خلافات في «الوطني» المصري بسبب مسرحية تتناول «مبارك»

مبارك الابن بين قياديي الحرس القديم في الحزب الوطني.   أرشيفية - غيتي


وقعت خلافات داخل الحزب الوطني الحاكم في مصر بسبب عرض مسرحية بعنوان «كله في البلالة» تتناول شخصية الرئيس حسني مبارك حيث رفضت القيادات الامنية الخاضعة لسيطرة الحزب الموافقة على عرض المسرحية فيما وقفت «لجنة السياسات» والتي يترأسها جمال مبارك-نجل الرئيس-  مع عرضها فوراً. 

 

وأكد مخرج ومؤلف المسرحية رامي قطان  «انه يحظى بتأييد قيادات فاعلة داخل الحزب  الوطني» وساندت عرضه المسرحي .

 

وقال قطان «إن المشهد المسرحي الذي يظهر فيه الرئيس جاء عقب طلب الناس منه التدخل  لسرعة انقاذهم من الفاسدين».

 

وناشد «قيادات الوطني التي تقف خلفه في السر لإعلان موقفها علانية حتى ينتصر الفن  للحرية».

 

واوضح قطان «ان اجهزة الامن استدعته واجرت معه تحقيقاً مطولاً حول السبب بالزج باسم الرئيس على حد وصفهم واطلعوا على كل تفاصيل العمل ثم رفضوا العرض بحجة عدم الحصول على تصريح الرقابة».

 

وقال رامي «إن لجنة السياسات بما فيهم نجل الرئيس مع عرض المسرحية بينما تعارضها مجموعة من الحرس القديم التي لم تعد قادرة على أن تتجاوب مع التغيرات التي يشهدها الحزب ومصر والعالم».

 

وكشف قطان «انه تقدم في 3/8/2008 بشكوى الى لجنة السياسات بالحزب الوطني يطالبها بالتدخل المباشر لدى أجهزة الأمن المصرية وانقاذ العمل الذي اكتملت كل عناصره الفنية وجاهز تماماً للعرض» مبدياً «ثقته في وقوف قيادات الحزب  الحاكم الى جانب حرية الابداع».

 

واوضح رامي «ان المسرحية تكشف الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب المصري في كل  تفاصيل حياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية». وقال إن المسرحية امام عجز الحكومة واستهانتها بابناء الشعب تسرد أن «مجموعة مسؤولين توصلوا إلى حل يلهي الناس عن المشكلات وهو صناعة حلوى شعبية يوضع مخدر بها اسمه (البلالة) يوزع مجاناً على جميع افراد الشعب فيغيب الوعي عن الناس وينسون متاعبهم  ويتذكرون فقط الصراع  في ما بينهم للحصول على اكبر قدر من الحلوى رائعة الطعم».

 

من جهته اعتبر الناقد الفني طارق الشناوي ان «منع المسرحية قبل عرضها على الجمهور من قبل اجهزة الامن يشكل سابقة خطيرة حيث من المعتاد ان تقوم الرقابة بهذا الدور وليس اجهزة الامن، كما ان الاعمال المسرحية في مصر اكتسبت مساحات كبيرة من الحرية التي جعلتها تتناول شخصية الرئيس والوزراء بالنقد في كثير من الاعمال».

 

 واوضح الشناوي «ان شخصية الرئيس يتم  تناولها بالنقد في الصحافة المصرية كل يوم وما تقوم به جريدتا الدستور والعربي الناصري يشكل  اعلى عملية نقد لرئيس مصري منذ قيام ثورة يوليو 1952». وتابع «ان الاعمال الفنية والصحافية كسرت المقدس في شخص الرئيس ولا يجوز  الارتداد عن  هذه المكاسب».

 

وتوقع الشناوي «ان تعرض المسرحية تحت  ضغط المثقفين خصوصاً وان المسرح الحر يكتسب كل يوم مساحات جديدة ومبشرة».

 

بدوره كشف القيادي في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) د. يحيى القزاز «ان قطان ينتمي للحزب الوطني وكان له دور فاعل في  مساندة مبارك في الانتخابات الرئاسية الماضية ووقف في اعماله المسرحية ضد  قوى المعارضة».

 

 وقال القزاز «شاهدت عروضاً سابقة لفرقة  امواج البحر التي شكلها مؤلف مسرحية (كله في البلالة وكانت في معظمها مؤيدة للحكم».

 

  واضاف «يبدو ان هناك صراعاً داخل الحزب الحاكم الهش حيث لاتزال هناك فئة داخل الحزب تؤمن بفكرة الحاكم الإله الذي لايجوز الاقتراب  منه حتى لو كان هذا العمل في جوهره لصالح  الرئيس».

 

 واعتبر القزاز «أن صدام الأمن مع عمل فني  ينتجه ويخرجه مبدعون  ينتمون للسلطة يؤكد من جديد انه لا يوجد أي امل اصلاح داخل النظام المصري» موضحاً «رغم اختلافي مع العمل الذي يجسد شخصية مبارك كمنقذ إلا انني اقف مع  حرية الابداع حتى لو كانت لاعضاء الحزب الحاكم  الذي لا امل فيه من أصغر  عضو الى  رئيسه الأعلى».

تويتر