، بالإضافة إلى مشروعات ابداعية مشتركة وصفتها بأنها «بركانية» بين المطربة والروائية.
واعترفت وهبة بتوجهها في الأعمال التي تقدمها إلى جمهور نخبوي «لا أخفي ان جمهوري يميل إلى النخبوية، خاصة ان القصائد التي أقدمها فيها عمق وكثافة شعرية، لكنني بدأت في اتباع نهج جديد في ما أقدمه من موسيقى، بهدف ان أتسلل إلى أذن العامة، عبر نغمة سهلة عذبة تتيح الوصول إلى قلب المتلقي، بصرف النظر عن مستواه الثقافي والتعليمي». وعن جمهورها من الشباب أضافت «كثيراً ما تستقطب الحفلات التي نقيمها في الدول الغربية والعربية جمهوراً من الشباب، كما سجل ألبوم «كتبتني» نسبة توزيع عالية من المبيعات لم تقتصر على جمهور أو عمر معينين، وعادة ما التقي عناصر شابة تعبّر عن إعجابها بما أقدمه، ما يعني أننا وصلنا بالفعل إلى هذه الشريحة العمرية، ولكن ليس بالكثافة المطلوبة، ولذا أعتقد انه مازالت لدينا مسؤولية في هذا المجال، خاصة ان هذا العصر يملأ آذانهم بالصخب الذي يجعل صورة تراثنا العربي والشرقي ضبابية في نظر الشباب وأذهانهم، على الرغم من ان لدينا مخزوناً كبيراً هو أقرب إليهم». خلل في الساحة وقالت وهبة في حوار مع «الإمــارات اليوم» «المقامات والإيقاعات الموسيقية الشرقية غنية ومتعددة،لكن للأسف لا يستخدم منها إلا مقام واحد يتشابه مع المزاج الغربي، ولا يهتم صنّاع الأغاني سوى بالإيقاعات السريعة، أو الاتجاه إلى المزج بين الشرقي وغيره من ألوان الموسيقى الأخرى كالهندي والشرق أوسطي وغيرهما، بينما لا يمتلك أداء المقامات والإيقاعات الشرقية الأصيلة غير عدد محدود جدا من الفنانين، وهو ما يشير إلى خلل واضح في الساحة الفنية والغنائية العربية، وفي معايير الأداء والصوت والموسيقى». وتمثل وهبة صوتا خاصا في الساحة الفنية في الوطن العربي، اذ لديها مشروع فني يؤكد ان الفن الصادق الأصيل في المنطقة مازال موجودا، ويمتلك مقومات استمراره في المستقبل، إلى جانب ملامح أصالته التي استمدها من التراث الموسيقي والغنائي العربي. ولا تستند المطربة إلى موهبتها الصوتية فقط، بل إلى دراسة متخصصة وقدرة متميزة على تلحين الكلمات حتى النثرية منها، بالإضافة إلى رصيد من الأعمال المسرحية التي قدمتها بالتعاون مع فنانين ومخرجين مسرحيين مثل جواد الأسدي ونضال الأشقر. ورفضت المطربة اللبنانية الصورة النمطية للجمهور العربي، مؤكدة ان «الصور التي يسوقها بعضهم ظالمة، فهو قادر على استيعاب أنماط عدة من الموسيقى وتقبلها، وهو ما اكتشفته من خلال جولاتي في العديد من الدول العربية والغربية، فهناك قابلية كبيرة لدى الجمهور للعودة إلى الطرب الأصيل، والتفاعل معه إذا ما قُدم له». من ألحانها وأكدت وهبة حرصها في ألبومها الأول على تقديم أغنيات من ألحانها الخاصة، لأن التحضير لهذا الألبوم استغرق وقتا طويلا جهّزت خلاله العديد من الألحان التي كانت في انتظار الخروج للنور، معربة عن ترحيبها بالتعاون مع الملحنين «أصحاب الجمل اللحنية الغنية»، كما سبق وتعاملت مع بعض الملحنين حرصاً على التنوّع في ما تقدمه من أعمال، مشيرة إلى ان لديها أفكارا ومشروعات للتعاون مع زياد الرحباني ومارسيل خليفة ووديع الصافي. وأعربت عن عزمها على ألا يتأخر إصدار ألبومها المقبل، كما تأخر ألبومها الأول الذي استغرق اربع سنوات، موضحة «من المؤكد ان الانتظار ليس هواية لدي. ولكن التأخير في الألبوم الأول يعود إلى صعوبات إنتاجية، فقد كان من إنتاجي الخاص، لذلك اخذ وقتاً طويلا، أيضا كنت حريصة على اختيار كل أغنية بدقة، أما الآن فقد أصبحت لدي 11 أغنية جاهزة للألبوم الجديد، كما لدي ألحان أخرى لي ولغيري، لكنها كلها تنتظر توافر فرص الإنتاج» وأوضحت أن «هناك جهات إنتاج تتقاطع أحيانا مع مصالح بعض الشركات التي تهتم بالأعمال الاستهلاكية، وأنها تلقت بعض عروض الإنتاج التي مازالت تقوم بدراستها، على ان تقوم باختيار أفضلها لإصدار الألبوم وتسويقه بما يتناسب مع المجهود المبذول فيه». بين الفن والسياسة وأكدت وهبة ان الأوضاع اللبنانية لها تأثير كبير في نشاط الفنانين «فلم تعد تتاح فرص إقامة حفلات كثيرة، خصوصا خلال فترة الاضطرابات الأخيرة». كما أدت للتأثير في الإبداع العام «فالفنان يعيش وسط هذه الأحداث، ومن الطبيعي ان تتأثر حالته النفسية، ويصاب أحيانا بحالات من الإحباط. لكن الأمل يبقى حاضرا، ونحاول ان تكون صورتنا حاضرة خارج لبنان». واتفقت مع الرأي الذي يذهب إلى ضرورة أن يتحفظ الفنان في التعبير عن آرائه وانتماءاته السياسية حتى لا يخسر جمهوره «فالفنان لكل الشعب، ورسالته يجب أن تكون جامعة لا ان تفرّق وتشرذم، لذا لا يجب ان يتبنى تيارا أو خطابا سياسيا، وفي الوقت نفسه، عليه ان يجاهر بالانتماء للإنسانية، ويدعم كل ما هو حق وخير وجميل». الرواية والغناء وعن علاقتها بالروائية أحلام مستغانمي، قالت الفنانة جاهدة وهبة ان «أحلام صديقة منذ زمن طويل. وقبل معرفتي الشخصية بها، عرفتها باعتباري قارئة نهمة معجبة بنثرها. كما إنني سعيدة بالثنائي الذي نشكله معا، وأعتقد ان هناك تماهيا بيننا في ما تعبر عنه، وما أحس به في اختلاجات روحي. وهذا التماهي جعل الذبذبات الفنية مشتركة، فنحن نتواطأ على ارتكاب الفن، وأعتقد ان التزاوج بين كلماتها والحاني الذي قدمته من خلال بعض أغنيات ألبومي «كتبتني»، يعطي تأثيرا لا بأس به لمسناه لدى فئات مختلفة من الجماهير»، مضيفة «اعمل حاليا على مشروع البوم بعنوان «جاهدة وهبة تغني أحلام مستغانمي»، كما سأقوم بتلحين الموسيقى التصويرية لمسلسل «ذاكرة الجسد» الذي كتبته أحلام، وغناء شارات البداية والنهاية في المسلسل»، بالإضافة إلى أفكار عدة،وصفتها بأنها «بركانية» وستجمع بين الفنانة اللبنانية والروائية الجزائرية. الحلاج وغونتر غراس وعن اختيارها أعمالاً صعبة التلقي في ألبومها «كتبتني» مثل قصائد للحلاج وللروائي الشاعر الألماني غونتر غراس، أوضحت وهبة انها لا تخشى غناء النصوص الشعرية التي عملت عليها كثيرا «خاصة تلك النصوص التي تحمل المستمع إلى عالم من الصوفية والتأمل والبحث في وجود الإنسان والكون والعلاقة مع الآخر، وسط دوامة الحياة التي نعيشها، والتي طغت عليها المادية والاضطراب، بينما أصبح الانسان العربي تائهاً بين ما يدور حوله من عولمة وصدامات»، موضحة ان الأمر نفسه ينطبق على النصوص الصوفية للحلاج وغيره، والتي يزخــــر بها التراث العربي «وفي الوقت نفسه أصبحت مفتقدة في الوقت الراهن في خضم الحياة العصرية، وطغيان التكنولوجيا الحديثة، فهذه النصوص قد تكون حلاً مهماً لما يعانيه العالم حالياً من تطرف وتشدد وصراعات دامية».
وأشارت إلى حرصها على تقديم هذه القصائد في إطار موسيقيّ فريد يجذب المستمع إليها، وهو ما بدا بوضوح في قصيدة غراس «لا تلتفت إلى الوراء» التي جمعت في لحنها بين الأسلوبين الغجري والأندلسي الشرقي، بإيقاعاتهما التي تمسّ مشاعر قوميات مختلفة، وليس العرب فقط.
تلحــين.. وأداء درامي
اعتبرت المطربة اللبنانية جاهدة وهبة ان اتجاهها للتلحين لا يمثل أمرا غريبا، على الرغم من أن «طبيعة الأنثى اقرب للإبداع والابتكار، لكن سنوات القهر والكبت الطويلة التي خضعت لها وعانت منها المرأة على مرّ العصور، أدت إلى اهتزاز ثقة المرأة بنفسها وبقدراتها الإبداعية، وبالتالي تراجعت للاكتفاء بالمهام الأدائية تاركة المهام الإبداعية للرجل». وتجد وهبة في دراستها للفنون الأوبرالية والإنشاد الديني والبيزنطي والسرياني،عوامل تستمد منها تميّزها على الساحة الغنائية، بالإضافة إلى ما لديها من قدرة على الأداء الدرامي تساعدها على التعايش مع القصيدة والارتجال.
|