توابع الإجازة.. تثاؤب وكسل في وقت الدوام

البدء بنشاط في أول يوم من الأسبوع يحتاج إلى تنظيم.        فوتور.كوم


لا يعدّ الدخول في جو العمل بعد العطلة الأسبوعية، أو الإجازة، من الأمور السهلة، فغالباً ما يلازمنا كسل الإجازة في أول يوم عمل بعد نهايتها، ونشعر أحيانا بأننا لم نحصل على القسط الكافي من الراحة، أو ان مزاجنا مازال مشدودا لتفاصيل العطلة الأسبوعية، وغير مؤهّل للعمل، والواقع ان بعض الأخطاء التي قد نقع فيها، بطريقة تعاملنا مع العطلة الأسبوعية، تؤثر في نشاطنا وتعاملنا مع بداية الأسبوع، ومن ذلك ارتباك النظام الغذائي خلال العطلة، وكثرة النوم، وارهاق الذهن، والكسل المفرط.

 

بداية منظّمة

تقول فاطمة زين الدين عن جو العمل في اليوم الأول من الأسبوع، «لا أرى نفسي متعبة في اول يوم عمل بعد العطلة الأسبوعية، لأني انسق عملي بطريقة تسمح لي ببداية اسبوع خالٍ من الأمور العالقة والتي تأخرت في انجازها»، تستدرك بالقول، «لكن راحتي في مكان العمل تلعب دورا في بدء اول يوم من الأسبوع بنشاط، لأنني ارى ان يوم الأحد ليس سهلا عموما، واحيانا يشعر المرء بأن راحته لم تكن كافية خلال العطلة، لكن السعادة في المكان الذي نعمل فيه تبعد هذا الشعور او تخففه على الأقل»، وتوضح زين الدين «يمتد عملي الى ايام العطل الأسبوعية من دون ان اتمكن من فعل شيء لمنع ذلك، وهذا العمل في الإجازة يشعرني بالتعب والخمول، بالإضافة الى  ازدحام السير الذي نواجهه للوصول الى مكاتبنا في صباح كل يوم، ويؤثر في نشاطنا. لكن في المقابل، يمكن القول ان التنظيم الجيد للعمل يؤدي الى الراحة والنشاط».

 

تحضير مسبق

ويقول هادي فاروق، الموظف في شركة علاقات عامة، إنه يعد لبداية الأسبوع منذ يوم السبت، ويقول «ابدأ بالإعداد ليوم الأحد منذ يوم السبت؛ فأنام في وقت مبكر كي اتمكن من بدء اسبوع العمل بنشاط، لكنني ارى انه مهما حاولنا ليس سهلا السيطرة على الكسل والتثاؤب في اول يوم عمل»، ويتابع، «أؤدي عملي على نحو جيد، على الرغم من الكسل الذي يلازمني في يوم العطلة، بسبب اعتيادي  الاستيقاظ في وقت متأخر. لكنني ألاحظ ان انجازاتي في هذا اليوم تكون اقل من بقية ايام الأسبوع، كونه اليوم الأكثر ازدحاما بالأعمال».

 

تغذية متعبة

ويتخذ بعض الأشخاص من يوم العطلة فرصة للأكل بطريقة بعيدة عن النظام والالتزام، لذا يعد التركيز على النظام الغذائي في العطلة الأسبوعية  من الأمور المساعدة على تأمين النشاط. وتلفت الاختصاصية في المكملات الغذائية والصيدلانية سمر بدوي الى اهمية ذلك بالقول «ان الشباب يقضي معظم ايام الأسبوع في تناول الوجبات السريعة، لذا تعتبر العطلة الأسبوعية فرصة لكسر الروتين من ناحية، وكذلك للاستمتاع بالوجبات العائلية الدسمة من ناحية ثانية، لذا يتخذ موضوع الأكل في العطلة الأسبوعية تأثيرا ذا حدين؛ لأن الجهاز الهضمي يؤثر في الجهاز العصبي، وبالتالي هذا يؤدي الى تأثير سلبي او ايجابي، فالتأثير الإيجابي يؤمّن النشاط والمزاج الجيد والشعور بالهدوء والراحة، في حين ان التأثير السلبي يؤدي الى حالة من التوتر والخمول».

 

وجبات خفيفة

ويقتضي الحفاظ على النشاط في ايام العمل، اتباع نظام غذائي مرن، وفقا لما اكدته بدوي التي قالت ان علينا أن نحاول، قدر الإمكان، عدم اللجوء الى وجبة رئيسة في المساء، أي ان تكون الوجبة الرئيسة الدسمة خلال النهار، قبل الساعة الرابعة ظهرا، لأن عملية هضم المواد واستقلابها في الجسم تكون بطيئة، وبالتالي اعتمادنا بعض الأطعمة كالكربوهيدرات والسكر والنشويات والبروتينات يتطلب فترات طويلة للهضم تتراوح بين الساعتين والثلاث ساعات، ما يعني ان الجسم سيستهلك طاقته خلال فترة المساء لهضم الطعام، فينام المرء من دون طاقة، ويستيقظ متعباً»، وتتابع بدوي، «آخر وجبة يفضل ان تكون قبل النوم بثلاث ساعات، على ان تكون وجبة خفيفة وقليلة السكر، بالإضافة الى أنني انصح بعدم الإكثار من شرب الماء والسوائل مساء، كي لا تسبب الأرق او احتباس السوائل اللذين بدورهما يؤديان الى التعب والكسل»، ومن الأمور التي يجب الابتعاد عنها في فترة المساء ايضا، كما تقول بدوي، «الأملاح، وكذلك الفاكهة الغنية بالسكر، اذ يمكن الاكتفاء بتناول بعض الحبوب مع الحليب القليل الدسم، ما يعد وجبة سهلة الهضم».

أما بداية النهار بنشاط فتحتاج الى عناية بالغذاء الصباحي، اذ لفتت بدوي الى ضرورة بدء النهار «بشرب كوب من الماء الدافئ مع ملعقة عسل، ويضاف الى الكوب بضع قطرات من الليمون. في حين ان الفطور يجب ان يتضمن شيئا حلوا كالمربى او قطعة من الشوكولا الداكنة التي اثبتت الدراسات تأثيرها في هرمون السعادة».

 

تنظيف الجسم

وتضيف بدوي أن وجود فترة زمنية فاصلة بين الوجبات أمر غاية في الأهمية «ويجب الا تقل عن الأربع ساعات، مما يسمح للجسم بهضم الوجبات». وكذلك نوّهت بعدم الخلط بين المواد التي نتناولها، بمعنى ألا نتناول الحلوى مباشرة بعد الوجبة او المالح، اذ لابد من ترك مدة زمنية فاصلة بين اوقات تناول هذه الأطعمة. أما الشوكولا والشيبس وغيرهما من المواد فيمكن ان تستهلك خلال النهار وليس مساء، وقالت بدوي «العطلة الأسبوعية هي فرصة للأشخاص الذين يحبون تنظيف الجسم من الترسبات والسموم، ولكن هناك من يأخذها فرصة للأكل بطريقة بعيدة عن النظام».

 

صباح مشرق

وقالت اختصاصية الطب النفسي الدكتورة رقية مكارثي ان كل يوم عمل يجب ان نبدأه على انه اول يوم لإثبات الذات والإبداع، وتقول «على الإنسان ان يبدأ نهاره بالتوقع بأنه سيتمتع به، وانه فرصة جديدة للحياة، ولكن على الا يعني هذا الاستمتاع نسيان الشق الجدي من الحياة، ولهذا ادعو الى الاستمتاع بالعطلة الأسبوعية كي تكون فرصة للتمتع بالنشاطات وممارسة الهوايات التي تسعد المرء»، وأضافت «شخصيا ابدأ نهاري بالدعاء، واحمد الله على ما منحني إياه من امور جيدة في حياتي، الأمر الذي يمنحني الأمل والقدرة على العطاء. وهو امر نفسي لأننا ان حمدنا الله على الأمور الإيجابية التي اعطانا اياها، فهذا يؤثر في مزاجنا بلا شك».

 

استرخاء واستجمام

وتنصح مكارثي بالابتعاد عن العمل في العطلة الأسبوعية، وتقول «لا بد ان نبذل جهداً كي لا يتسلل العمل إلى العطلة الأسبوعية، وأن يقتصر استغلالها على الأمور الشخصية، كي نتمكن من بدء اسبوع جديد بنشاط»، أما اسباب غياب النشاط عند الكثيرين في بداية الأسبوع، فقد عللته مكارثي بالقول «ان عدم الراحة في العمل يدفع الى الإحباط والملل وعدم النشاط في كثير من الأحيان وليس في اليوم الأول فحسب. بالإضافة الى ان المحبطين هم غير قادرين على بدء العمل في ساعات الصباح الأولى؛ لأن نشاطهم يبدأ بعد الساعة الرابعة أي حين يبدأ الإحباط بالزوال. لذا انصح الناس، لا سيما من يبدأ اول يوم عمل بطريقة قليلة النشاط، بمحاولة الاسترخاء والاستماع الى الموسيقى الهادئة، والقيام باليوغا، والقراءة».

 من أجل يوم غير مرهق

تساعد بعض الخطوات المهمة على بدء الأسبوع بنشاط، وألا يكون أول أيام العمل يوما مرهقا، ومن ذلك:

 

 محاولة الحصول على افطار صحي أول أيام الأسبوع على نحو خاص، علما أن مهمة تأمين الفطور الصحي يجب ان تكون مهمة يومية، ولكن ان لم يكن سهلا علينا القيام بذلك يوميا فلنحرص على القيام بذلك في أول أيام الأسبوع، ومن المستحسن تناول العصير، وبعض حبوب الإفطار، ونوعا من انواع البروتين، وإلا سنعرّض انفسنا الى هبوط في معدل السكر في الدم، وبالتالي هذا يعني ان حركتنا ستكون أبطأ خلال النهار.

 

تأجيل بعض الأعمال الى بقية ايام الأسبوع، والابتعاد عن ارهاق انفسنا في أول يوم عمل.

 أجالابتعاد عن القيام بالكثير من المهمات الروتينية مساء يوم السبت.

 لاالوصول للعمل بشكل مبكر لأن التأخير يؤدي الى الشعور بأننا غير قادرين على انجاز الأعمال المطلوبة منا.

 

التخلص من الأعمال المطلوب انجازها في اليوم الأخير من الأسبوع، ما يعني ان العطلة الأسبوعية ستكون رائعة.

 

 العمل على تناول وجبة خفيفة ليل السبت لمنع التأثير في القلب لأن الوجبات الدسمة ترهق القلب، وبالتالي ترهق الجسم كله.

الأكثر مشاركة