أحداث موريتانيا تقرر مصير فكرة الانقلابات العسكرية

جندي موريتاني يتحرك في محيط القصر الرئاسي بعد الانقلاب.   أ.ب  
 
يعكس انقلاب موريتانيا أزمنة كان استيلاء الجيش فيها على السلطة بمثابة وباء في افريقيا، لكن التنديد السريع من داخل القارة يشير الى انه لن تكون هناك عودة الى الايام السابقة السيئة.

والانقلاب، الذي وقع  الأربعاء الماضي، به كل عناصر الأسلوب القديم لمحاولات الانقلاب الإفريقية، حيث استولى قادة عسكريون على السلطة عندما حاول الرئيس سيدي محمد ولد شيخ عزلهم.

لكن بينما أحدث دولة منتجة للنفط في افريقيا، مازالت عرضة للحكم العسكري، واخر انقلاب ناجح كان في نفس البلد منذ ثلاث سنوات، فإن افريقيا ككل تخلصت من شهرتها كمرادف للاستيلاء على السلطة بوسائل العنف.

وبينما كانت منظمة الوحدة الإفريقية القديمة تشتهر بتقاعسها عن التدخل أو حتى التعليق على اعمال العنف والحكم الاستبدادي في الدول الاعضاء، فإن المنظمة، التي تكونت بعدها منذ عام 2002، وهي الاتحاد الافريقي، اتخذت مساراً جديداً تمثّل في ردود فعل علنية. وسارع الاتحاد الافريقي الى التنديد بالانقلاب في نواكشوط مثلما فعل في محاولة فاشلة للاستيلاء على السلطة في تشاد في فبراير الماضي، وارسل مفوض السلام والأمن الى موريتانيا.

ولم يقع سوى عدد ضئيل من الانقلابات في افريقيا في السنوات العشر الماضية، مقارنة مع الانقلابات التي وقعت في الفترة من الستينات الى الثمانينات، قبل ان تنهي جهود التحول الديمقراطي هذا الاتجاه في التسعينات. وفي الفترة بين التحركات الأولى نحو الاستقلال من الاستعمار في الخمسينات وحتى عام 2004، وقع أكثر من 80 انقلاباً في افريقيا، لكن معظمها كان في العقود الاولى.

وقال خبراء في تلك الفترة إن الانقلابات كانت تؤدي الى مزيد من الانقلابات، حيث اعتاد ضباط الجيش الساخطون على عزل الحكومات في انحاء القارة.

وبالإضافة الى الاتجاه نحو الديمقراطية في التسعينات، فإن العوامل الاقتصادية القوية بدأت تؤثر كرادع قوي للاستيلاء المسلح على السلطة، ويقول الباحث بمؤسسة ستراتفور للأبحاث مارك شرويدر، انه بينما الانقلابات التقليدية في تراجع فإن كثيرين من الحكام الأفارقة أظهروا تردداً في التخلي عن السلطة التي استولوا عليها بطريقة غير دستورية. وقال «يوجد كثير من اعضاء الاتحاد الإفريقي في السلطة الآن لأنهم جاؤوا عن طريق انقلاب». ويعتقد شرويدر ان عدم تقبل الانقلابات، في الوقت الحالي، بين الزعماء الافارقة ربما كان مرجعه الخوف من ان يصبحوا هم انفسهم ضحايا إذا أصبح استيلاء الجيش على السلطة اتجاهاً سائداً مرة اخرى.

لكن الاتحاد الإفريقي تدخل بقوة في العديد من الصراعات في السنوات الأخيرة. 

وفي كينيا كان الاتحاد الافريقي من المفاوضين الرئيسين الذين دفعوا الاطراف المتنازعة الى تشكيل حكومة لاقتسام السلطة أنهت اعمال العنف الدامية بعد الانتخابات.

وشاركت قوات افريقية في هجوم في مارس الماضي أطاح بزعيم التمرد فيجزيرة  انغوان، بعد ان تحدى الحكومة في جزر القمر بالمحيط الهندي.
تويتر