عودة أنفلونزا الطيور رهن «بالطقس»

زيادة الطاقة الإنتاجية تحتاج إلى خطوط إنتاج وحظائر جديدة. رويترز   

قال الخبير في هيئة البيئة في أبوظبي، الدكتور معن الحاكم، إن قرار رفع الحظر عن استيراد الطيور الحية ومنتجاتها من السعودية والكويت، يأتي بعد «مرور فترة ثلاثة أشهر على ظهور آخر إصابة بين الطيور في البلدين بمرض أنفلونزا الطيور، بحسب دليل الممارسات الصحية الصادر عن منظمة الصحة العالمية، وهو الحد الأدنى  للإعلان عن خلو أي بلد من المرض، مايتيح الاستيراد منها».

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أنه «استناداً إلى تقارير منظمة الصحة الحيوانية تم رفع الحظر عن الاستيراد من السعودية والكويت»، مشيراً إلى أن «بؤر المرض لاتظهر خلال فترة الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مايقلل فرص انتقال الفيروس، ولكن يتوقع عودة ظهورها خلال أكتوبر المقبل، في البلدان التي طال طيورها المرض بسبب انخفاض درجات الحرارة، ما يساعد على انتقال الفيروس».
كانت الإمارات قررت الأسبوع الماضي رفع الحظر عن استيراد أنواع الطيور الحية ومنتجاتها من السعودية والكويت، بعد مرور 16 شهراً على حظر الاستيراد من الدولتين بسبب ظهور إصابات بين الطيور بمرض أنفلونزا الطيور. 

وأكد الحاكم أن «انتقال فيروس انفلونزا الطيور في الصيف بطيء، لأن الجو الحار يقتل الفيروس وخصوصاً عند درجة حرارة 70 مئوية خلال ثوانٍ، وعند خروج الفيروس مع إفرازات وفضلات الطير المصاب، يقتل فوراً أثناء تعرضه للحرارة».

ومن جانبهم أكد مسؤولو شركات دواجن في الدولة أن «رفع الحظر، لن يؤثر في خفض أسعار الدواجن وبيض المائدة، وأن عملية الاستيراد من السوق السعودية ستكون ضعيفة، وذلك لعدم توافر الكميات الكافية لسد احتياجات المملكة من المنتجين بسبب نفوق أعداد كبيرة من الدواجن جراء فيروس أنفلونزا الطيور»، لافتين الى ضرورة «زيادة الشركات المحلية لطاقتها الإنتاجية لتوفير الاحتياجات المحلية».
وقال مدير شركة رأس الخيمة للدواجن المهندس محمد علي إن «كميات الدواجن متوافرة في الأسواق المحلية لتغطية احتياجات المستهلكين من دون الاستيراد من السعودية»، مضيفاً أن «الشركات زادت إنتاجيتها بنسبة 50 إلى 60% لتغطية الطلب المتزايد من الدجاج في رمضان».  وأكد انه «لا مشكلة في توفير بيض المائدة، لأن استهلاكه سوف ينخفض خلال شهر رمضان بنسبة 25%» .
 
وأضاف أنه «يوجد اتفاق بين إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد والشركات بتثبيت أسعار الدجاج عند سعر يراوح بين 16 الى 17 درهماً للكيلو الواحد من الدجاج،  فيما سعر طبق بيض المائدة سعة 30 بيضة بـ15 درهماً للحجم الصغير، و16 للوسط، و17 للكبير». وأكد أن «فتح باب الاستيراد من السعودية لن يؤدي الى تخفيض السعر، بسبب وجود نقص في المنتج في السعودية، بعد أن ادى المرض الى القضاء على أعداد كبيرة من الدواجن، حيث تحتاج الى سنوات حتى تتمكن من تعويض النقص» .

وذكر ان «الشركات المحلية تنتج نحو 60 الف طن من الدجاج سنوياً، في حين يحتاج السوق الى 180 الى 200 الف طن، وإنتاجها من بيض المائدة سنوياً 600 مليون بيضة، و400 مليون يتم استيرادها من الخارج». وزاد أن «ذلك يعني أن حجم الاستهلاك السنوي من بيض المائدة مليار و100 ألف بيضة».

وتابع أن «الشركات بمقدورها تغطية الاحتياجات المحلية خلال سنتين وذلك بزيادة طاقتها الإنتاجية مايساعد على توفير المنتج بأسعار معتدلة لجميع المستهلكين»، مشيراً الى أن «ذوي الدخل المحدود يستهلكون الدجاج المستورد لانخفاض سعره عن المحلي الذي يباع الكيلو  منه بـ10 إلى 13 درهماً ».
وقال إن «حجم استثمارات صناعة الدواجن في الدولة تزيد على ثلاثة مليارات درهم، ما يتطلب توفير الدعم لهذه الصناعة لنتمكن من الاعتماد على الانتاج المحلي بدلاً من الخارجي».  وذكر أن «المنتج المحلي يحتاج الى الحماية من المنافسة الخارجية»، معتبراً إياها غاية في الأهمية، وتساعد الشركات على زيادة الطاقة الإنتاجية وتسويقها.

ولكن مدير التسويق في الشركة العربية لإنتاج الدواجن زكي شمارة قال إن «فتح باب استيراد الدواجن وبيض المائدة من السعودية سيحد من إشكالية توفيره في السوق المحلية»، مستبعداً بقاء الأسعار عند سقفها الحالي.

وأضاف أن «زيادة الطاقة الإنتاجية تحتاج إلى خطوط إنتاج وحظائر جديدة، وهذا يحتاج إلى فترة من  سنة إلى سنتين، حتى تتمكن الشركات من زيادة الإنتاج  لمادتي بيض المائدة والدجاج». 

أما التاجر عبدالله مصطفى فقال إن «أسعار الدواجن وبيض المائدة معتدلة في المرحلة الحالية»، مضيفاً أن «زيادة الطاقة الإنتاجية من قبل بعض الشركات أسهم في ثباتها عند مستوياتها الحالية».

ولفت إلى انه «في حال تم الاستيراد من السعودية بكميات كبيرة فإن الأسعار قد تنخفض بمعدل درهم الى درهمين للكيلو الواحد من الدجاج، وطبق بيض المائدة» .  
 
  الحجر البيطري  
كانت وزارة البيئة والمياه أعلنت عزمها ربط  الحجر البيطري والزراعي الكترونيا مع الجمارك على مستوى الدولة، لتعزيز إجراءات الوقاية  في التصدي لمرض أنفلونزا الطيور على وجه الخصوص، والتعرف على الإرساليات التي تتم من خلال البيان الجمركي مباشرة  ووفقا لبيانا ت الوزارة فأن عدد مراكز الحجر البيطري والزراعي في الدولة 24 مركزا منها تسعة برية في الغويفات واحد،  واثنان في العين وأربعة في حتا وواحد في خطم لملاحة، وواحد في رأس الخيمة، اما الجوية فعددها خمسة، في مطارات أبوظبي،  ودبي، والعين، والشارقة، ورأس الخيمة. 

الأكثر مشاركة