«أصدقاء المسنّين» تطالب بإنشاء مـجالـــس لـ«الشواب»
|
|
رابطة المسنين تكونت من مجموعةأصدقاء من المواطنين والوافدين. الإمارات اليوم
طالب أصدقاء مسنّين ينتمون لـ«رابطة كبار السن»، في عجمان، بإنشاء مجالس للشواب، حتى ينتبه المجتمع لهم، وتتواصل معهم الأجيال، خصوصاً في دار رعاية كبار السن في عجمان، مؤكدين أن «كبار السن من خلال هذه المجالس يمكنهم التواصل مع الأصدقاء، وأولادهم الشباب والأطفال، حتى يتذكرالمسنّ طفولته وشبابه، وتالياً يشعر بقيمته في الحياة».
فيما قالت مديرة إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، فوزية الطارش، إن «رابطة أصدقاء المسنين، بنيت على فكرة أصدقاء من خارج الدار، قبل خمس سنوات، إذ شعروا أن المسنين لا بد من أن يندمجوا في المجتمع الخارجي، وشجعتهم الشؤون، كي لا يشعر المسن بأن وجوده في الدار يعني أنه انقطع عن العالم الخارجي، خصوصاً الذين ليس لهم أهل». وأكدت مديرة دار رعاية كبار السن في عجمان، ليلى الزرعوني «وجود برنامج فعاليات وأنشطة خاصة بالدار، كتنظيم الحفلات في المناسبات الدينية والرسمية والاجتماعية، بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية، إلى جانب إقامة المعارض والمعسكرات لتقليص انسحاب المجتمع عن المسن، إلى جانب تنظيم رحلات خارجية، وجلسات شعبية تراثية ندعو فيها كبار السن، لتحقيق الدمج بين المسنين المقيمين في الدار، والمجتمع الخارجي». وتابعت الزرعوني «لهذا، فنحن نشجع على وجود استراحات لكبار السن، أو مجالس شعبية في الأحياء السكنية، إلى جانب مشاركتهم في البرامج والفعاليات، في المدارس ومؤسسات التوعية الأسرية». وقال سالم عيد سيف (صديق المسنين) إن «رابطة المسنين تكونت من مجموعة أصدقاء من المواطنين والوافدين الذين تربطهم علاقة صداقة قديمة بالمسنين داخل الدار، وهي مكونة من 15 عضواً، علماً بأنها ليست جمعية مرخصة، وإنما أسست بدافع التطوع الإنساني»، مشيراً إلى أنها «رابطة معنوية كون هؤلاء المسنين قدموا خدمات جليلة للوطن، لهذا نحاول أن نرد الجميل لهم»، مؤكداً «أهمية وجود مجالس للمسنين، يجتمع فيها أناس من جميع الأعمار، إذ إن كثيراً من الشباب والأطفال لا يشعرون بهؤلاء بسبب غياب التوعية». وشرح إبراهيم محمد صالح، أسباب صداقته للمسنين، موضحاً أنه «على الرغم من تعدد الأعمال والأنشطة التي أقوم بها، وربما لعلاقتي الوثيقة بالبرامج التراثية والمتاحف، فقد رأيت أن هؤلاء الموجودين في الدار ليسوا غرباء، وإنما هم من أهل المكان، هذا كان يعمل في الغوص، وذاك في الديوان، وآخر في الصيد، فحين وصلوا إلى سن الكهولة وجدوا أنه لا معين لهم، لهذا دخلوا الدار». وأضاف إبراهيم «العلاقة مع هؤلاء درس للشباب، كي يعلموا أن الزمن لا يتوقف عند مرحلة معينة، فكثير من الناس لا يحب أن يقال عنه انه وصل إلى نهاية الطريق، لذا علينا أن نعطي هؤلاء راحة البال، ومعنى للحياة الجديدة التي يقضونها في الدار، حتى يتحوّل هذا المكان إلى بيت حقيقي لهم». وتابع إبراهيم انه «لا يترك هؤلاء حتى في مماتهم، فنحن اول من يشارك في الدفن والعزاء، والدار خاصة بالمواطنين، وعلى الرغم من ذلك فقد سعيت إلى إدخال صديق عماني، كان مثل رجال الكهوف، وبعد ساعات من دخوله الدار أصبح في صورة أخرى». أما خلفان حميد علي الشامسي، فأشار إلى أنه «يأتي يومياً إلى الدار من الصباح وحتى المساء، وهو صديق جميع المسنين في الدار، خصوصاً أبو داوود، وإسماعيل، حيث كنا في أيام الشباب نعمل في الغوص، وما بين رحلات الغوص الصيفية، ورحلات البر الشتوية قضينا سنوات طويلة من عمرنا، وتزوج إسماعيل ولم يرزق بولد، وحين مرض دخل مستشفى دبي، ومن المستشفى حُوّل إلى الدار، لهذا أشعر بأن زياراتي اليومية توقظ ذاكرته، وتجعله يشعر بأنه محبوب، لذا أرافقه في الرحلات التي تقيمها الدار». وأكد حافظ رضا حافظ «أنه يزور صديقه العراقي المقيم في الدار منذ ثلاثة أشهر، فقد عاش في عجمان منذ شبابه، وعمل في الديوان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ولم يكوّن خلال هذه السنوات أسرة، وحين سقط في الحمام كسرت جمجمته، فأسعف في المستشفى، وأصبح بحاجة إلى رعاية مستمرة، ودخل الدار». وتابع حافظ «نحن أصدقاء منذ الثمانينات، وأنا الوحيد الذي أتواصل معه، لا أجعله يشعر بأنه منسي، وزيارتي له شبه يومية كي لا يشعر بالغربة». من جانبها، أكدت الاختصاصية النفسية في الدار، ميسون علي، «وجود شروط لقبول المسنين في الدار، حتى لا تتسع دائرة عقوق الوالدين، فقد وضعنا شرطا للقبول، وهو ألا يكون لديه عائل، أو من يقوم بخدمته، لأن الأولاد ملزمون برعاية آبائهم، وأن يكون من دولة الإمارات، وشيخوخته أعجزته عن القيام بشؤونه الخاصة، إلى جانب خلوه من الأمراض المعدية، وأن يثبت الكشف الطبي والاجتماعي حاجته لخدمات الدار»، ونوّهت بأن «هناك مسنين لا يزورهم أحد، لهذا نحاول الاتصال بالأهل حين تطول مدة انقطاع الزيارة، إذ نعد الحفلات ونستدعي الأهالي». وطالبت بإنشاء «نادٍ نهاري من أجل دمج المسنين في المجتمع، ومشروعات على مستوى التربية والتعليم تعنى ببر الوالدين، وذلك بسبب الجهل في التعامل مع كبار السن، فالمسن في غالبية الأحيان يتعرّض للكدمات، أو الكسور، لهذا لا بد من تكثيف المحاضرات على مستوى المؤسسات الأسرية». وقالت الاختصاصية الاجتماعية، أمينة عبدالله، إن «عدد المسنين في الدار 11 مسناً، ستة رجال، وخمس نساء، ودورها دراسة الحالة، هل تستحق دخول الدار، أم لا». وأضافت أن «هناك جداول أنشطة يقوم بها الدار، ويشارك فيها هؤلاء الأصدقاء».
دار رعاية المسنين
مؤسسة اجتماعية اتحادية، تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، أسست عام 1982، وتقوم بإيواء كبار السن، ضمن شروط محددة، وتقدم لهم خدمات متكاملة، من رعاية اجتماعية وصحية ونفسية.
|