قصة الطبيعة هي عادة قصة تكافل. فهناك أنواع مختلفة تتجمع في ما يعد الوسيلة الأفضل لرصد أعدائها من الكائنات المفترسة.
وتسمح الأسماك الكبيرة للأسماك الصغيرة بالسباحة معها لتحصل الأخيرة على فتات موائد السادة مقابل تنظيفهم من الفطريات التي تتكون على أجسامهم. ويواصل باحثون أستراليون دراسة نوع من هذه العلاقات مازالت فائدته لمختلف الأطراف غير واضحة تماما، وهم في ذلك يركزون على أنواع من نبات السحلبيات يوجد بها أجزاء تشبه إناث الدبابير هي التي تجتذب اللقاح الذي يعلق بأرجل ذكور الدبابير. وتقول عالمة الأحياء التي تعيش في سيدني، آن جاسكيت، «ظل أثر الخداع على الملقحات (الحشرات التي تنقل اللقاح) أمرا يمكن تجاهله، لكن تبين لنا أن الملقحات قد تتكبد خسائر كبيرة. فالحشرات التي تلقح سحلبيات اللسان الأسترالية كثيرا ما تطلق وتهدر الكثير من المني». والإهدار شيء بغيض في الطبيعة. وقد أصاب هذا الأمر الباحثين في جامعة ماكواري الأسترالية بالحيرة. وقد تبين لهم أنه بمرور الوقت أدركت ذكور الدبابير أنها تتعرض للخداع، ومن ثم تراجع احتمال أن تودع منيها. ويمكن لبعض إناث الدبابير أن تنتج ذكورا وإناثا بشكل لا جنسي، ومن ثم ليست هناك خسارة جسيمة جراء تعرض الذكور للخداع. وتحققت لنباتات السحلبيات فائدة واضحة وهي أنها تلقحت. وقد توقع الباحثون أيضا أن هناك فائدة مضافة في خداع ذكور الدبابير، إذ إن أي فقد للخصوبة بسبب المني المهدر يتم تعويضه مضاعفا بما تنتجه إناث الدبابير من ذكور صغيرة. |