أميركي في هيروشيما يقود حملة لمكافحة الأسلحة النووية

  ليبر أول أجنبي يترأس مؤسسة ضد «النووي» في اليابان.     أ.ف.ب
 
على مدى سنوات شاطر الناشط الحقوقي ستيفن ليبر وجهة نظر العديد من مواطنيه الاميركيين بخصوص موضوع قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية باعتباره فصلا حتميا للحرب العالمية الثانية لكنه يقود اليوم في هذه المدينة الواقعة غرب اليابان حملة لمكافحة الأسلحة النووية.

وقد اصبح اليوم اول اجنبي يترأس مؤسسة تنشط لمكافحة الاسلحة النووية في هيروشيما وبدأ يسعى لضم بلاده الى هذه القضية.

 

ويقول ليبر (60 عاما) «المرة الاولى التي اتيت فيها الى هنا، لم اكن مهتما على الاطلاق بالقنبلة الذرية ولم اكن افكر بها»، مضيفا ان الاعتقاد السائد كان «انه في حرب ما يتم قتل اعداء، والقنبلة الذرية قنبلة ضخمة وتقتل الكثير من الاعداء، وبالتالي اين هي المشكلة؟».

 

وفي صباح 6 اغسطس عام 1945 ادت قنبلة ذرية اميركية الى مقتل اكثر من 140 الف شخص على الفور في مدينة هيروشيما وإصابة عشرات آلاف آخرين قضوا لاحقا متأثرين بإصابتهم بالاشعاعات او الحروق. وبعد ثلاثة ايام على اول هجوم نووي في العالم، ألقيت قنبلة ثانية على مدينة ناغازاكي غربا ما أدى الى مقتل 70 الف شخص. واستسلمت اليابان في 15 اغسطس ما ادى الى نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

وبعدما قرأ الكتاب الياباني «اطفال هيروشيما» الذي يصف معاناة ضحايا القنبلة الذرية، غير ليبر موقفه بشكل كامل. وقال ان قراءة الكتاب «دفعتني فجأة الىالتفكير بآثار القنبلة على المجتمع»، مضيفا «الآن اعتبر القنبلة الذرية بمثابةجريمة حرب». لكن ليبر لم ينضم مباشرة الى دائرة الناشطين من اجل السلام.

 

وفي العام 1998 حين اجرت الهند وباكستان اولى تجاربهما على القنابل الذرية واعلنتا انهما اصبحتا قوتين نوويتين - ما أثار صدمة سكان هيروشيما وناغازاكي- ادرك ليبر ان عليه بدء التحرك.

 

وفي العام 2007 كان ليبر أول أجنبي يعينه رئيس بلدية هيروشيما رئيسا لمؤسسة هيروشيما للثقافة والسلام، المتحف المخصص لذكرى ضحايا القنبلة الذرية.

 

وأسهم في تنظيم معرض في الولايات المتحدة لكنه اكد انه لاقى حتى الآن تجاوبا متفاوتا.  وقال إن «الاميركيين الذين تفوق اعمارهم 70 عاما والذين حقدوا فعليا على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية لا يزالون يكنون مشاعر الضغينة، ولا يحبذون سماع الحديث عن ضحايا».

وأضاف «في المقابل فإن الشبان ليست لديهم كل هذه الاحكام المسبقة، وبعد لقاء مع ناجية من القنبلة الذرية اصيب العديد من المشاركين بصدمة وقدموا بأعداد كبيرة بعد ذلك للاعتذار منها باسم الولايات المتحدة وعرض ما يمكنهم تقديمه».

 

ويقول ليبر إن استراتيجيته ليست السعي للحصول على اعتذارات عن الماضي. وأوضح «قلــت ذلك منذ البداية، نحن لسنا هنا من اجل الحديث عن الماضي، ولا نتهم الولايات المتحدة بشيء. كل ما يمكننا القــيام به هو تحذيركم بخصوص المستقبل»، وعبر عن امله بأن تحظى مسألة حظر الاسلحة النووية -وليس فقط وقف انتشارها-بالمزيد من الاهتمام خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية.

 

وقال «إن السلاح النووي ليس مجرد سلاح اضافي، سيؤدي الى قتلنا جميعا وعلينا اننتعلم كيفية ضبطه وكيفية ضبط عنفنا بشكل عام، هذه هي رسالتنا الجوهرية».

 

ويسعى ليبر مستقبلا الى اعتماد معاهدة دولية -بروتوكول هيروشيما-ناغازاكي-تحظر السلاح النووي في العالم.

 

ويقوم سكان هيروشيما ومدن اخرى بجمع تواقيع على أمل عرض البروتوكول امام الامم المتحدة بحلول أكتوبر .2009

تويتر