«العربية» تزهو في ماليزيا

 

نجحت مطاعم ماليزيا ومقاهيها في ما فشلت فيه كل المطالبات والقرارات.. ثم التهديدات التي وجهتها بلدياتنا للمطاعم والمقاهي في مدننا وأسواقنا و«مولاتنا» للاعتراف باللغة العربية. ففي كوالالمبور، كما في الجزر والمنتجعات، يبادر النادل الزائرين العرب بقائمة الطعام وقد كتبت بحرف عربي واضح، وصياغة سليمة صرنا نفتقدها هنا في بلادنا.

مطاعم كبيرة ومعروفة، ومقاهٍ ذات أسماء عالمية مشهورة، فروع أكثرها عندنا لايزال لم يسجل اعترافه بلغتنا، لأنه يرانا نسحب اعترافنا بها شيئاً فشيئاً ونقدم عليها لغة «الأصحاب»، لا في المطاعم والأسواق فقط وإنما في نظامنا التعليمي وأجهزتنا الوظيفية. هذه المطاعم والمقاهي العالمية الشهيرة في المدن والجزر الماليزية تُدار بفكر التوجيهات التي ترى في السائح العربي مصدر حركتها ومصلحتها الأول، فتبادله المنفعة وتتبادل معه المصلحة، وتؤكد له حرصها على رضاه. أما عندنا فالفكر مختلف، ورضا أهل اللغة وناطقيها لم يسجل في أولويات هذا الفكر. ولذلك لا حاجة للاستجابة للمطالبات الرسمية، وغير الرسمية؛ لأن الأمور العامة والبيئة المحيطة تؤكد عكس هذه المطالبات.

 ماليزيا دولة لا تستخدم الحرف العربي إلا في كتابة أسماء بعض الأماكن التاريخية والمرافق القديمة، وتستخدم بدلاً منها الحرف اللاتيني للتعبير عن لغتها، ولكن توضع اللغة العربية جنباً إلى جنب «المالاوية» و«الإنجليزية» في كثير من المرافق والأماكن التي تستقبل الزائرين العرب.. ابتداءً من مطار كوالالمبور، كتابة ونطقاً، حتى المطاعم والمقاهي. وربما كان هذا هو سرّ ذلك الذكاء الاقتصادي والاجتماعي الذي جعل من ماليزيا وجهة مفضلة لدى الكثير من أهل الخليج ومواطني دول عربية أخرى، بدلاً من دول أوروبية تستعصي فيها لغة التواصل حتى باللغة الإنجليزية، ناهيك عن روح الاستعلاء ونظرات الشك والريبة والاتهام بما لم يُثبت.  
 
 
تويتر