لغتنا هويتنا
«المنطقة محجوز تام»
كتبت إدارة إحدى الشركات تحذيراً لمنع الوقوف في منطقة تحميل السيارات، فجاء التحذير مملوءاً بالأخطاء، فبدلاً من أن تكتب: هذه المنطقة محجوزة تماماً لسيارات التوزيع، جاء التحذير كالتالي: «هذه المنطقة محجوز تام للسيارات التوزيعة»، والغريب في الأمر أن التحذير نفسه مكتوب بلغة إنجليزية سليمة من الأخطاء، ما يدل على عدم الاهتمام باللغة العربية.
أخطاء شائعة يقولون: حلّ في القسم عضو جديد، وحل فلان في بلدتنا، حلت في بلادهم ضائقة مالية، وتحل في منزلنا ضيفًا عزيزًا.
وقال ابن منظور: حلّ بالمكان، وحلّه، واحتل به، واحتله نزل به، وكذلك حلّ بالقوم، وحلَّهم، واحتلّ بهم، واحتلهم. والأصل في هذا الفعل أن يتعدى بالباء، ووصوله إلى المفعول له بنفسه فرع عن ذلك. وفي القرآن الكريم }وأنت حل بهذا البلد{(البلد42) يق يستعملون في الحياة التعليمية، وفي مجال التأثر والتأثير قولهم: تتلمذ عليه فيقولون: تتلمذت على الشيخ الفلاني، تتلمذ البحتري على أبي تمام، وكان أبويوسف يتتلمذ على أبي حنيفة. ولكن هذه الكلمة (تلميذ) ضعيفة الصلة بالأصول العربية، ولم يمنع ذلك من استعمالها وانتشارها كما نجد اليوم مع شيوع التعليم وكثرته واشتقوا منها منذ القديم أفعالاً كثيرة، ولكنهم عدّوها باللام، فقالوا: تَلْمَذَ له، أي: صار له تلميذاً، ولذا فالصواب أن نقول: تتلمذت للشيخ الفلاني، وتتلمذ البحتري لأبي تمام، وكان أبويوسف يتتلمذ لأبي حنيفة وهو تلميذ له، ونقول: استفدت من التلمذة له. أسماء ومعانٍ غانية
من كانت في غنى عن الزينة لأن جمالها يغنيها عن وسائل التجميل، فهي غانية والجمع غوان. يقول أمير الشعراء شوقي:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء. غادة الأغيد من النبات: الناعم المتثني، ومن الناس: الوسنان المائل العنق، والغيد التمايل، والغادة من الفتيات: الناعمة اللينة الريا، والغيداء الناعمة المتثنية.
غسان ابو قبيلة من اليمن، وهو اسم يوحي بحدة الشباب وجماله وروعته.
فادي
من يفدي غيره بنفسه او بماله ويخلصه وينقذه مما هو فيه، والفداء جميل، فهو لون من التضحية والإيثار. أمثالنا «إذا لم تغلِبْ فاخلِبْ» فاخلب: أصل الخلابة الخداع، والمعنى: إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء فاطلبها بالرفق والمُداراة. ويمكن أن يضرب في الحرب، فهي خدعة.
أعلام أبو عمرو بن العلاء عاش بين عامي 70 و154 هجرية، وهو أحد القراء السبعة «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي»، كان أعلم الناس بالقرآن الكريم والعربية، وله الفضل في جمع كثير من الأشعار، وتتلمذ له كوكبة من علماء العربية مثل يونس بن حبيب، والأصمعي الذي قال عنه: سألت أبا عمرو عن ألف مسألة، فأجابني بألف حجة. وكانت كتبه عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتاً إلى السقف، ثم انه تنسّك فأحرقها كلها، فلما رجع إلى علمه الأول لم يكن عنده إلا ما حفظه بقلبه.
قطوف خطبة منزوعة الراء قال واصل بن عطاء في خطبته التي تخلو من حرف الراء، وذلك لعيب في لسانه: «الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه؛ فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خلق، ولم يخلقه على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعاً، وعدله اصطناعاً، فأحسن كل شيء خلقه، وتمم مشيئته، وأوضح حكمته؛ فدل على ألوهيته، فسبحانه لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كل شيء لعظمته، وذل كل شيء لسلطانه، ووسع كل شيء فضله، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، إلها تقدّست أسماؤه، وعظمت آلاؤه، وعلا عن صفات كل مخلوق، وتنزه عن شبيه كل مصنوع؛ فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصى فيحلُم، ويُدعى فيَسمع، ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون».
طرائف النحويين 2 قدم على أبي علقمة النحوي ابن أخ له، فقال له: ما فعل أبوك؟ قال: مات. قال: وما علته؟ قال: ورمت قدميه. قال: قل: قدماه. قال: فارتفع الورم إلى ركبتاه. قال: قل: ركبتيه. فقال: دعني يا عم، فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا. ق قال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجانبهما السفرجلتان، ودونهما الرمانتان؟ أجاب البائع: بضربتان، ولكمتان، وصفعتان، «فبأي آلاء ربكما تكذبان».
عذب الكلام قال أبوذؤيب الهذلي في الرثاء: أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجـَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِبـًا مُنذُ ابتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعًـا
إِلا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنــَّهُ
أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ ووَدَّعوا
أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني حَسْـرَةً
بَعدَ الرُقـادِ وَعَبرَةً لا تُقلِـعُ
وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكـاءَ سَفاهـَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّـةُ أَقبَلَت لا تُدفـَعُ
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَهـا
أَلفَيتَ كُلَّ تَمـيمَةٍ لا تَنفَعُ
وَتَجَللادي لِلشامِتينَ أُريهـِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالنَفسُ راغِبـِةٌ إِذا رَغَّب
فَإِذا تـُرَدلا إِلى قَليلٍ تنفع
الخط الكوفي
نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة بالعراق. وقد استخدم في الكتابة العادية، وفي كتابة المصاحف بشكل خاص قبل القرن الرابع الهجري. ويُعد الخط الكوفي من أبرز الخطوط التي استخدمت في الزخرفة المعمارية، وفي التركيبات الفسيفسائية وغيرها. في الصورة لفظ الجلالة «الله»، بالخط الكوفي ذي الأحرف المجدولة.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news