التركيز صعب على لعبة واحدة

كفاح الكعبي

 

 بعد الافتتاح الصيني الرائع، الذي مازلنا مبهورين به، ولم نستطع إلى الآن أن نصحو منه لوصوله إلى درجة الروعة والإعجاز والكمال، فإلى الآن لم أتصور كيف استطاع ذلك الرجل المعلق الجري على سقف ملعب «عش العصفور» لهذه المسافة الطويلة وهو معلق ليقوم بتلك الطريقة الفريدة لإشعال الشعلة الأولمبية الفريد من نوعه، ثم تلك الكمية من الألعاب النارية التي صبغت لون السماء بعشرات الألوان المدوية، لتذكرنا بأن الصينيين هم أول من اخترع الألعاب النارية من قديم الأزل،حيث لم يخلو حفل الاحتفال العملاق من عبق ورائحة التراث والعراقة الصينية، فمن الكتابات الصينية إلى استخدام الأرقام الصينية والحروف إلى الملابس الشعبية والألعاب والأبراج، فلقد اثبت هذا البلد لكل العالم انه عاقد العزم على أن يكون الرقم الأول أو أحد المنافسين الرئيسين على هذا المركز، ليس في الرياضة وعدد الميداليات، التي قد تفوق عدد ميداليات الفريق الأميركي، فحسب، ولكن ليثبتوا لكل العالم، وخصوصاً العالم الغربي الذي طالما كان يشكك في قدرات الصينيين على التميز وإثارة الكثير من التساؤلات حول قدرة العملاق الآسيوي على تنظيم مثل هذه الدورات العالمية، فلقد كان هناك إجماع على أن تفوق الصين في الإعداد لهذه الدورة العالمية سيتبعه تفوق في عدد الميداليات، وان رسالة الافتتاح الأولى، يوم أول من أمس، سحبت البساط من تحت أقدام الأميركان والدول الغربية، فالعملاق الصيني الذي كان يغط في سبات خلال فترة من الزمن أزاح الغبار عن قدراته وأعلن للجميع رغبته في التحدي، واعتقد انه سينجح بتفوق خلال هذا الاختبار، الذي لن يكون سهلاً على الإطلاق. 

 صعبة جداً متابعة كل فعاليات الألعاب الأولمبية في وقت واحد، خصوصاً أن عدد الألعاب كبير ومثير، ومجال الاختيارات في القنوات الرياضية كبير ومنوع، حيث بذلت وتبذل العديد من القنوات مجهودات كبيرة في التغطية والمتابعة والتحليل، من داخل وخارج الحدث، وهذا جعلنا نتنقل بين القنوات الرياضية براحة اكبر، فبعض القنوات نجحت في لفت الانتباه من خلال استوديوهاتها المميزة من كل النواحي، حيث أعدت إعداداً جيداً لأكبر بطولات العالم منذ زمن طويل، بينما اعتمد البعض على بعض الخبراء والعواجيز ممن أكل عليهم الدهر وشرب ،وبعضهم في الحقيقة متميز ولكن هناك البعض الآخر الذي يظهر على شاشات التلفزيون للمرة الأولى في حياته، فقد يكون لاعباً مميزاً في الرياضة التي كان يمارسها ونال ميداليات في الألعاب الاولمبية، ولكن المصيبة الكبرى انه ليس كل من لعب لعبة يستطيع أن يكتب أو يتحدث عنها بأسلوب يجذب المستمعين والمشاهدين والقراء، فبعض الخبراء يعرفون كيف يتعاملون مع الكاميرات والميكروفونات بينما البعض الآخر يجعل صورة اللاعب تهتز لأنه لا يستطيع التعبير عن أفكاره بسهولة، فليس لدى كل الرياضيين نفس القدرة على التميز وراء الكاميرات والميكروفونات.  يبدو أن الصين مصممة، ومنذ اليوم الأول، على تصدر قائمة الميداليات وان الفريق الوحيد الذي بإمكانه منافستها هو الفريق الأميركي، ولكن الصراع بين الاثنين سيستمر طوال فترة الدورة ولن يحسم إلا في الأيام الأخيرة وبعد انتهاء مسابقة ألعاب القوى، والأمل في الاستمتاع بمشاهدة دورة طال انتظارنا لمتابعتها وسنواصل المتابعة لنبتعد ولو قليلاً عن كرة القدم التي ليست هي إلا جزءاً بسيطاً من بقية الألعاب.
 
   kefah.alkabi@gmail.com
تويتر