الشرطة حددت هوية قاتل سـوزان بعد 5 ساعات
وقال المزينة، في مؤتمر صحافي أمس، إن المتهم نفّذ جريمته خلال 12 دقيقة فقط، وغادر البلاد عبر مطار دبي، متجها إلى دولته، بعد ساعة ونصف الساعة فقط من تنفيذه الجريمة. وأكد أن إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي تلقت بلاغا بمقتل تميم من أحد أقاربها في نحو الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 28 من يوليو، وكشفت هوية القاتل بعد خمس ساعات فقط، لافتا إلى أن «الجريمة تم التخطيط لها جيدا»، حيث دخل القاتل البرج الذي تقطن فيه المجني عليها في منطقة المارينا في دبي بحجة توصيل رسالة إليها، ثم صعد مباشرة إلى شقتها رقم .2204 وحينما سألته عن هويته، كشف لها من العين السحرية خطابا يحمل شعار الشركة العقارية التي اشترت منها الشقة، وعندما فتحت الباب ذبحها مباشرة، مستخـدماً سكيناً كان يحملها معه.
وشرح المزينة تفاصيل الجريمة كاملة وسير التحقيقات، قائلاً إن الشرطة تلقت البلاغ يوم 28 من يوليو من ابن خالة المجني عليها الذي أفاد بأنه اتصل بالفنانة المغدورة أكثر من مرة، لكنها لم ترد، ما أثار قلقه بشدة، نظراً إلى ارتباطه بموعد معها لإنهاء إجراءات تتعلق بها، فقرر على الفور التوجّه إلى شقتها للاطمئنان عليها. وفوجئ عند وصوله بباب الشقة مفتوحاً، وبابنة خالته غارقة في دمائها، فاتصل بالشرطة التي تحركت على الفور بفريق من رجال المباحث والأدلة الجنائية.
وأفاد بأن التحريات أثبتت أن المجني عليها كان لديها موعد في الساعة التاسعة صباحا لإجراء فحص مروري للحصول على رخصة قيادة، واتصلت بمؤسسة المواصلات.
ولفت إلى أن المؤسسة أرسلت فعليا سائق تاكسي انتظرها بالقرب من برج الرمال 1 الذي تقيم فيه في الموعد المحدد. وحاول السائق الاتصال بها أكثر من مرة، لكنها لم ترد على اتصاله، ما أكد لرجال البحث الجنائي أنها قتلت قبل التاسعة صباحا.
وكشف المزينة عن أن المجني عليها كانت ترتدي ملابس الخروج حينما قتلت، وليس ملابس النوم أو المنزل، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، ما يدل أيضا على أنها استعدت فعليا لمغادرة الشقة في توقيت مبكر، لكن قبل التاسعة، فيما ارتدى الجاني ملابس مزدوجة، وبعد تنفيذه جريمته استبدلها ووضعها في صندوق الإطفاء في الدور 21، ثم خرج بملابس أخرى، مشيرا إلى أن الملابس التي كان يرتديها وقت تنفيذ جريمته موجودة في حوزة شرطة دبي.
وأشار إلى أن إدارة التحريات شكلت نحو 60 فريقا بحثيا لتغطية الافتراضات التي وضعت للجريمة، خصوصا في ظل ما تردد عن وجود خلافات للمجني عليها مع أطراف في لبنان ومصر وبريطانيا. وكان الهدف الرئيس هو تحديد صلة هذه الخلافات مع الواقعة، ومن ثم تحديد المستفيد من قتل المجني عليها.
ورجّح القائد العام لشرطة دبي بالنيابة وجود دوافع انتقامية وراء تنفيذ الجريمة نظرا إلى عدم سرقة الجاني أياً من محتويات الشقة، ومغادرته فور تنفيذه الجريمة، لافتا إلى أن رجال البحث الجنائي استطاعوا، بالتعاون مع خبراء الأدلة الجنائية، تحديد هوية القاتل، على الرغم من دقة تنفيذه الجريمة من خلال خطأ ارتكبه لم يتخيل أن تفطن إليه شرطة دبي، ربما لشعوره بأنه لن يمكن اللحاق به بعد فراره، أو عدم تقديره الكافي لكفاءة رجال التحريات والبحث الجنائي الذين توصلوا إلى هويته بعد خمس ساعات فقط من تلقي البلاغ. ولفت إلى أن القاتل غادر البلاد عبر مطار دبي نحو الساعة العاشرة والنصف. وكان لديه حجز سابق للعودة، لكنه بكّر في موعد رجوعه بعد انتهائه من تنفيذ الجريمة حتى لا ينكشف أمره.
وتابع أن «الأسلوب الذي نفّذ به القاتل جريمته يدل على معرفته السابقة بتفاصيل حياة المجني عليها. لهذا، فقد مكث في دبي يومين فقط نفذ خلالهما الجريمة وغادر».
وأكد المزينة أن إدارة البحث الجنائي لم توجه التهمة إلا بعد تأكدها بما لا يدع مجالا للشك من هوية الجاني وملابسات الجريمة.
وأضاف أن «الإدارة العامة للتحريات جمعت الأدلة الكافية على إدانة المتهم، وتوجّه وفد يضم نائب مدير إدارة التحريات العقيد خليل المنصوري الذي قاد فرق البحث في القضية إلى الدولة العربية الصديقة ـ على حد وصفه ـ التي ينتمي إليها الجاني، ووجد الوفد تعاوناً كاملاً على المستويات كافة، بعد التأكد من صحة الأدلة وكفايتها، ليقبض على القاتل بعد خمسة أيام فقط من وصول الوفد، وتبادل المعلومات».
وأشار المزينة إلى أن شرطة دبي أرسلت ملف استرداد عاجلا إلى تلك الدولة لاستعادة القاتل، لافتا إلى أن «التحقيقات لا تزال مستمرة معه للتأكد مما إذا كان هناك آخرون ضالعون في الجريمة»، مشيرا إلى أن إدارة التحريات والبحث الجنائي تتابع القضية لحين انتهاء إجراءاتها. وأوضح أن كثيرا من المعلومات التي نشرت في مواقع إخبارية، ووكالات أنباء عالمية، غير صحيحة على الإطلاق، مثل تشويه جثة المجني عليها، لافتا إلى أن القاتل ذبحها وغادر، كما نفى صحة ما تردد حول سهرها مع آخرين في شقتها في الليلة التي سبقت وقوع الجريمة.
وقال المزينة إن شرطة دبي فضّلت التكتم على ما لديها من معلومات حتى لا تضيع الجهود التي بذلتها، مؤكدا أنها لا تسعى إلى تحقيق مجد شخصي أو إثبات كفاءة رجالها، خصوصا في إدارة التحريات والبحث الجنائي الذين صبروا، وفقا للمزينة، على تلميحات بعض الأشخاص بقصور الأداء في هذه القضية تحديدا، على الرغم من توصلهم إلى الجاني خلال زمن قياسي لا يزيد فعليا على خمس ساعات.
فاتورة المتهم.. 3 ملايين دولار اعــترف المتهم (م.م.أ) بقــتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، بجريمــته، بعدما قبضت عليه يوم الخميس الماضي الشرطة المصرية في حمام مطعم سفينة راسية قبالة جزيرة في منطقة الزمالك (أحد الأحياء الراقية في القاهرة) وأكد المتهم، وفقا لأخبار تناقلتها وسائل إعلام أمس، وجود علاقة بينه وبين رجل أعمال بارز في مصر. وقال المصدر لـ «الإمارات اليوم» إن الجاني يعمل في إحدى شركات المقاولات التي يملكها رجل الأعمال، وإنه أقرّ بحصوله على ثلاثة ملايين دولار من الأخير مقابل تنفيذه الجريمة.
وحُرِّر محضر لـ(م.م.أ) حمل رقم 11408، فيما تولت جهات قضائية مصرية التحقيق مع المتهم، واستجوبت رجل الأعمال المصري. لكن مصادر أخرى أفادت بأن المتهم غيّر أقواله في وقت لاحق بشأن استئجاره لتنفيذ الجريمة.
وقرّر النائب العام المصري المستشار، عبدالمجيد محمود، حظر النشر في القضية، وصودرت صحيفة الدستور المستقلة من الأسواق لاحتوائها على تقرير حول القضية.
وربطت وسائل إعلام مختلفة اسم رجل الأعمال المصري المعروف هشام طلعت مصطفى بالواقعة، معتبرة أنه «المحرّض على جريمة القتل».
وأوضحت أن (م.م.أ) رجل أمن سابق، كان يعمل في فندق «الفور سيزونز» في شرم الشيخ، والتابع لمجموعة طلعت مصطفى.
ووصفته بأنه الرجل الخفي، أو اليد الطولى، لرجل الأعمال الذي أثيرت تكهنات عدة حول علاقته بسوزان وهروبه بعد حادث القتل.
وكشف المتهم خلال التحقيقات ـ وفقاً لمواقع إخبارية ـ أنه يعمل رجل أمن في إحدى شركات طلعت مصطفى في منتجع شرم الشيخ، واعترف بارتكابه جريمة القتل مقابل ثلاثة ملايين دولار.وأشارت إلى أن السلطات المصرية تحقق مع المتهم، وأنها ستعد ملفا كاملا للقضية يتضمن اعترافات المتهم، وفور الانتهاء منها سيحملها وفد نيابي مصري رفيع إلى دبي للتشاور واستكمال التحقيقات. في السياق ذاته، نقلت صحيفة «المصري اليوم» عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى تأكيده عدم وجود أي علاقة له بجريمة قتل سوزان تميم، واعتذاره عن الظهور في برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم المصرية مساء أول من أمس، على الرغم من إعلانه سابقا عن عزمه التواصل مع البرنامج. وهو ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنه محتجز، لكن ظهور مصطفى أمس في برنامج «صباح الخير يا مصر» وحديثه في مسائل اقتصادية، ذهب بالبعض الى اعتبار الأمر محاولة غير مباشرة لتأكيد عدم صلته بالجريمة. يشار إلى أن الفنانة اللبنانية ارتبطت أثناء وجودها في مصر برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى لفترة تصل الى عام ونصف العام، وقدم لها دعما كبيرا في تلك الفترة، وكان لطيفا معها، بحسب شهادة مقربين منها. القاهرة ــ الإمارات اليوم |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news