محمد يحول منزله إلى ورشة

محمد صقل موهبته بدراسة الميكانيك في معهد التكنولوجيا التطبيقية.      الإمارات اليوم


احتلت قطع غيار السيارات والإطارات القديمة وزيوت التشحيم غرفة النوم الخاصة بالشاب المواطن محمد خلفان بن عبيدان السويدي «22 عاماً» المشغوف بالسيارات والعاشق لتفاصيلها، إلى حدّ جعله يدرس الميكانيك لصقل موهبته التي لازمته منذ كان طفلاً.

 

وخلال السنوات الماضية أمضى محمد جلّ وقته في البحث عن السيارات وإصلاح أعطالها، وحرص على التعلم من خبرات العاملين في المناطق الصناعية بالشارقة، وظل يتنقل يومياً  منذ الصباح حتى ساعات المساء، بين محال صيانة السيارات، ويشمر عن ساعديه للعمل في المهنة التي طالما أحب ممارستها، على الرغم من أنه لم يسلم من آثارها، إذ بدت واضحة على ذراعيه ويديه على شكل حروق هنا وجروح هناك.

 

ويروي محمد الذي يعمل في الشرطة، قصة شغفه بصيانة السيارات وإصلاحها قائلاً: «حين كان عمري 12 عاماً كنت معروفاً لدى جميع العاملين في المناطق الصناعية بالشارقة، ولا يمضي يوم من دون أن أزور كراجات صيانة السيارات، إذ كنت شغوفاً بمراقبة  العاملين والمتخصصين في هذا المجال، وأستفسر عن أعطالها وطريقة إصلاحها، وحينها أدركت أن تعلقي بالميكانيك لم يكن عابراً، فقررت أن أتوّج هذه الهواية بشهادة».

 

وتابع محمد «التحقت بمعهد التكنولوجيا التطبيقية في الشارقة، وحصلت على دبلوم ميكانيك بمعدل جيد، وعندها بدأت أشق طريقي نحو احتراف هذه المهنة»، مضيفاً «لدي الكثير من الزبائن الذين يعتمدون على خبرتي في إصلاح مركباتهم، خصوصاً في ما يتعلق بأعطال الماكينة، وأصبحت أقدم خدماتي لإصلاح الأعطال في محال عدة، وغالباً ما كنت أعمل بالمجان». وأكد أنه يشعر بسعادة كبيرة بهذا العمل، ولا يخجل منه ويعتبره فناً.

 

ويتابع محمد: «مع تزايد ثقة الزبائن بي قررت استقبال سياراتهم المعطلة أمام منزلي». مشيراً إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، «إذ إنه جلب لي بعض المتاعب، فالجيران اشتكوا من كثرة الإزعاجات، والعمل حتى ساعة متأخرة من الليل، كما أن المنزل غير مهيأ للعمل، الأمر الذي يدفعني للاستعانة بورش أخرى، والعمل بنفسي على إصلاح سيارات زبائني».

 

وتصف والدة محمد هوس نجلها بصيانة السيارات بأنه فوق العادة، وقالت: «يحب السيارات لدرجة أنه يشتري سيارات قديمة بأسعار رخيصة لا تتعدى 300 درهم ويحاول إدخال تعديلات عليها وإصلاح أعطالها أمام المنزل، فكثير من صديقاتي وأقربائي أطلقوا لقب «كراج بن عبيدان» على منزلنا، والسبب سيارات محمد».

 

وأضافت الوالدة «أمنيتي أن يحصل محمد على ورشته الخاصة، ليقدم خدماته للجميع وبأسعار جيدة، خصوصاً أنه من المواطنين النادرين في هذا المجال، إن لم يكن الوحيد، حيث إن ظروفنا المالية لا تسمح بتأسيس ورشة صيانة له».

 

إلى ذلك يُبدي محمد رفضه لمسألة تزويد السيارات وإضافة تعديلات على مواصفات المركبات لزيادة سرعتها. ويقول «يقتصر عملي على تزويد وتعديل مواصفات المركبات على السيارات المرخصة والمخصصة لسباقات السيارات القانونية فقط».  

الأكثر مشاركة