جدار عازل لحصر التهديدات داخل مدينة الصدر
عراقي يمر أمام الجدار الذي يعزل مدينة الصدر. رويترز
في ساعة متأخرة من الليل تنزل رافعة كتل خرسانية في مكان محدد.. تهتز الأرض بينما تشيد قوات عراقية واميركية جدارا يطوق حي مدينة الصدر الفقير. يتجمع عراقيون بعيدا عن دائرة الضوء وينظرون من الظلام الذي يغلف المنطقة التي كانت قبل أشهر قليلة تحت قبضةميليشيات جيش المهدي الموالي لرجل الدين مقتدى الصدر.
ويكمل هذا الجدار الثالث الدائرة التي تطوق مدينة الصدر، حيث يعيش مليونا نسمة في شمال شرق بغداد في اطار الجهود العراقية والأميركية لتعزيز الانخفاض الحاد في اعمال العنف اثر قتال ضار جرى هناك العام الجاري. وقتل المئات في مارس الماضي في معارك بين القوات الأميركية والعراقية من جانب، وجيش المهدي الذي تحمّله الولايات المتحدة مسؤولية هجمات صاروخية وبقذائف المورتر على مقار للقوات الأميركية والحكومة العراقية في المنطقة الخضراء في وسط بغداد.
كانت معارك مدينة الصدر احدى جبهات الحملة التي شنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد الميليشيات الشيعية. وأثارت مثل هذه الجدران الأمنية الرامية لوقف مهاجمين انتحارين وابطاء حركة نقل الأسلحة جدلا مريرا، حيث تقام حول الأسواق والأماكن العامة واحياء كاملة في بغداد. وينفر بعض العراقيين من مثل هذه الحواجز التي تسبب ازدحاما مروريا، وقد تضر بمتاجر قريبة، ويقولون انها تكاد تكون سجونا ضخمة.
ويصفها آخرون بأنها شر لابد منه أسهم في تحسن ملحوظ في شتى انحاء العراق، حيث تراجعت أعمال العنف لأقل مستوياتها منذ عام .2004 ويقول الكابتن اندرو سلاك قائد وحدة اميركية تجوب دورياتها الجزء الجنوبي من مدينة الصدر «هذه فترة اعادة تشكيل. يرون منالمتواجد.. ومن بقي.. ونوع الإمكانات المتاحة لديهم.». ويقول مسؤولون اميركيون ان المعركة تتركز الآن في اعادة بناء مدينة الصدر التي عانت البنية التحتية والخدمات فيها من عقود من الإهمال، اضافة الى آثار اعمال العنف الأخيرة.
ويقول خادم الهاشمي الذي يبيع سيارات مستعملة في جنوب حي مدينة الصدر ان هناك حاجة ماسة للوظائف والخدمات الأساسية. ويحصل بعضالسكان على كهرباء لمدة ساعة او ساعتين فقط كل يوم. وأضاف«تحتاج المدينة إلى الكثير».
وبدأت الولايات المتحدة والحكومة العراقية توجيه الأموال نحو مشروعات اعادة البناء أملاً بإقناع السكان بالامتناع عن مساندة مقاتلي جيش المهدي مرة اخرى. وبدأ جنود عراقيون في بناء الجدار الأخير تحت حماية اميركية، ولم تعترض اعمال البناء الليلية اي أعمال عنف. والى جانب جدار على الجانب الشرقي من مدينة الصدر وقناة عند الحافة الشمالية تحيط الجدران بحي الصدر بالكامل، وتفتش السيارات التي تدخل الحي او تخرج منه عند نقاط تفتيش. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news