روسيا تدخل الأراضي الجورجية وأبخازيا تحاصر ممرات وجنوداً
قوات روسية تقتحم قرية بورشا الجورجية. أ.ب
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دخلت الأراضي الجورجية قرب مدينة سيناكي، لمنع شن هجمات جديدة على أوسيتيا الجنوبية، كما أعلنت استيلاءها على مدينة غور، وحاصرت أبخازيا قوات جورجية في مرتفعات كودوري، فيما وافقت تبليسي على مقترحات السلام التي حملها الوسيط الأوروبي لوقف القتال في القوقاز.
ونقلت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن متحدث باسم الوزارة قوله إن «القوات الروسية المكلفة حفظ السلام ترافقها وحدات عسكرية، تتخذ اجراءات لمنع اطلاق نيران المدفعية الجورجية على اوسيتيا الجنوبية وعلى الجنود الروس». وأضاف ان هذه «الاجراءات التي طبقت قرب مدينة سيناكي» تهدف ايضا الى «منع حشد» جنود الاحتياط الذين استقدمتهم تبليسي.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية أن القوات الروسية احتلت قاعدة عسكرية جورجية في سيناكي. بدوره اتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في خطاب الى شعبه أمس، روسيا بأنها تريد احتلال كل الأراضي الجورجية. وقال إن «هذا الاستفزاز كان يهدف الى احتلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا ومن ثم كل جورجيا»، مشيرا الى المعارك الدائرة بين القوات الروسية والجورجية منذ أيام. وأضاف إن «ما بين 80 و90» طائرة عسكرية روسية اسقطت وأن «مئات الجنود الروس» قتلوا في النزاع المسلح بين موسكو وتبليسي. لكن القيادة الروسية قالت إن خسائرها في اوسيتيا الجنوبية بلغت 18 قتيلا و52 جريحا، فيما تم اسقاط اربع طائرات.
من ناحيتها اكدت القوات الابخازية أمس، أنها «حاصرت تماما» الجنود الجورجيين المتمركزين على مرتفعات ممرات كودوري المنطقة المتنازع عليها في ابخازيا، حيث وجه الجيش الروسي بعد ان ارسل انذارا الى القوات الجورجية. وطلب قائد القوات الروسية لحفظ السلام في ابخازيا الجنرال سيرغي تشابان من جميع القوات الجورجية المتواجدة في المنطقة الامنية الفاصلة بين جورجيا وابخازيا «تسليم اسلحتها». وقال وزير اعادة الاستيعاب الجورجي تيمور ياكوباشفيلي مباشرة للتلفزيون الجورجي روستا في-2 «إن اي شرطي جورجي لن يلقي السلاح».
وأكدت السلطات الابخازية انها «حاصرت تماما» الجنود الجورجيين المتمركزين على مرتفعات ممرات كودوري. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن وزير الدفاع الابخازي قوله «إن الفرق العسكرية الجورجية محاصرة تماما على الجزء الاعلى من ممرات كودوري في ابخازيا». وأكد كيشماريا «أن جميع الطرقات والممرات الجبلية، وكل المنافذ للخروج من هذا المكان مطوقة».
في السياق نفسه، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، إن «القسم الاكبر» من العملية العسكرية في اوسيتيا الجنوبية «انتهى»، بعد السيطرة على تسخينفالي، عاصمة الجمهورية الانفصالية في جورجيا، بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس. صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية بوريس مالاخوف ان موسكو ترى انه من المبكر جدا حاليا الاعتراف او عدم الاعتراف بجمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.
من جهته، ندد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بدور الولايات المتحدة فيالنزاع قائلا «من المؤسف ان بعض شركائنا لا يقدمون الدعم، بل إنهم يسعون الىمضايقتنا حتى انني اشير هنا الى انتقال الكتيبة الجورجية من العراق الى منطقة النزاع بواسطة الولايات المتحدة». وأكدت القيادة العسكرية الروسية أن مقاتلين «اجانب» يحاربون الى جانب القوات الجورجية في اوسيتيا الجنوبية في حين اعلنت اجهزة الامن الروسية اعتقال ستة من عناصر الاستخبارات الجورجية يحضرون للقيام بـ«اعتداءات ارهابية» في الأراضي الروسية. وعلى الرغم من الاعلان عن وقف للنار من الجانب الجورجي، سمع دوي طلقات اسلحة ثقيلة ليل أمس في تسخينفالي مصدرها عدة كيلومترات جنوب المدينة. وأعلنت وزارة الداخلية ان «شبكة رادار المطار الدولي في تبليسي اصيبت بأضرار طفيفة، لكن المطار مستمر في العمل بشكل طبيعي».
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن قنابل سقطت في محيط العاصمة الجورجية وقرية كوجوري الواقعة على مسافة 10 كم. وأفادت وزارة الداخلية بأن عشرات الطائرات الحربية الروسية قصفت اهدافا مدنية في غوري اكبر بلدة في جورجيا مجاورة لأوسيتيا الجنوبية. وقطعت موسكو أمس الصلات البحرية والبريدية مع تبليسي بعد ان قطعت رحلاتها الجوية أول من أمس.
وقال الضابط في القيادة الروسية الكسندر نوفيتسكي إن روسيا نشرت 9000 جندي اضافي في جمهورية ابخازيا الانفصالية يضافون الى 2500 جندي من قوات حفظ السلام المنتشرة هناك اصلا. على الصعيد الدبلوماسي تواصلت الجهود أمس، لدفع الطرفين الى وقف العمليات العسكرية فورا بالتزامن مع محاولات للتوسط تتولاها فرنسا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان ساكاشفيلي «وافق تقريبا على جميع مقترحات» الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لوقف النزاع مع روسيا.
وبدوره، اعلن الامين العام لمجلس الامن في جورجيا الكسندر لومايا ان الرئيس الجورجي وقع وثيقة تتضمن اقتراحات للسلام يدعمها الاتحاد الاوروبي الذي سينقلها الى روسيا. كما اعلن كوشنير أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيزور موسكو اليوم في محاولة «لوضع اللمسات النهائية» على اتفاق لوقف النار بين روسيا وجورجيا.
الى ذلك، تعمل دول اوروبية عدة على ترحيل مواطنيها من جورجيا التي غادرها 200 الماني على ان يتبعهم نحو 100 آخرين، كما غادرها 100 ايطالي و95 بولنديا وآخرون من تشيكيا. ومن المتوقع ان ترسل فرنسا اول طائرة محملة مساعدات الى جورجيا تنقل 30 طنا من المواد الغذائية على ان تعود ناقلة رعايا فرنسيين ومن دول أوروبية أخرى. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news