الخوف الافتراضي!
| |
أحالت نيابة دبي أخيراً متهماً بريطانياً إلى المحكمة لاتهامه بالادعاء بوجود قنبلة معه أثناء استقلاله طائرة تابعة لطيران الإمارات، واعتدائه على رجل وامرأة بعد أن لعبت الخمر برأسه، وقبل فترة أدانت محاكم دبي أميركياً اعتدى على مواطن بالضرب في الشارع العام، وجميعكم يعلم تفاصيل قضية ميشيل بالمر البريطانية التي انتهكت حرمة المجتمع بأسره، وأصرت على ارتكاب أفعال مخلة على الشاطئ أمام مرأى ومسمع الجميع. إحالة المتهمين من هاتين الجنسيتين تحديداً إلى المحاكم، وإيقاع العقوبات القانونية عليهم في حال انتهاكهم القانون، حالهم حال جميع الجنسيات الأخرى، والتي يفوق عددها المائتي جنسية في الإمارات، هو الحل الأفضل لإنهاء حالة «الخوف الافتراضي» التي تسيطر على عدد كبير، وربما كبير جداً، من المواطنين والمقيمين وحتى المسؤولين الذين يخشون أحياناً لدرجة الخوف الشديد من البريطانيين والأميركيين، فيعتقدون أنهم فوق القانون، وفوق سلطة الدولة، ويضعون على رأسهم ريشة، تمكنهم من فعل ما يريدون في الشوارع والمراكز التجارية والبلد بشكل عام، دون أن تطالهم سلطة القانون! نعم هناك حالة خوف «افتراضي»، وأؤكد هنا على كونه «افتراضياً» في مخيلة الكثيرين، بينما الحقيقة هي أن القانون غير بعيد عن هؤلاء وغيرهم، لكن شريطة أن تصل المخالفة أو الجريمة الى النيابة والمحكمة، فالمذنب منهم أمام القانون مذنب، ولا يجوز استثناؤه من العقوبة، لكن المشكلة كانت في سيطرة حالة الخوف التي أعنيها، فتتسبب في عدم وصول هؤلاء إلى ساحات القضاء. الكثير يتغاضون عن أخطاء الأميركيين والبريطانيين والأجانب بشكل عام، نظراً لصورة نمطية في مخيلتهم، تجعلهم يظنون أن الشكوى على مثل هؤلاء هي مجرد مضيعة وقت، وفي أحيان كثيرة تصدق هذه النظرة، لأن الشكوى فعلاً قد لا تصل، لأن هناك أيضا خوفاً افتراضياً من الشرطي أو الملازم أو أصحاب الرتب الدنيا من قبول شكوى ضد أميركي، لاعتقادهم بأن لا فائدة أيضاً من ذلك، فالهاتف النقال جدير بأن يجلب اللوم على الشرطي، ويطلق سراح المتهم، مصحوباً بكلمات الاعتذار الجميلة! وبسبب هذه النظرة، وجدنا فجأة أن هذه التصرفات بدأت تنعكس على هؤلاء الأجانب، فصدقوا أنفسهم، ووصلت الثقة المفرطة لديهم في جعلهم ينتهكون القوانين، ولا يأبهون للتعليمات، بل لا يحترمون أحداً من المدنيين أو العسكريين، ووصل بهم الأمر إلى التصرف بفوقية واستخدام الكلمات والحركات لإذلال من يريدون دون خوف أو ريبة، ومثل هذه النظرة جعلت ميشيل بالمر «تحمر عينها»، وتختار مع صديقها المكان المناسب لهماألا لأداء فعل فاضح بوقاحة وعنجهية! وأعتقد أن الإصرار على الشكوى، وتحويل المتهمين من هاتين الجنسيتين وغيرهم إلى النيابة، ومن ثم إلى المحاكم، وتطبيق قانون العقوبات عليهم دون استثناءات، هو الحل الوحيد لإلغاء حالة «الخوف الافتراضي» هذه من المجتمع، ونلغي أيضاً حالة الغرور والفوقية التي يعيشها بعض البريطانيين والأميركيين انعكاساً للنظرة الخائفة التي تحدثت عنها! نحن دولة تتبع سياسة متفتحة في التعامل مع الجميع، ونحن شعب طيب «زيادة عن اللزوم» في أحيان كثيرة، ولكن من ينتهك القانون، ويتجرأ على المجتمع وأساسياته يجب أن يلقى عقابه، مهما كانت جنسيته، هذا هو الحل الوحيد لفرض احترام الجميع لنا ولقوانيننا.. فهل تكون بالمر وغيرها عبرة لمن لا يعتبر . |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news