مصادر: قاتل سوزان تميم لم ينتحر
|
|
المتهم قال إنه نفذ جريمته بدافـع الانتقام من المجني عليها دون أن يحرضه أحد على ذلك. الإمارات اليوم
أفادت مصادر قريبة من التحقيقات التي تُجرى مع قاتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم في القاهرة، بعدم صحة ما تردد من أنباء صباح أمس في العاصمة المصرية، حول انتحار المتهم أو وفاته، وهو ضابط شرطة سابق، حسبما أشارت المصادر يدعى (م.م.أ)، لافتة إلى أنه «قيد الاحتجاز تحت حراسة أمنية مشددة، ويتمتع بصحة جيدة، ولم يصب بأزمة قلبية، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام».
كان تلفزيون المستقبل اللبناني بث أمس تقريرا حول انتحار القاتل، فيما نقل موقع «إيلاف» الإلكتروني عما وصفها بمصادر متعددة في مصر أنباء عن العثور على المتهم بقتل الفنانة سوزان تميم ميتاً في سجنه، وأفادت الأنباء بأنه «انتحر» على الرغم من وجود تشديدات أمنية عليه، وصعوبة الانتحار داخل السجون. فيما عزت شائعات أخرى وفاته في السجن إثر تعرّضه لسكتة قلبية «مفاجئة». وأكدت المصادر التي ترجع لأجهزة أمنية مختلفة أن «التحقيقات تجرى تحت إشراف النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود»، لافتة إلى أن «قرار حظر النشر في القضية داخل مصر، الذي أصدره الأخير يحول دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل في القضية التي تشغل الرأي العام المصري بقوة في الوقت الراهن، نظرًا إلى ما تردد حول علاقة القاتل برجل أعمال بارز، دفع له ثلاثة ملايين دولار لتنفيذ القضية، وإخراجها بصورة انتقامية لإبعاد الشبهات». وأشارت المصادر إلى أن «المتهم الذي أشيع خبر انتحاره في نحو الساعة الثانية من صباح أمس كان اعترف في البداية بارتكابه الجريمة بتحريض من رجل الأعمال، لكنه تراجع عن اعترافاته في وقت لاحق، وقال إنه نفذ جريمته بدوافع انتقامية من المجني عليها، من دون أن يحرضه أحد على ذلك». وأوضحت أن «التحقيقات التي تُجرى حاليا في القاهرة تتم بشكل مستقل عن الأجهزة الأمنية في دبي، بعد أن قدمت الأخيرة كل الأدلة التي تثبت إدانة المتهم»، مشيرة إلى أن «الجهات القضائية المصرية تلقت من شرطة دبي ملفاً لاسترداد المتهم، مرجحة محاكمته في مصر بعد انتهاء النيابة من تحقيقاتها معه». في السياق ذاته، قالت مصادر طبية في القاهرة أمس «عدم تسلم مشرحة زينهم جثة المتهم بقتل الفنانة»، مشيرة إلى أن «هذه المشرحة هي الجهة المعنية بتسلم الجثث التي يلقى أصحابه حتفهم في ظروف مماثلة، ولم تتلق كذلك ما يفيد بانتحار القاتل او وفاته لأي سبب من الأسباب». وكان القائد العام لشرطة دبي بالإنابة، اللواء خميس مطر المزينة، أعلن أول من أمس عن القبض على قاتل الفنانة سوزان تميم في إحدى الدول العربية، رافضا ذكر اسمه أو هويته، مشيرا إلى أنه «تم القبض عليه بعد خمس ساعات فقط من تلقي البلاغ، فيما كشفت مصادر خاصة من القاهرة عن أن القاتل مصري الجنسية، وتم اعتقاله يوم الخميس الماضي، وأقر بجريمته».
يشار إلى أن الفنانة اللبنانية قتلت في شقتها صباح يوم الاثنين الموافق 28 من يوليو الماضي، وعثر عليها ابن خالتها مساء اليوم ذاته مذبوحة بجوار باب الشقة، وتأكدت شرطة دبي من هوية القاتل من خلال خطأ بسيط ارتكبه، على الرغم من دقة تنفيذ الجريمة، وتبين أنه مكث يومين فقط في دبي، نفذ خلالهما الجريمة في 12 دقيقة، وغادر إلى بلاده بعد ساعة ونصف الساعة فقط من ارتكابها.
في السياق ذاته، أكد رجل الأعمال المصري البارز هشام طلعت مصطفى عدم وجود علاقة له بالجريمة، مشيراً في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إلى أن «القاتل الذي أعلن القبض عليه لا يعمل لديه في إحدى شركاته، كما أشيع سابقاً، وليس له سابق معرفة به». وقال مصطفى إنه «من الطبيعي أن تثار مثل هذه الأمور بسبب وقوع الحادث ولا نستطيع وقف هذا اللغط، خصوصا وأن الناس تربط الجريمة بأمور أخرى، وتضع احتمالات وشكوكاً»، مؤكدا «ضرورة التفريق بين الحقائق والشائعات، تجنباً للإضرار بالاقتصاد»، لافتاً إلى أن «هذه الشائعات أدت إلى انخفاض أسعار الأسهم في البورصة، ما أثر بالسلب في صغار المستثمرين». ورداً على سؤال حول علاقة تلك الشائعات بعلاقته السابقة بالفنانة اللبنانية، وتقديمه يد المساعدة لها، قال هشام طلعت مصطفى «لكي نكون واضحين، هذه المسألة لا أتكلم فيها من قريب أو بعيد، وليس لدي كلام أقوله أكثر من ذلك، رافضا التعليق على ما تردد بشأن وقوف منافسين له وراء ترديد هذه الشائعات». وكان مصطفى ظهر أول من أمس في برنامجين مصريين يتمتعان بشعبية كبيرة هما «صباح الخير يا مصر» و«البيت بيتك» وتحدث في مسائل اقتصادية ومشروعات خيرية يعتزم تنفيذها لمصلحة الفقراء والشباب، وهو السلوك الذي أثار علامات استفهام في العاصمة المصرية نظراً إلى ندرة ظهوره إعلاميا بشكل عام في السنوات الماضية، على الرغم من نفوذه الكبير في عالم الاقتصاد والحزب الوطني الحاكم في مصر. يشار إلى أن الفنانة اللبنانية ارتبطت أثناء وجودها في مصر برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى لفترة تقدّر بعام ونصف العام، وقدم لها الأخير دعما كبيرا في تلك الفترة وكان لطيفا معها ـ حسب شهادة مقربين منها ـ لكنها غادرت إلى لندن بعد ذلك، ومنها إلى دبي، حيث لقيت مصرعها. |